(جريدة القبس الكويتية)
وجد باحثون في مجال الفيروسات أدلة جديدة على انتشار«كورونا» عن طريق الهواء، في خطوة يمكن أن تقلل من الشكوك حول هذه المسألة المثيرة للجدل.
ووفق تقرير لصحيفة «نيويورك تايمز»، حول الموضوع، فإن هناك جدلاً بين الخبراء في مجال الصحة، حول ما إذا كان الذي ينتقل عن طريق الهواء هو الفيروس نفسه أم المادة الوراثية.
لكن فريقا، من جامعة فلوريدا الأميركية، استطاع رصد الفيروس في الهباء الجوي وعزله، في تجربة قاموا بها من داخل مستشفى يعالج مرضى مصابين بـ«كوفيد-19».
واللافت أن الفريق كشف الفيروس في مسافة أبعد عن ستة أقدام (نحو متر) الموصى بها للتباعد الاجتماعي، فقد رصدوه أبعد عن المرضى المصابين بنحو ما بين سبعة أقدام إلى 16 قدماً (قرابة مترين إلى خمسة أمتار).
وقالت لينسي مار الخبيرة في الفيروسات، التي لم تشارك في الدراسة، للصحيفة إن هذا «يعتبر دليلا دامغا» على انتشار الفيروس عن طريق الجو.
لكن التجربة لم تتم مراجعتها بعد، وكذلك لم يتم التأكد من كمية الفيروس وما إذا كانت تكفي لنقل العدوى.
في سياق متصل، كشفت دراسة جديدة أجراها باحثون أميركيون أن لقاح «كورونا» قد لا يكون فاعلاً مع الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة.
وحلل الخبراء مؤشر كتلة الجسم لـ 812 مريضاً تعافوا أو كانوا يعانون من الفيروس، وفقا لصحيفة Business Line، حيث وجدت الدراسة أن 70 في المئة من هؤلاء يعانون من السمنة المفرطة. كما توصل الباحثون إلى أن هؤلاء المرضى، ممن لديهم سمنة زائدة، عانوا أكثر من غيرهم من تداعيات الفيروس. ويقول العلماء إن اللقاحات السابقة لأمراض أخرى كانت أقل فعالية لدى البالغين الذين يعانون من السمنة المفرطة.
في سياق متصل، تواصل التفاعل العالمي مع لقاح «سبوتنيك في» المضاد لـ«كورونا» المستجد، الذي أعلنت عنه روسيا، أول من أمس، مع زيادة ملحوظة في الانتقادات الموجهة إلى تسريع تطويره والمخاوف التي ستترتب عليه.
ووصف بيتر بيتس المسؤول السابق في «إدارة الغذاء والدواء الأميركية» FDA اللقاح الروسي بأنه «كوكتيل مولوتوف»، في إشارة إلى أنه خليط غير مأمون العواقب. وقال لشبكة «يورو نيوز» إنه «لا بيانات تدعم ما تدّعيه روسيا حول لقاحها المزعوم»، مشيراً إلى أن «موسكو لديها تاريخ حافل من الموافقات على أدوية ولقاحات بالقليل من الاختبارات، وحتى من دونها في بعض الأحيان».
وأكد أن هذا اللقاح المفترض «هو تماماً ما لا يحتاجه العالم حالياً في الحرب ضد جائحة كورونا»، لافتاً إلى أنه «لا يجب الارتكاز على اللقاح الروسي، ويجب أن تستمر الأبحاث لإيجاد اللقاح المنشود».
«ارتفعت حرارة جسمها قليلاً قبل أن تعود إلى طبيعتها»، يروي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ما حصل مع ابنته التي أخذت لقاح «كورونا» الروسي الجديد، معتقدا أن شعبه والعالم سيطمئن.
جيه ستيفين موريسون نائب رئيس الدراسات الاستراتيجية الدولية يرى أن بوتين يريد تسجيل «لحظة سبتونيك في» باعتبارها انتصارا، وهي ما ستجعل «ماكينة الدعاية الروسية تعمل بكامل طاقتها».
ووفق تقرير نشره لموقع أكسيوس، فإن اللقاح لم يخضع لجميع مراحل الاختبارات، وتجربته لم تجر على عدد كبير من الأشخاص، وكانت على عدد محدود جدا، كما أن فتح تجربة اللقاح للجميع أمر فيه خطورة عالية، وقد تكون له عواقب صحية سلبية.
كذلك، لم تفصح موسكو عن أي أدلة علمية تدعم نجاح لقاحها مدعمة بالبيانات، وهي تتعامل مع اللقاح على أنه منافسة دولية بين القوى العالمية، ويسعى بوتين إلى تعزيز مكانة روسيا كقوة عظمى من خلال اللقاح.