خصص رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لقاءاته اليوم لمتابعة عمل عدد من الوزارات بعد دخول الحكومة في مرحلة تصريف الاعمال، بهدف تفعيل عملها، لا سيما تلك التي على تماس مباشر مع المواطنين.
وفي هذا الاطار، ترأس الرئيس عون قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، اجتماعا، حضره رئيس حكومة تصريف الاعمال الدكتور حسان دياب، وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الاعمال الدكتور حمد حسن، مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الصحية والاجتماعية النائب السابق الدكتور وليد خوري، المدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور أنطوان شقير ومستشارة رئيس الحكومة للشؤون الصحية الدكتورة بترا خوري، خصص للبحث في التطورات المتعلقة بتفشي وباء "كورونا"، في ضوء ارتفاع عدد المصابين في خلال الأيام الماضية وضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لمواجهة تمدده.
حسن
بعد الاجتماع تحدث الوزير حسن، فقال: "عقد اجتماع اليوم بدعوة من فخامة رئيس الجمهورية وحضور دولة رئيس مجلس الوزراء لمناقشة امرين: الواقع الصحي للجرحى ومتابعتهم في المؤسسات الاستشفائية وأزمة وباء كورونا والخطر المستجد بالأرقام الصادمة في الأسبوعين الأخيرين".
وأضاف: "ونتيجة النقاش بحيثياته المختلفة وحرص فخامة الرئيس ودولة الرئيس على إزالة العقبات كافة من امام التنسيق من اجل حماية المجتمع اللبناني في مختلف المناطق اللبنانية، تم الاتفاق على ما يلي:
- انشاء خلية عمل لتفعيل التنسيق في القطاع الطبي والاستشفائي جراء انفجار المرفأ الذي أدى الى خروج 4 مستشفيات عن الخدمة، وأزمة نقل المرضى من هذه المؤسسات الى بعض المستشفيات في العاصمة والجوار، والاستفادة قدر الإمكان من المستشفيات الميدانية المقدمة من العديد من الدول الصديقة والشقيقة.
- تمديد اعلان حال الطوارئ في العاصمة بيروت لمدة شهر إضافي كون الوضع الميداني الصحي يتطلب ذلك.
- التشديد على الالتزام بالتوصيات المقترحة من لجنة متابعة فيروس كورونا واصدار التدابير اللازمة لذلك، وخصوصا، البدء بعزل بعض الاحياء في بعض المناطق كخطوة اولى وإعادة تفعيل الحجر المنزلي والتذكير بالنسب المرتفعة من الالتزام في المرحلة المنصرمة. اما الآن للأسف فلقد بات البعض يشكك بوجود الفيروس أصلا، على الرغم من مئات الحالات المسجلة يوميا، وبات لدينا نحو 50% من الاسرة المخصصة لكورونا ممتلئة، وعلينا متابعة تجهيزات المستشفيات الميدانية للتعويض عن خروج 4 مستشفيات عن الخدمة، والتي يجب ان يخصص جزء منها لمرضى كورونا، لا سيما وانه بعد الانفجار حصلت اسعافات للحالات الطارئة خارج عن إرادة الأطقم الطبية امام المستشفيات وفي بهوها، ما سيؤثر حتما على عدد الحالات. ونحن نتوقع المزيد من الحالات خلال الأسبوع المقبل ما يحتم علينا التصرف بمسؤولية وادراك من قبل كافة الأطراف.
- تفعيل المستشفيات باستقبال المصابين بكورونا، بحيث وجب الان على المستشفيات الحكومية والخاصة ان تفتح أبوابها للمصابين بفيروس كورونا. وقد وضعنا آلية مع البنك الدولي كي نسدد الفواتير للمؤسسات الاستشفائية من بعد تسلمها باسبوعين، من دون انتظار فض العروض لشركة "TPA" التي يجب ان تواكب التدقيق المالي مع هذه المستشفيات، وذلك إحساسا منا بالظروف الاستثنائية التي تمر بها المستشفيات الخاصة ودعما لها في المرحلة الراهنة كي تتحمل المسؤولية معنا في استقبال مرضى كورونا".
وتمنى على "كل المجتمع اللبناني في المناطق كافة، ضرورة الالتزام بالتوصيات العامة. نحن لا نطلب منكم معجزة بل وضع الكمامة والتباعد الاجتماعي وعدم الاكتظاظ والتجمعات قدر الإمكان".
وعن وصفه لمرحلة تفشي وباء كورونا حاليا في لبنان، قال: "نحن للأسف امام تحد حقيقي وداهم لواقع الامن الصحي اللبناني، لأن الاعداد بالمئات، والانفجار الذي حصل زاد الطين بلة، بحيث ان كل المرضى من المستشفيات الأربعة تم نقلهم الى المستشفيات الأخرى، وتم الاخذ من حصة الاسرة المعدة لمرضى كورونا، اضافة الى ارتفاع عدد الحالات. هناك استنزاف لكل مقدرات النظام الصحي وهذا يتطلب دعما دوليا وتعاونا محليا وثيقا".
وعن الاتجاه الى اقفال بعض المؤسسات نتيجة تفشي وباء كورونا، أوضح حسن "اننا لا زلنا ملتزمين بضوابط التعبئة العامة حتى 28 آب والمهلة قابلة للتجديد وسيصار الى عزل بعض الاحياء ومن ثم احتمال عزل بعض المناطق، لأنه تم تسجيل حالات مرتفعة في الأسبوعين الأخيرين وصلت الى الذروة، وهذا يؤدي الى دق جرس الإنذار انه يكفي الاستهتار وعلينا التعاطي بمسؤولية مع هذا الموضوع".