أكد الكاتب الأميركي ديلان سكوت في تقريره الذي نشره موقع فوكس (Vox) الأميركي أن الوفيات الناجمة عن الموجة الثانية من تفشي فيروس كورونا المستجد كانت أقل من تلك التي سُجلت في الربيع الماضي، وهو ما يمكن تفسيره بعدة عوامل، منها أن نسبة كبيرة من المصابين في الصيف الحالي هم من فئة الشباب الأقل عرضة للوفاة نتيجة الإصابة بالفيروس.
لكن الكاتب يرى أن من بين العوامل الرئيسة التي أدت إلى انخفاض نسبة الوفيات؛ التطورات والتدابير العلاجية الجديدة التي عكست مدى استفادة الأطباء من خبراتهم في التعامل مع الموجة الأولى، وما توصلت إليه الأبحاث من نتائج.
وفي هذا السياق يؤكد دانييل كوريتزكس رئيس قسم الأمراض المعدية بـ"مشفى بريغهام" (Brigham Hospital) في بوسطن؛ أن هناك 4 تطورات على الأقل ساعدت في التعامل بشكل أفضل مع الوباء، ومعالجة أكبر عدد من المصابين، وأبقت المشافي بعيدة عن خطر تجاوز الطاقة الاستيعابية العادية.
1.السماح لبعض المرضى بالبقاء في المنزل
أوضح الكاتب أن الأطباء أصبحوا يشعرون بارتياح أكبر في أن يطلبوا من المصابين الأكثر صحة والأصغر سنا الذين لم تظهر عليهم أعراض خطيرة؛ البقاء في المنازل والعناية بأنفسهم مع استشارة الطبيب، ومن خلال هذا التوجّه يمكن للمستشفيات التركيز على علاج المرضى الأكثر عرضة للخطر.
ويمكن لمعدات طبية بسيطة -مثل جهاز قياس نسبة الأكسجين في الدم- أن تساعد المرضى الذين اختاروا البقاء في المنزل متابعة مدى تطور حالتهم، ومعرفة ما إذا كانوا يحتاجون للذهاب إلى المشفى.
2. تجنب استخدام أجهزة التنفس الاصطناعي
في بداية تفشي فيروس كورونا المستجد سارع الأطباء إلى استخدام أجهزة التنفس الاصطناعي لعلاج المرضى الذين يواجهون صعوبات في التنفس؛ لكن الأجهزة لم تظهر نتائج جيدة في علاج النوبات التي يعاني منها المصابون بالفيروس، بل حدث لكثير منها مضاعفات خصوصا على مستوى الرئتين.
وبيّن الكاتب أن الأطباء أصبحوا يميلون حاليا إلى تجنب استخدام جهاز التنفس الاصطناعي إلا للضرورة القصوى.
3. الانبطاح على البطن
من التدابير العلاجية الجديدة التي أصبحت شائعة مؤخرا في المستشفيات لعلاج المصابين الذين يعانون من صعوبات في التنفس، وضع الانبطاح على البطن.
ونقل الكاتب عن كوريتزكس قوله إن "هذه الطريقة لم تكن شائعة قبل انتشار هذا الوباء"؛ لكن "بمجرد أن بدأ عدد قليل من المستشفيات في الإبلاغ عن مدى نجاعتها، تم اعتمادها بسرعة".
ويُسهّل الاستلقاء على البطن وصول الدم إلى الرئتين ويُحسّن بالتالي عملية التنفس.
ورغم أن الأبحاث في هذا الشأن ما زالت في بدايتها، إلا أن المؤشرات الأولية تُظهر أن الانبطاح أدى إلى ارتفاع مستويات الأكسجين في الدم لدى الأشخاص المصابين بالفيروس.
4. ديكساميثازون وريمديسيفير
يؤكد الكاتب أن ديكساميثازون (Dexamethasone) وريمديسيفير (Remdesivir) من الأدوية التي أثبتت فعالية كبيرة في علاج كورونا، وقد تم اعتمادهما من قبل العديد من المستشفيات في الولايات المتحدة وفي مختلف أنحاء العالم.
وفي إحدى الدراسات التي أجريت على عدد من مرضى كورونا الذين يعانون من أعراض حادة، تبيّن أن أولئك الذين تناولوا عقار ريمديسيفير تعافوا قبل 4 أيام من بقية المرضى الذين حصلوا على أدوية أخرى.
ورغم أنه لم يثبت إلى حد الآن بشكل قاطع إن كان عقار ريمديسيفير يُحسن فرص البقاء على قيد الحياة بين مصابي فيروس كورونا، فإن ورقة بحثية أولية قُدمت في مؤتمر الإيدز 2020، أظهرت أن هناك انخفاضا في نسبة الوفيات للمرضى الذين تناولوا العقار وفقا لما ذكره الكاتب.
كما بيّنت الأبحاث أن عقار الديكساميثازون يحد من نسبة الوفيات لمرضى كورونا الذين يعانون من أعراض حادة؛ لكن هذا العقار الذي ينتمي إلى عائلة "الستيرويد" (Steroid) قد يكون له تأثيرات جانبية ضارة، منها ارتفاع ضغط الدم.
وخلص الكاتب إلى أن الأطباء والخبراء ما زال أمامهم الكثير من الأشياء ليتعلموها عن طريقة التعامل بالشكل الأمثل مع هذا الفيروس، أملا في إنقاذ أكبر عدد من المرضى خصوصا في ظل الموجة الجديدة المتوقعة في الخريف القادم.