نفلاً عن موقع العهد الإخباري
"نحن على أهبة الاستعداد دومًا، لكننا نعتبر أنفسنا في منتصف الطريق"، هذه هي خلاصة المرحلة الحالية التي وصل اليها لبنان بمواجهة انتشار وباء كورونا، بحسب تأكيد وزير الصحة العامة حمد حسن لموقع "العهد" الاخباري. يشير حسن الى أن "كل الحالات التي سجلت حتى تاريخه هي ضمن قدرات وزارة الصحة العامة، لكننا دائمًا نتهيأ لأن يكون الغد أصعب، باعتبار أن خصائص هذا الفيروس في كثير من جوانبه مجهولة وليست ملحوظة من أي مرجعيات طبية دولية أو مختبرات أبحاث، لذلك نحن نعمل على قدم وساق على تمديد فترة تسجيل الاصابات، وفي الوقت نفسه على تجهيز امكانيات اضافية للمستشفيات الحكومية واعطاء المستشفيات الخاصة الوقت الكافي لتكون هي أيضًا على أهبة الاستعداد في حال لا سمح الله وصلنا الى وضع يجب فيه على الطاقم والقطاع الصحي في كل لبنان التدخل".
لا أتوقع مفارقة رقمية عالية بين ما كان سائداً قبل عودة المغتربين وبعدها
مخاوف كثيرة يبديها البعض من امكانية ارتفاع أعداد الاصابات بفيروس كورونا في لبنان بشكل كبير بعد عودة قسم كبير من اللبنانيين، في هذا الشأن، يطمئن الوزير حسن في مقابلة مع موقع "العهد" الاخباري أنه "وفق السياسة التي اعتمدتها وزارة الصحة العامة واعتمدت أيضا في اللجنة الوزارية الخاصة بالحكومة اللبنانية، لن يكون هناك أي تأثير لعودة المغتربين على أعداد الاصابات التي قد تسجل، نُبقي الاحتمال واردًا لكنه احتمال ضعيف جدًا، كل من نجري لهم فحص الـpcr وهم بحالة صحية جيدة، نعتبر أن نتيجتهم سلبية، ورغم ذلك سيبقون في الحجر لمدة 14 يوما ولن يختلطوا مع أحد وفق تعهد يقومون هم بتوقيعه. وبالتالي، لا أتوقع تسجيل مفارقة رقمية عالية بين ما كان سائداً قبل عودة المغتربين وبعدها".
10 مستشفيات حكومية قادرة على التعامل مع حالات كورونا
وحول قدرة المستشفيات الحكومية في مختلف المناطق على التعامل مع حالات كورونا، يلفت الوزير حسن الى "أننا أعلنا أن هناك 10 مستشفيات حكومية في مراكز المحافظات ولكن هذه المستشفيات جُهّزت الى حد ما، أي أنها تستطيع استقبال حالات كورونا، والتعامل مع احالات على أنها قد تكون مصابة بالفيروس، ولكن قد تكون التجهيزات بالتشخيص والعلاج الوقائي غير مكتملة، وفي هذه الحالة نحن ننقل المريض مباشرة من المستشفى المذكور في أي محافظة الى مستشفى رفيق الحريري الجامعي. أما أهمية أن تكون هذه المستشفيات قد جهّزت بهذا المستوى، فتكمن في أن الفريق الطبي والتمريضي بات مجهَّزا، وباتت هناك أقسام مستقلة مجهزة لاستقبال حالات مشتبه باصابتها بالفيروس أو لديها أعراض تنفسية حادة، وبالتالي تتعاطى بمهنية وبطريقة علمية مع هذه الحالة حتى لا تتسبب بالعدوى لا للفريق الطبي ولا للمريض الذي يتلقى العلاج من أمراض أخرى".
تعاطي المؤسسات الدولية ينذر بكارثة وبائية
أما في ما يرتبط بما يمكن أن تقدمه مجموعة الدعم الدولية للبنان في هذا المجال، فيشير الوزير حسن في مقابلته مع موقع "العهد" الاخباري الى "أنهم مشكورون على المبادرات التي يقومون بها، لكنني في الحقيقة أعربت عن استغرابي أن كثيرا من الدول المؤثرة والصديقة للبنان، والكثير من المؤسسات الأممية والصحية الدولية لم تبادر الى تطبيق خطة تنفيذية، لا بل ما زال أكثرهم في اطار دراسة خطط ووضع خطط، وهذا هدر ومجازفة بمستقبل الفيروس، إن كان على مستوى النازح السوري، أو اللاجئ الفلسطيني، أو البيئة اللبنانية الحاضنة. وهذا ينذر لا سمح الله بكارثة وبائية قد تشكل تحديًا لكل المؤسسات الدولية والدول التي تدعم لبنان لمواجهة وباء كورونا".
أجريت فحص الكورونا مرتين حتى اليوم والنتيجة سلبية
وفي السؤال عن الشق الوقائي - الشخصي في التعامل مع عائلته بعد أن يكون الوزير قد أمضى يومه كاملًا خارج المنزل ومختلطًا بالمعنيين لمتابعة الأزمة، يقول الوزير: "يبدأ برنامج عملي عند السابعة صباحًا، وتستمر المتابعات حتى العاشرة مساء تقريبًا، ما بين التجهيزات اللوجستية والمطار والفنادق والمؤسسات الدولية المانحة والمناقصات واستدراج العروض، وتأهيل الفرق الخاصة بالترصد الوبائي، والطب الوقائي، لكن عندما أصل الى نهاية الأسبوع أتردد كثيرا و"أعد للعشرة" قبل الذهاب الى المنزل. هذا يتطلب مني الاهتمام باجراءات الوقاية الشخصية وارتداء الكمامة في المنزل وتجنب تقبيل الاولاد والابقاء على مسافة آمنة بيني وبينهم، واجريت فحص الـpcr مرتين حتى اليوم وجاءت النتيجة سلبية، فأنا أجريه مرة كل أسبوعين أو عشرة أيام تقريبا، هذه اجراءات وقائية ضرورية لنفسي، وللذين أخالطهم في المجتمع، ولعائلتي أيضًا.