قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن الدراسات التي أجريت في الولايات المتحدة أثبتت أن استخدام بلازم دم المتعافين في علاج المصابين بفيروس كورونا يخفض عدد الوفيات بينهم بنسبة 35%.
وأكد ترامب، في مؤتمر صحفي عقده أمس الأحد في البيت الأبيض لإعلان سماح السلطات باستخدام هذه الطريقة للعلاج، تخصيص "48 مليون دولار لإجراء الاختبارات السريرية الخاصة بدراسة علاج الفيروس عن طريق بلازما دم المرضى المتعافين (في مستشفى مايو)".
وأضاف: "لقد تم تسجيل 100000 أمريكي بفضل هذه الدراسة لتلقي هذا العلاج، وتم ثبوت أنه يخفض مستوى الوفيات بنسبة 35%، وهذا رقم ضخم".
وأردف: "هيئة الغذاء والأدوية وجامعة ماساتشوستس التكنولوجي وهارفارد ومستشفى ماونت سيناي كشفت أيضا أن استخدام بلازما دم المتعافين يمثل طريقا فعالا جدا في مكافحة هذا المرض المروع".
وأشار إلى أن هيئة الغذاء والأدوية، التي أصدرت الأحد سماحا رسميا باستخدام هذا العلاج، توصلت إلى استنتاج مفاده أنه "فعال وآمن".
وأعلن ترامب أن هيئة الغذاء والدواء الأميركية أجازت في حالات الطوارئ استخدام بلازما المتعافين لعلاج مرضى فيروس كورونا.
وأضاف ترامب: "نعمل على إزالة كل ما قد يؤخر التوصل إلى لقاح لفيروس كورونا".
وتأتي هذه التطورات بعد أن اتهم ترامب، في وقت سابق، هيئة الغذاء والأدوية بمماطلة المصادقة على استخدام اللقاحات والعلاجات المضادة لفيروس كورونا في الولايات المتحدة نظرا لدوافع سياسية.
والبلازما هي المكون السائل للدم الذي يتم استخراجه من المرضى الذين تعافوا من عدوى، مثل عدوى فيروس كورونا. فعندما يتغلب شخص على مرض ما، فإنه ينتج أجساما مضادة كافية لإنقاذ حياة شخص آخر. والفكرة الأساسية هي أن هذه الأجسام المضادة "يمكن أن تقدم مساعدة مؤقتة من خلال التدخل لصد الفيروس، حتى يطوّر هذا الشخص استجابة مناعية".
إعلان ادارة الغذاء والدواء الأميركية
من جهتها، قالت إدارة الغذاء والدواء الأميركية إنها صرّحت باستخدام بلازما الدم من مرضى تعافوا من كوفيد-19 لعلاج من لا يزالون مصابين بالمرض، وفقا ما نقلت رويترز.
وقالت إدارة الغذاء والدواء إن مؤشرات مبكرة تدل على أن بلازما الدم من المتعافين يمكنها أن تقلل احتمالات الوفاة وتحسن الحالة الصحية، إذا تلقاها المرضى في أول 3 أيام من دخولهم المستشفى.
وأضافت أنها قررت أمان تلك الطريقة في العلاج بعد تحليل بيانات 20 ألف مريض تلقوها، وأن 70 ألفا عولجوا حتى الآن باستخدام بلازما دم المتعافين من المرض.
وأشارت الإدارة إلى أن المرضى الذين ظهرت عليهم أقصى استفادة بطريقة العلاج تلك، كانوا أقل من 80 عاما ولم يكونوا على أجهزة تنفس صناعي.
وأكد مدير الإدارة أن ترامب لم يتحدث معه أو مع إدارته، ولم يكن له أي دور في اتخاذ قرار الإعلان عن الأمر.
ووفقا لرويترز، فقد جاء هذا الإعلان بعد يوم من إلقاء ترامب اللوم على الإدارة في عرقلة السماح باستخدام لقاحات وأدوية لكورونا، لما وصفها بأنها أسباب سياسية. كما يأتي الإعلان قبيل مؤتمر الحزب الجمهوري الذي سيرشح ترامب رسميا لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة للمنافسة على ولاية جديدة مدتها 4 سنوات.
صحيفة: ترامب يسابق الزمن للحصول على لقاح بريطاني لكورونا قبل الانتخابات
وفي هذا السياق، ذكرت صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية أن إدارة ترامب تبحث تسريع وتيرة إقرار لقاح تجريبي تطوره شركة "أسترا زينكا" وجامعة أوكسفورد لعلاج "كوفيد-19" لاستخدامه في الولايات المتحدة قبل انتخابات الرئاسة.
وقالت صحيفة "فاينانشال تايمز" إن إدارة ترامب تدرس تجاوز المعايير التنظيمية الأمريكية العادية لتسريع لقاح تجريبي لفيروس كورونا من المملكة المتحدة لاستخدامه في أمريكا قبل الانتخابات الرئاسية، وفقا لثلاثة أشخاص تم إطلاعهم على الخطة.
وأضافت الصحيفة أن أحد الخيارات التي يجري بحثها هو أن تقوم إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (إف.دي.إيه) بمنح "تفويض بالاستخدام العاجل" للقاح المحتمل في تشرين أول/أكتوبر.
ونفت شركة "أسترا زينيكا" مناقشة أي تفويض عاجل لاستخدام لقاحها مع الحكومة الأمريكية.
وقالت متحدثة باسم الشركة في بيان إن "أسترا زينيكا لم تناقش الحصول على تفويض من أجل الاستخدام العاجل مع الحكومة الأمريكية ومن السابق لأوانه التكهن بذلك الاحتمال".
ونقلت الصحيفة عن مصدر جرى إطلاعه على مجريات لاجتماع عقد في 30 تموز/يوليو قوله "إن مارك ميدوز كبير موظفي البيت الأبيض وستيفن منوتشين وزير الخزانة، قالا لكبار الديمقراطيين خلال اجتماع مع نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب إن الإدارة تبحث تسريع وتيرة استخدام اللقاح".
ولم يتم إقرار أي لقاح للوقاية من المرض بعد، لكن لقاح "أسترا زينيكا" يعد من اللقاحات الواعدة.
وأفادت مصادر لصحيفة "فاينانشال تايمز" بأن التجربة صغيرة الحجم نسبيا التي أجرتها "أسترا زينيكا" على اللقاح ليست مصممة لتخرج ببيانات كافية من النوع الذي يتطلبه تفويض بالاستخدام العاجل في الولايات المتحدة.

