أبدت القوى السياسية الإيطالية من أحزاب حكومية ومعارضة، ارتياحها للدور الذي تقوم به الحكومة الإيطالية لمساعدة لبنان بعد الكارثة التي حلت به يوم الرابع من آب، إثر انفجار دمر جزءا كبيرا من بيروت.
ومدت ايطاليا يد العون للبنان، فبعد وصول السفينة العسكرية San Giusto التابعة للبحرية الإيطالية إلى مرفأ بيروت أمس حاملة على متنها مساعدات طبية وإنسانية، من المنتظر أن تصل اليوم الباخرة العسكرية Etna، تزامنا مع زيارة وزير الدفاع الإيطالي لورينسو غواريني.
وتضم باخرة "إتنا" عيادات تشمل غرف العناية الفائقة والعمليات الجراحية وورش تصليح هدفها مساعدة النازحين على العودة إلى منازلهم.
ويستمر الدعم الانساني "طوارئ الأرز"، ومن المنتظر أن تبحر يوم غد الثلاثاء من ميناء "تشيفيتا فيكيا" باخرة تضامنية من مدينة فيرنسا تحمل معدات لإعادة تجهيز سرية اطفاء بيروت منها 10 سيارات إطفاء 20 سيارة بيك اب وملابس واقية لرجال الأطفاء ومساعدات غذائية تزن 12 طنا من تعاونيات "كوناد".
إلى ذلك، تنتشر على صفحات التواصل الاجتماعي نداءات من أطباء إيطاليين يطلبون "التضامن الفوري مع لبنان المنكوب الذي تعرض لجريمة ضد الانسانية يوم 4 آب". وذكروا "بالتضحيات الكبيرة التي قدمها الاطباء اللبنانيون في إيطاليا ومنهم من تعرض للخطر من أجل إنقاذ الشعب الإيطالي من جائحة كورونا".
وكتب الاختصاصي في أمراض القلب فرنشيسكو بواريو على صفحته على "فيسبوك" مشيدا بالأطباء اللبنانيين وداعيا لأوسع حملة تضامنية مع الشعب اللبناني: "إن الأطباء اللبنانيين، خاصة في منطقة الشمال المنكوب، أول من ضحوا بحياتهم في إيطاليا خلال مكافحة الفيروس، لذلك أدعو للافتخار بذلك إنه سجل شرف لا يضاهى".
وتحدثت "الوكالة الوطنية للإعلام" إلى الطبيب اللبناني أيمن اسماعيل، أحد الأطباء الذين واجهوا في المستشفايات الإيطالية جائحة كورونا وتعرضوا لأخطار كان من الممكن أن تعرضهم للموت مثل الدكتور عبد المجيد برجاوي. ويقول اسماعيل الذي عمل في مدينة برغامو التي تعرضت لأشرس موجة من الوباء في البلاد: "حقا تفاجأت بحجم التضامن الذي عبر عنه الأطباء الإيطاليون معنا، إذ أشادوا بأطبائنا الذين ضحوا بأنفسهم في مواجهة فيروس "كورونا"، وكانوا أوائل من وضعوا أنفسهم في الخطوط الأولى وتعرضوا لفقدان حياتهم لإنقاذ المرضى. وهذه هي الحقيقة، فعلى الأطباء اللبنانيين أن يفخروا اليوم بأنهم قدموا خير ما عندهم وأفضل ما لديهم وتملكوا الشجاعة والنبل دفاعا عن أرواح مرضى "كورونا"، في معركة فاصلة حاسمة في حياتنا جميعا وضعنا أنفسنا على المحك لإنقاذ الآخرين. كنا نعمل لساعات متواصلة، ولم يكن للوقت قياس".
وعمل الدكتور أيمن اسماعيل الأخصائي بالجراحة العامة والدكتورة جوليا فيلا طبيبة طوارئ مع مركز البعثة الطبية الايطالي (Centro Missionario Medicinali) والصليب الاحمر الايطالي في مدينة برغامو لمساعدة لبنان، وأرسلوا دفعة أولى من الأدوية الضرورية بنحو 529 كيلوغراما ما زالت تنتظر في مطار رفيق الحريري الدولي منذ 20 آب الحالي.
وقال الدكتور اسماعيل الموجود في لبنان مع الدكتورة فيلا لمواكبة الموضوع: "أرجو أن تفرج السلطات الجمركية عنها لتصل الى الجمعيات الأهلية الطبية في هذه الظروف الصعبة، علما أن هذه الأدوية عبارة عن هبات ومساعدات من الجمعيات المذكورة أعلاه ومن الشعب الايطالي ولا تبغي الربح المادي. هذه الدفعة موجهة لجمعية بنين الخيرية- بلدية يونين، صيدلية محافظة بعلبك المجانية، النجدة الشعبية اللبنانية (فرع النبطية)، بلدية زوطر الشرقية، مركز انصار الصحي. كما أن هناك مساعدات أخرى سنوجهها لعدد من المناطق ومن جمعيات تتقدم بالطلب إلينا".