تشير معطيات جديدة إلى أن فيروس كورونا المستجد "سارس-كوف-2" المسبب لمرض كوفيد-19، قد يهاجم خلايا بيتا في البنكرياس المسؤولة عن إنتاج هرمون الإنسولين؛ مما يؤدي إلى الإصابة بمرض السكري.
وتحدث تقرير نشر في مجلة "نيشتر ميتابوليزم" (Nature Metabolism)، لفريق من الباحثين عن حالة لشاب أصيب بمرض السكري من النوع الأول المعتمد على الإنسولين بعد إصابته بفيروس كورونا المستجد.
وداء السكري من النوع الأول يطلق عليه أيضا اسم السكري المعتمد على الإنسولين، وسكري اليافعين. وهو مرض مناعي ذاتي، إذ يقوم جهاز المناعة في الجسم بمهاجمة خلايا بيتا في البنكرياس ويدمرها، مما يؤدي إلى تراجع الكميات، التي يفرزها البنكرياس من الإنسولين بشكل تدريجي.
ويتطور المرض قبل سن 35 عاما، وعادة تكون أعمار المصابين به ما بين 10 أعوام و16 عاما. ويشكل 5% إلى 10% من نسبة المصابين بداء السكري.
أيضا قال الباحثون إنه ظهرت زيادة ملحوظة في الحماض الكيتوني السكري لدى الأطفال والمراهقين الألمان خلال جائحة كوفيد-19، مما يشير إلى وجود علاقة بين كوفيد-19 ومرض السكري من النوع الأول الجديد.
وأضاف الباحثون أن عدوى سارس-كوف-2 للخلايا في البنكرياس أدت إلى "تحريض كيميائي قوي" (robust chemokine induction)، كما يظهر في مرضى كوفيد-19 مع ظهور علامات على موت الخلايا.
وقالوا إن تقريرهم هذا له محددات، وهو لا يثبت وجود العلاقة السببية المفقودة بين عدوى فيروس كورونا المستجد ومرض السكري من النوع الأول. لذلك من الضرورة إجراءات دراسات مستقبلية للتحقيق في التأثيرات السامة لفيروس كورونا المستجد على خلايا البنكرياس.
وختموا بالقول "يشير تقريرنا إلى أن أطباء السكري يجب أن يكونوا على دراية بإمكانية الإصابة بمرض السكري المعتمد على الأنسولين كأحد المضاعفات الحادة في المرضى المصابين بفيروس كورونا المستجد".
وكان مقال نشر في موقع نيتشر في شهر يونيو/حزيران للكاتبة "سمريتي مالباتي" قال إن القرائن المتزايدة تشير إلى أن فيروس كورونا قد يؤدي إلى الإصابة بمرض السكري.
وأضافت الكاتبة أن أدلة من دراسات الأنسجة وبعض الأشخاص المصابين بكوفيد-19 تشير إلى أن الفيروس يضر بإنتاج الإنسولين.
وقالت الكاتبة إن دراسة تجريبية أجريت على "بنكرياس مصغر مزروع في المختبر"، تشير إلى أن الفيروس قد يحفز مرض السكري عن طريق إتلاف الخلايا، التي تتحكم في نسبة السكر في الدم.