تتحضر عدة مدارس خاصة في صيدا لاطلاق العام الدراسي الاسبوع المقبل واستقبال طلابها على مقاعد دراسة افتراضية فرضتها جائحة كورونا المستجدة وستكون عدتها شاشات اجهزة الكترونية للتعلم عن بعد وذلك حتى تاريخ 28 من الشهر الجاري موعد الانطلاقة الرسمية للعام الدراسي في مختلف المدارس والذي حددته وزارة التربية والتعليم العالي وفق آلية التعليم المدمج.
وقالت مسؤولة السياسات التربوية في مدارس جمعية المقاصد الخيرية الاسلامية في صيدا سهير غندور شهاب ان "العام الدراسي في مدارس المقاصد سينطلق في 14 من الشهر الجاري وفق تقنية الاونلاين وصولا الى 28 ايلول حيث الموعد الرسمي الذي حددته وزارة التربية لبدء العام الدراسي ونحن اعتبرنا هذه الفترة بمثابة بث تجريبي حيث ستنطلق حصص الاونلاين وفق جدول برنامج مدرسي يتم تحديده وعبر منصة الكترونية موحدة Microsoft teams".
واعتبرت أن "اهمية انطلاق الدراسة اونلاين او ما يسمى بالتعلم عن بعد هي من ضمن استراتيجية تحاكي كافة السيناريوهات للتكيف مع الازمة الصحية المستجدة وبنفس الوقت متابعة التعليم بكافة السبل فإذا لا سمح الله انخرطنا بالتعليم المدمج وتطور الوضع الصحي قد نضطر للعودة الى التعليم اونلاين وبذلك نكون مستعدين لكل الاحتمالات وجاهزين لها ونحن طوال الصيف لم نهدأ انكبينا على وضع خطط واستراتيجيات تحاكي كل السيناريوهات كي لا نتوقف".
ونوهت غندور بآلية التعلم عن بعد معتبرة انها "فرضت معايير جديدة كنا نسعى جاهدين اليها وهي التعلم الرقمي لمواكبة تطورات العصر فملامح المتعلم الجديد اصبحت مختلفة عن المتعلم التقليدي واليوم onlinelearner اصبح اكثر جهوزية لمتطلبات سوق العمل وهذا امر ايجابي يجب ان نستفيد منه".
واعتبرت غندور أن "امامنا تحديا كبيرا هذا العام ولا عودة الى الوراء والعالم بأسره امام نفس هذه التحديات وعلينا الاستفادة من تجارب العالم وتحويل هذه الازمة المستجدة الى فرصة ذهبية ستتيح لمتعلمينا ادوات جديدة في التعلم والتكيف معها وفقا لحاجات سوق العمل".
واذ لفتت الى أن "هناك مشاكل تقنية قد تعترض عملية التعلم عن بعد وأن الخطط الموضوعة لحظت هذه المشاكل ووضعت لها الحلول الممكنة للتعامل معها ولا سيما بطء الانترنت وانقطاع التيار الكهربائي اشارت الى أن "الحصص ستكون مسجلة بشكل يتيح للمتعلم العودة اليها في حال واجهته مشكلة تقنية، ودور ومهمة الناظر اختلفت اختلافا تاما مع التعلم عن بعد حيث اصبحت مهمته الجديدة بمثابة المرشد لمتابعة حضور المتعلم على المنصة الالكترونية كذلك سيكون هناك مرونة تامة في وضع برامج الحصص فهمنا الاساس هو الصحة النفسية للطالب ومدى تفاعله مع هذه الحصص".
وختمت مشيرة الى ان "من بين التحديات هو كيفية التعامل مع المناهج وتطبيقها الكترونيا".
من جهته، قال مدير ثانوية الايمان في صيدا كامل كزبر ان "ابرز التحديات التي تواجهنا في هذا العام الاستثنائي على كل المستويات هو غياب العدالة التربوية فليس بمقدور جميع الاهالي اقتناء اجهزة "اللاب توب" لاولادهم كذلك هناك مشكلة الانترنت والانقطاع المستمر للتيار الكهربائي فهذه ابرز المقومات لدعم التعلم عن بعد".
واضاف كزبر: "نحن ان شاء الله سنطلق العام الدراسي في 17 من الشهر الجاري وسيكون اونلاين اي التعلم عن بعد حتى تاريخ الموعد الرسمي الذي حددته وزارة التربية وبحسب التقييم الصحي طبعا سنلجأ الى التعليم المدمج اي الحضور الى المدرسة".
وتابع: "قمنا بتدريب الاساتذة كذلك استعضنا عن الكتب للمرحلتين المتوسطة والثانوية بمناهج الكترونية واوراق عمل الكترونية يقوم بتحضيرها الاساتذة وتم اعتماد منصة الكترونية موحدة eschool تم ربطها "بالسيستيم" للمدرسة وسيتم تسجيل الحصص اونلاين كذلك البرامج سيتم اعتمادها على الهواتف الذكية حتى يتمكن الطالب من استخدامها عبر الهاتف".
عباس
بدوره، اعتبر رئيس المنطقة التربوية في الجنوب باسم عباس أن "الطاقم التربوي في حالة استنفار لتأمين انطلاقة آمنة للعام الدراسي الجديد في ظل جائحة كورونا"، معتبرا أن "السلامة العامة وصحة طلابنا في سلم اولوياتنا والا ما فائدة التعليم اذا كانت الصحة مهددة لذلك تحولت المنطقة التربوية جنوبا الى خلية نحل وفي اجتماعات مفتوحة ومستمرة من اجل تأمين انطلاقة آمنة"، لافتا الى أن "وزير التربية قد حدد موعد الانطلاق الرسمي في 28 ايلول وفق آلية التعليم المدمج وتم توزيع الدليل الصحي حتى يكون الجميع حريصا لجهة التقيد بالتعليمات والارشادات الوقائية اللازمة للوقاية من فيروس كورونا".
واشار عباس الى انه "سيكون لنا اجتماع تربوي موسع يوم الجمعة في قضاء صور مع النائبة بهية الحريري ومحافظ الجنوب وكافة المعنيين بالعملية التربوية في قضاء صور لنستمع الى آراء المدراء واقتراحاتهم ورفع تقرير بذلك لوزارة التربية".
وردا على سؤال حول هواجس اهالي طلاب الشهادات الرسمية لجهة المناهج واكتسابها لفت عباس الى انه "سيتم ترشيق المناهج بطبيعة الحال نظرا للوضع الصحي المستجد والالية الجديدة المعتمدة في التعليم ونقول للاهالي ان يطمئنوا فهناك وضع استثنائي تم على اساسه حذف نصف المنهاج وهذا الامر سيتم طبعا بالتنسيق ما بين المركز التربوي ووزارة التربية".
وختم عباس معتبرا ان "تجربة التعلم عن بعد ليست بديلا مئة بالمئة ولكن علينا التعاطي بها للضرورة القصوى ورسالتي الى الاهل والطلاب بالتكامل فيما بيننا وبينهم من اجل تأمين عام دراسي آمن وذلك يكون من خلال التحلي بأعلى درجات المسؤولية والوعي والالتزام التام بالارشادات الصحية".
بواب
من جهته، اعتبر امين عام الشبكة المدرسية نبيل بواب أن "التحديات هذا العام كبيرة جدا ولكن ما يريحنا انها تحديات على مستوى العالم، ونعمل على الاطلاع وان نأخذ من تجارب العالم في هذا المجال حتى نكون في المكان الآمن".
واضاف: "لقد تعلمنا كمدارس من السنة الماضية وكافة المدارس انكبت خلال الصيف لوضع خطط محكمة وبديلة لمواجهة تحديات فيروس كورونا والفصل الاول سيكون بمثابة اكبر تحدي لنا وعدد كبير من المدارس الخاصة في صيدا ارتأت ان تبدأ قبل 28 ايلول كبث تجريبي اونلاين اما المدارس الرسمية فحددت الوزارة الانطلاقة الرسمية في 28 ايلول وفق الية التعليم المدمج".
وتابع بواب: "التعليم عن بعد تجربة جديدة بالرغم من الامكانيات المتوافرة والجميع يعلم ان هناك بطء في شبكة الانترنت وهناك مشكلة الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي كذلك فإن عدد كبير من الاهالي ليس بمقدورهم اقتناء اجهزة "الايباد" و"اللاب توب" لاولادهم خاصة واننا نعيش ضائقة اقتصادية خانقة".
واردف: "لذلك وبتوجيهات من رئيسة لجنة التربية النيابية النائب بهية الحريري تسعى الشبكة المدرسية الى عقد شراكة مع شركات لتأجير الكمبيوتر على سبيل التملك للطلاب وبأسعار جدا مقبولة وذلك للتخفيف قدر الامكان عن الاهالي في ظل هذه الضائقة الاقتصادية".
وردا على سؤال حول هواجس الاهالي عن التجربة التعليمية الجديدة لفت بواب الى ان "هذا الامر يحتاج لتكامل ما بين الجميع من اهالي وطلاب ومعلمين ومجتمع مدني ومنطقة تربوية الخ، لنصل الى بر الامان كذلك سيكون هناك غرفة عمليات مع بداية العام الدراسي لمواكبة كل الامور ولا سيما فيما يتعلق بالباصات لجهة الزامهم بالتقيد بالاجراءات الصحية المطلوبة وهذا الامر يتطلب ايضا حسًا عاليًا بالمسؤولية من كل فرد فأي تهاون بهذه الاجراءات قد يؤدي بنا الى مشكلة نحن بغنًى عنها وطبعا سيكون هناك لقاءات وورش تدريب للتوعية ونشر هذه الثقافة عند الجميع".
وختم بواب أن "التعلم عن بعد لا بد منه"، متسائلا "هل يبقى اولادنا بدون ادنى معرفة؟ طبعا لا، فهناك تجارب في العالم علينا الاستفادة منها وتكييف انفسنا مع الظروف المستجدة بحيث نحافظ على صحة طلابنا ونزودهم بالمعرفة الآمنة في آن".