نقلا عن موقع "العهد" الاخباري
تجاوز عدد الإصابات المؤكدة بفيروس كورونا عالميًا 27 مليونا وأكثر من 742 ألفا، وقارب إجمالي عدد الوفيات 901 ألف وفاة. الفيروس الذي غير نمط حياة العالم بأسره، أظهر عجز بلدان كبرى عن التصدي للأزمة، حيث انهارت المنظومات الصحية في أكثر من بلد، وأحدثت الأرقام الكبيرة في الاصابات والوفيات ارباكًا كبيرًا لدى أجهزة الدولة.
في لبنان، البلد الذي اعتاد الكوارث، تغيرت المعادلة نسبيًا، فأظهرت المنظومة الصحية صمودًا لا بأس به. ومنذ ظهور أوّل حالة كورونا في لبنان، برزت الهيئة الصحية الاسلامية كجهة داعمة ومساندة للمؤسسات الصحية للدولة، في المتابعة والتصدي للفيروس، وتداعياته.
أكثر من خط عمل عليه الدفاع المدني في الهيئة الصحية، من أهمها: نقل المخالطين والحالات الايجابية، مراكز الحجر، وعملية دفن الموتى جراء كورونا.
* نقل المخالطين والحالات الايجابية
في تصريح لموقع "العهد" الاخباري، يقول مدير عام الدفاع المدني في الهيئة الصحية الاسلامية عدنان مقدم إن الهيئة نقلت منذ بداية الازمة 1526 حالة من مختلف المناطق اللبنانية الى المستشفيات ومراكز الحجر. ومع توسع انتشار الفيروس وارتفاع الأعداد، يقتصر حاليًا نقل الحالات على الحالات الايجابية، أو المخالطين المباشرين (مخالط درجة أولى).
ويتكفل الدفاع المدني في الهيئة الصحية بالكلفة المالية الكبيرة المترتبة على اجراءات نقل المرضى، حيث يكلف نقل كل حالة ما يقارب 80 دولارًا تغطي البدلات الواقية، دون احتساب حركة السيارة واجراءات التعقيم الأخرى.
* مراكز الحجر
لا يقتصر دور الدفاع المدني في الهيئة الصحية على نقل الحالات من والى المستشفيات ومراكز الحجر، فبحسب مقدم، جهّزت الهيئة مراكز حجر توزعت على مختلف المناطق (الطيونة، كيفون، مستشفى الحكمة / النبطية، بنت جبيل، دورس، عربصاليم، درويش مكي في جويا، محجر في المريجة قيد التجهيز)، تستقبل فيها الحالات المصابة، مع متابعة يومية من قبل أطباء وممرضين، وتأمين الدعم النفسي لها، وكل مستلزمات الراحة، دون أي كلفة تترتب على المواطن.
* دفن الوفيات
لعل من أكثر الملفات حساسية في التعاطي مع أزمة فيروس كورونا، هو ملف دفن الموتى جراء الفيروس. الدفاع المدني في الهيئة الصحية الاسلامية كان سباقًا في التصدي لهذا الاستحقاق. في هذا الاطار، أعلن مدير عام الدفاع المدني في الهيئة الصحية الاسلامية لـ"العهد" أن الهيئة قامت باتمام عمليات دفن 104 جثامين، 71 جثماناً تعود الى موتى كورونا من المقيمين (39 ذكرا و32 انثى)، و33 جثمانًا تعود الى موتى كورونا من الوافدين (28 ذكرا و5 اناث).
وتعتمد الهيئة الصحية حسب مقدم في اجراءات الدفن البروتوكول المتبع من قبل منظمة الصحة العالمية والصليب الاحمر الدولي فيما تراقب اللجنة العلمية في الهيئة الصحية وتدقق وتتابع هذه العمليات.
وفيما يشير مقدم الى أن العديد من الدول تتبع نظرية دفن الجثامين باجراءات غير لائقة، فإنه يلفت الى أن ما تتبعه الهيئة الصحة هو بروتوكول يحافظ على حرمة وكرامة الميت الى أي مذهب وطائفة انتمى.
احد أقسى اجراءات الدفن، هو منع التجمعات خلال عملية التشييع، وهو اجراء تفرضه الضرورة للحفاظ على سلامة المواطنين، فالسماح بالتجمعات خلال الدفن يخرق كل البروتوكولات الصحية، التي تنص على شروط محددة خلال دفن موتى فيروس كورونا. فمثّلا يتم لف الميت بأكثر من طبقة حفاظًا على المياه الجوفية، كما يتم تعميق الحفرة المعتادة للدفن أكثر من العادة. كل هذه الاجراءات هي لحماية المجتمع من خطر هذا الفيروس الذي ما زال يعتبر مستجدًا، وأخذ الاحتياطات هو واجب وطني وانساني (بعد سنوات عديدة على مرض الايدز مثلًا، تم اكتشاف أن المرض يعيش بالجثة لمدة 72 ساعة).
أمّا في ما يتعلق بتكلفة الدفن، فيشير مقدم الى أنها تتراوح بين 200 و250 دولارًا للحالة، ويشارك في اجراءاتها 15 فردا مدربًا. تتحمل الهيئة الصحية قسمًا من التكلفة، فيما يتوزع القسم الآخر من التكلفة بين البلديات والوحدة الاجتماعية في حزب الله، أما الحالات المستضعفة فيتم تبنيها من قبل الهيئة الصحية بالكامل.
من بين المشاكل التي تواجه أفراد الهيئة الصحية خلال عملية دفن موتى كورونا الوافدة، مادة الـ"فورمول" أو الـ"فورمالين" التي يتم وضعها على جثمان الميت في الدول خارج لبنان، وهي مخصصة لحفظ الجثمان، لكنها تحفظ معه الفيروس أيضًا، وهذا خطأ يؤدي الى إعادة فتح الجثمان في لبنان واتباع اجراءات صعبة قبل الدفن.
وفيما تواصل الهيئة الورش التدريبية على التصدي للفيروس في عدد من المناطق، فإنها حاليًا تقوم بتدريب فريق خاص من الهلال الأحمر وغيره، للقيام بمهمة دفن موتى كورونا في المخيمات الفلسطينية، التي تتزايد فيها أعداد الموتى، حيث تصدت الهيئة في يوم واحد لدفن 6 حالات وفاة في المخيمات. كما ستوفر الهيئة الفرق الصحية في المخيمات المستلزمات الضرورية لعملية الدفن.