منذ إغلاق العديد من المدارس حول العالم في شهر مارس/آذار الماضي، بدافع مخاوف انتقال الفيروس التاجي، وكثير من الخبراء في مجال صحة الأطفال يحذرون من اكتساب الأطفال وزنا زائدا قد يؤدي إلى تفاقم مشكلة صحية عامة، خاصة أن الأطفال والمراهقين عادة ما يكتسبون وزنا أكبر خلال العطلة الصيفية مقارنة بالعام الدراسي.
وتشير دراسة تابعة "لجامعة بافلو" الدولية، (University at Buffalo)، إلى أن عمليات الإغلاق التي تم تنفيذها في جميع أنحاء العالم بسبب جائحة كورونا أثرت سلبا على النظام الغذائي والنوم والنشاط البدني بين الأطفال، خصوصا المصابين بالسمنة.
وتبين الدراسة التي ركزت على الأطفال في إيطاليا، أن البيئات المدرسية توفر نمطا وروتينا حول أوقات الوجبات والنشاط البدني والنوم، وهي العوامل الثلاثة المتورطة في مخاطر السمنة.
وتوضح أن النشاط البدني منذ بدء الإغلاق قد انخفض بين الأطفال، مع توقف المدارس والأنشطة الرياضية، في حين زاد استهلاك الأطفال للوجبات الإضافية وتغير نمط النوم، إضافة إلى قضاء ما يقرب من خمس ساعات يوميا أمام شاشات الهاتف والحاسوب والتلفاز.
وبات الوضع أسوأ بالنسبة للأطفال الذين يعانون من السمنة، بحسب الدراسة، حيث يتصرفون بشكل أسوأ في برامج التحكم في الوزن أثناء وجودهم في المنزل مقارنة بوقت مشاركتهم في مناهجهم المدرسية.
فإذا كان طفلك قد اكتسب مزيدا من الوزن في فترة الإغلاق، فهناك -رغم استمرار الإجراءات الاحترازية- الكثير الذي يمكنك القيام به لمساعدته على أن يفقد الوزن الزائد وينمو بشكل صحي ونعرضها لك في خطوات محددة:
1- كوني النموذج الجيد له
غالبا ما يكون الوالدان -وتحديدا الأم- هما القدوة لأطفالهما، فعندما تختارين أن تأكلي بشكل صحيح وأن تمارسي نشاطا رياضيا، فمن المرجح أن ينتهج طفلك النهج ذاته.
2- أطعميهم من البيت
يجب التوقف عن شراء الوجبات السريعة والطعام من الخارج، وتناول الطعام الصحي أمام الأبناء.
وبحسب "ماي هيلث فايندر" (Myhealthfinder) التابع لوزارة الصحة الأميركية، فإن تقديم مزيد من الخضروات والفواكه وأطعمة الحبوب الكاملة، أمر ضروري لبناء جسم صحي، ويتحقق ذلك بإتاحة الفرصة للأطفال في المساعدة باختيار وجباتهم الصحية وإعداد الطعام والمائدة.
3- احرصي على ميعاد النوم
إذا لم يحصل الأطفال على قسط كاف من النوم، فإنهم يكونون أكثر عرضة لزيادة الوزن أو السمنة.
وتنصح وزارة الصحة الأميركية بوضع جدول زمني لنوم أطفالك، مع الأخذ في الحسبان أن المراهقين يحتاجون من 8 إلى 10 ساعات من النوم كل ليلة، ويحتاج الأطفال في سن المدرسة من 9 إلى 12 ساعة من النوم كل ليلة، ويحتاج الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة إلى النوم ما بين 10 إلى 13 ساعة يوميا.
4- ممارسة الرياضة كعائلة
تساعد التمارين الرياضية على تقوية جهاز المناعة لدى الأطفال والبالغين، كما يمكن أن تساعد الأطفال على حرق السعرات الحرارية، والتقليل من التوتر والقلق والحزن خلال الأوقات الصعبة.
وتنصح شبكة "ويسترن كونيكت كات هيلث" (WCHN)، بممارسة الأسرة التمارين الرياضية معا، حيث يتحمس الأطفال بمشاركة ذويهم التمارين.
وقد تكون تلك التمارين العائلية هي المشي معا أو ركوب الدراجة أو جلسات اليوغا أو لعب كرة القدم في حديقة البيت، كما يمكن متابعة مقاطع فيديو للتمارين الرياضية عبر الإنترنت وممارستها معا لمدة 60 دقيقة يوميا.
5- مشاركة الأعمال المنزلية
منذ بدء الجائحة تتحمل النساء مزيدا من الأعباء اليومية، ما بين العمل والاهتمام بالأطفال الذين توقفوا عن الذهاب إلى المدرسة، وبين إعداد الطعام وتنظيف البيت.
بعيدا عن ضرورة تقديرك وأهمية تحمل الزوج والأبناء نصيبا من تلك الأعباء، فإن مشاركة الأطفال في الأعمال المنزلية تعد فرصة جيدة لتخفيف الوزن الزائد وحرق السعرات الحرارية.
ضعي في اعتبارك تحديد وظائف مناسبة لأعمار أطفالك لمساعدتك في إنجاز المهام المنزلية.
6- ضعي وقتا محددا للشاشات
حددي مقدار الوقت الذي يقضيه طفلك في التسلية مثل مشاهدة التلفزيون وممارسة ألعاب الفيديو واللعب على الأجهزة الإلكترونية، لأن وفقا لـ "ناشونال هيلث سيرفيس" NHS، جلوس واستلقاء الأطفال كثيرا، يزيد من احتمالية زيادة وزنهم، ومن الأفضل ألا يشاهدوا الشاشات أكثر من ساعتين كل يوم.
7- الحصول على الدعم
في حال ملاحظتك زيادة وزن طفلك، وفرغت من اتباع الطرق لمحاولة تخفيض الوزن الزائد، لا بد من الحصول على استشارة متخصصة من خلال برامج إدارة الوزن للأطفال تحت إشراف طبيب تغذية مختص.
المصدر: الجزيرة نت