نتائج مبشرة للقاحَي «فايزر» و«سينوفارم» في تجارب المرحلة الثالثة، أعلنت أمس، كما أفاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأن لقاحاً مضاداً لـ«كورونا» قد يتوافر خلال شهر، وسط تحذير منظمة الصحة العالمية لأوروبا من أن الفيروس دخل مرحلة حاسمة.
أعلنت شركة فايزر أن المشاركين ظهرت عليهم آثار جانبية خفيفة إلى معتدلة عند إعطائهم لقاح فيروس كورونا التجريبي للشركة في تجارب المرحلة الأخيرة للقاح.
وقال مسؤولون تنفيذيون في الشركة في مؤتمر عبر الهاتف مع المستثمرين إن أكثر من 12 ألف مشارك في الدراسة تلقوا جرعة ثانية من اللقاح، وإن الآثار الجانبية التي ظهرت عليهم خفيفة.
وكانت الشركة سجلت أكثر من 29 ألف شخص في تجربتها التي ضمت 44 ألف متطوع لاختباراللقاح التجريبي الذي تطوره مع الشريك الألماني BioNTech.
وأكدت الشركة الأميركية أنها كانت تدقق باستمرار في سلامة اللقاح ومدى تحمله في دراستها، مشيرة إلى أن لجنة مستقلة لمراقبة البيانات يمكن أن توصي بإيقاف الدراسة مؤقتاً في أي وقت، لكنها لم تفعل ذلك حتى الآن.
تأتي هذه التصريحات في أعقاب تعليق تجارب لقاح شركة «أسترازينيكا» في جميع أنحاء العالم، بعد الإبلاغ عن آثار جانبية خطيرة في أحد المتطوعين في بريطانيا، ثم استأنفت التجارب في بريطانيا والبرازيل، لكنها ظلت معلقة في الولايات المتحدة.
لقاح «سينوفارم»
من جهته، قال الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية، وانغ ون بين، إن بلاده والإمارات رصدتا بعض النتائج الإيجابية في تجارب المرحلة الثالثة لقاح «سينوفارم».
وكانت الإمارات وافقت على الاستخدام الطارئ للقاح، بعد 6 أسابيع من بدء التجارب السريرية له داخل البلاد.
وتطور شركة الأدوية الصينية «سينوفارم» لقاحين، وتشارك دول، بينها خمس عربية، هي الإمارات والأردن والبحرين ومصر والمغرب، في اختبارات المرحلة الثالثة للقاحين.
وتطور الصين 9 لقاحات من إجمالي اللقاحات التي تخضع حاليا لمرحلة التجارب السريرية، وتتوقع أن تكون اللقاحات متاحة للاستخدام العام بحلول نوفمبر أو ديسمبر المقبلين، وفق صحيفة الغارديان البريطانية.
إلى ذلك، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن لقاحا سيكون متوفرا خلال أسابيع، في توقعات أكثر تفاؤلا من تكهناته السابقة، لكنه أضاف أن الوباء قد يختفي من تلقاء نفسه.
وقال خلال لقاء حضره عدد من الناخبين في بنسلفانيا: «نحن قريبون جدا من التوصل للقاح». وأضاف: «نحن على مسافة أسابيع من الحصول عليه، ربما ثلاثة أو أربعة أسابيع».
بدورها، قالت الحكومة الأميركية إنها ستبدأ في توزيع أي لقاح في غضون يوم واحد من موافقة الجهات التنظيمية عليه في إطار تخطيطها لإمكانية طرح عدد محدود من الجرعات بحلول نهاية العام.
Ab8
في سياق متصل، اكتشف علماء أميركيون، من جامعة بيتسبيرغ في ولاية بنسلفانيا، جزيئاً حيوياً قادراً على علاج مرض «كوفيد-19»، وكذلك الوقاية منه.
وقال الباحثون إن الجزيء تمكن من تحييد الفيروس المسبب للمرض، المسمى «سارس كوف 2» بشكل «كامل ومحدد»، وفق الدراسة، التي نشرت في مجلة «سِل» الطبية.
الجزيء الذي يعتبر أصغر من الأجسام المضادة بنحو عشر مرات، استخدم لإنتاج دواء يسمى Ab8. وقال العلماء إن الجزيء كان «فعالا جدا» في الوقاية وعلاج «كوفيد-19»، عندما استخدم في الفئران، وذلك من خلال منعه للفيروس من دخول الخلية.
ولاحظ الباحثون أن كمية الفيروس في الفئران، التي تلقت العلاج، كانت أقل بعشر مرات، من تلك التي لم تخضع للعلاج.
وأوضح جون ميلورز الباحث المشارك في الدراسة من كلية الطب بجامعة بيتسبيرغ أن الأجسام المضادة أثبتت فعالية ضد الأمراض المعدية «ما يمنحنا أملا لعلاج مرض كوفيد- 19 وحماية أولئك الذين لم يصابوا من قبل بالمرض، وليست لديهم مناعة».
مرحلة حاسمة
من ناحيتها، اعتبرت منظمة الصحة العالمية أن أوروبا تدخل مرحلة حاسمة في معركتها لمكافحة الجائحة، في وقت سجلت أعداد الإصابات أرقاما قياسية، وبدأ الأطفال في العودة إلى المدارس، بينما يشارف فصل الصيف على الانتهاء.
وقال مدير الطوارئ في منظمة الصحة مايكل راين: «أوروبا تقف على عتبة الدخول في فصل يبدأ فيه الناس بالعودة إلى داخل المنازل. وحتما ستتزايد الضغوط إزاء تسجيل إصابات».
ودخلت المستشفيات الأوروبية في مرحلة الخطر، بعدما قاربت على تجاوز قدرتها الاستيعابية، وامتلأت الأقسام المخصصة لمعالجة مرضى «كوفيد - 19»، مع تزايد الحالات الصعبة التي تستلزم عناية مركزة، وفق صحيفة تلغراف البريطانية. وتزداد المخاوف من استمرار الموجة الثانية وتكرر مشاهد الفوضى والإرباك في المستشفيات الأسبانية.
إلى ذلك، قال رئيس البرلمان الأيرلندي شون أوفيرغيل إن البرلمان علّق عمله أسبوعاً وإن أعضاء الحكومة تم إبلاغهم بأن يعزلوا أنفسهم بعد مرض وزير الصحة ستيفن دونيلي.
وقال للبرلمان: «بناء على الأحداث التي وقعت، صار ضروريا أن تعزل الحكومة نفسها، ولذلك لا إمكانية للقيام بالعمل، ويبقى عمل البرلمان معلّقاً حتى الثلاثاء المقبل أو حتى صدور توجيهات لي» من رئيس الوزراء.
وقال التلفزيون الرسمي إن دونيلي طلب فحصا خاصا، وأعلن إرجاء إعادة فتح الحانات في دبلن، وفرض قيود جديدة على التجمعات بين العائلات.