نقلا عن موقع "العهد" الاخباري - فاطمة سلامة
يخطر في بال الأهالي مع قرب إرسال أولادهم الى المدارس خصوصاً الأطفال الكثير من الأسئلة. يخافون بكل بساطة من السيناريو الآتي: أن يذهب طفلهم الى المدرسة فيصاب بالفيروس ويأتي اليهم به فتنتقل العدوى الى كافة أفراد الأسرة. ربما هي مخاوف مشروعة بالتأكيد، فالاتكال على وعي الطفل للالتزام بالتدابير الوقائية يبدو غير منطقي خصوصا في المرحلة العمرية الأولى. وليس أدل على ذلك من تلك الحادثة التي تبادل فيها الأطفال في المدرسة "الكمامات" في المرحلة الأولى لانتشار الفيروس. وعليه، يبقى الاتكال الأساس هنا على المدارس وإدارتها لاتخاذ أقصى درجات الحيطة والحذر في مراقبة العملية الوقائية للتلامذة الأطفال.
ومع قرب تطبيق "التعليم المدمج" وعودة الأطفال الى المدارس يبرز العديد من الأسئلة: ما نسبة إصابة الأطفال بالفيروس؟ ما نسبة نقل العدوى من الأطفال للكبار؟ كم طفلاً أصيب في لبنان حتى الساعة؟ وهل سجّلت حالات وفيات في صفوفهم؟
مخباط: نسبة نقل العدوى من الأطفال للكبار كبيرة
خبير الأمراض الجرثومية وعضو اللجنة العلمية في وزارة الصحة لمتابعة كورونا البروفيسور جاك مخباط يوضح في حديث لموقع "العهد" الإخباري أنّ نسبة إصابة الأطفال بالفيروس قد تكون عالية لكن لا جردة دقيقة حتى اللحظة في هذا الموضوع. كم تبلغ نسبة الإصابات بين الأطفال في لبنان؟ يوضح مخباط أن النسبة المعروفة قليلة جداً، ويعزو هذا الأمر إما لعدم اختلاط الأطفال بمصابين بشكل كبير، أو لعدم إجراء الفحوصات لهم طالما أنّ عدد الأطفال الذين تظهر عليهم العوارض قليل جداً. وعليه، قد يصاب هؤلاء الأطفال ويتماثلون للشفاء دون أن يشعر أحد بذلك. أما عن نسبة نقلهم العدوى للكبار، فيوضح المتحدّث أنها كبيرة نظراً لأنّ عدد كمية الفيروس الموجودة في حنجرة الطفل عالية، ما يمكّنه من نقل الفيروس بسهولة الى من هم أكبر منه. هل من وفيات سجّلت في صفوف الأطفال؟ يجيب مخباط بالإشارة الى أن لا وفيات بين الأطفال في لبنان حتى الساعة.
ولكنّ احتمال إصابة الأطفال ونقلهم للعدوى لا يجب أن يقفا حائلاً -بنظر مخباط- من ذهاب الأطفال الى المدارس. وفق قناعاته، فإنّ منع الأطفال من الذهاب الى المدارس لا يمنع الفيروس من الدخول الى المنزل. يبرّر كلامه بالآتي:"لنكن واقعيين، لا يمكن للأطفال أن يستمروا على هذه الحال لجهة التعلم عن بعد، عليهم الذهاب الى المدرسة لاكتساب التعليم، فمن الصعب جداً تعليم الأطفال عن بعد خاصة في المرحلة الأولى التي يتلقون فيها أساسيات التعليم". لكنّ مخباط يشير في المقابل وبكل صراحة الى أنّ الأطفال لن يلتزموا بارتداء الكمامات، كما لن يكون بمقدورنا توفير التباعد الاجتماعي بينهم كما يجب. وأيضاً، يرى مخباط أنّ فكرة قسمة الصف الى شعبتين ليست منطقية نظراً لعدم وجود أساتذة بما فيه الكفاية خاصة في المدارس الحكومية.
لا يستطيع الأهل عزل الأطفال كلياً في المنزل
ما العمل اذاً؟ نسأل مخباط، فيحاول عرض المشكلة وظروفها ويحاول الحديث عن البديل. وفق قناعاته، فإنّ عدم إرسال الأطفال الى المدارس لا يعني عدم اختلاط الأطفال ببعضهم البعض أثناء اللعب في المنازل، اذ لا يستطيع الأهل عزل الأطفال كلياً في المنزل. هذا من ناحية الاختلاط، أما من ناحية التعليم، فلا يستطيع الأهل تعويد الأطفال على الانترنت، اذ إنّ 99 بالمئة من الأطفال لن يكتسبوا التعلم عن بعد، فضلاً عن المشاكل المتعددة التي تواجه هذه العملية المعقّدة بنظره خصوصا في ظل عدم توفر الإمكانيات للجميع وضعف الكهرباء والانترنت في لبنان. وفق مخباط "نحن نضحك على أنفسنا عندما نقول إننا سنتعلم عن بعد، لا بد من التعلم الحضوري، ولنأخذ مثالاً الدول التي لديها نظام تعليمي أهم مما لدينا، يدخل الأطفال فيها الى المدارس بطريقة طبيعية، وبعضهم لا يرتدي الكمامات".
المهم تطبيق النظافة في المنزل والمدرسة
من وجهة نظر مخباط، لا نستطيع كسر العام الدراسي هذه السنة، بعدما ضاع العام الماضي. عدم ذهاب الأطفال الى المدارس سيضيّع عليهم الكثير من أساسيات التعليم خاصة في المراحل الأولى، وعليه يؤكّد مخباط أن ذهاب الأطفال الى المدارس لا بد منه، وبإمكان القيمين تخفيف احتكاك الأطفال ببعضهم البعض مع اتباع الإجراءات الوقائية لناحية التشدد على نظافة الأطفال في البيت والمدرسة، وإكساب الأطفال بعض المفاهيم كالحفاظ على التباعد الاجتماعي قدر الإمكان وعدم مشاركة الطعام والأغراض الشخصية مع الآخرين، مع ضرورة مراقبتهم من قبل المعنيين في المدراس. وفق مخباط، المهم هو تطبيق النظافة في المدرسة والمنزل على حد سواء.