عقد في قاعة "مصباح البزري" في القصر البلدي - صيدا لقاء صحي بعنوان "حاربوا الكورونا وعيشوا حياتكم"، بدعوة مشتركة من بلدية صيدا و"مستشفى صيدا الحكومي الجامعي"، بالتعاون مع منظمة اليونيسف وفريق الطوارئ الطبي البريطاني وتحدث فيه رئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي عن وقائع وباء كورونا في صيدا، ومدير غرفة إدارة الأزمات والكوارث في البلدية عضو المجلس البلدي المهندس مصطفى حجازي، وعضو لجنة الأمراض الجرثومية الدكتور عبد الرحمن البزري عن " أخطار الإصابة بفيروس كوفيد 19 المستجد"، ومديرة الجودة في "مستشفى صيدا الحكومي" ألين بوسابا عن "مستشفى صيدا الحكومي في مواجهة وباء كورونا"، وكانت مداخلة للنائبة بهية الحريري.
وحضر اللقاء الصحي رئيس مجلس إدارة "مستشفى صيدا الحكومي الجامعي" الدكتور أحمد الصمدي، رئيس فريق الطورائ الطبي البريطاني في لبنان رام فادي، ممثلة اليونيسيف صونيا الياس، رئيس جمعية تجار صيدا وضواحيها علي الشريف. وقد مثله عضو مجلس الغرفة أمين المال محمود حجازي، رئيس تجمع المؤسسات الأهلية في صيدا ماجد حمتو، وأعضاء المجلس البلدي: وفاء وهبه شعيب ومحمد القبرصلي والمهندسان محمد البابا ومحمود شريتح، وممثلون لمؤسسات وجمعيات أهلية وفرق إسعاف وطوارئ وحشد من المعنيين بالقطاع الصحي والخيري والإجتماعي.
تحدث المهندس السعودي، وتطرق إلى عداد إصابات كورنا في صيدا والزهراني بحيث أشار إلى أن "العدد التراكمي للمصابين في صيدا - الزهراني 1056، وعدد المصابين داخل صيدا بما فيها عين الحلوة 483، أما في بلديات الاتحاد 573، وعدد المتعافين 277، والحالات الفاعلة 779، والوفيات 9، واخر 7 ايام كان لدينا 322 إصابة، وفعلا هذه الأرقام والمعدلات مخيفة".
من جهته، عرض المهندس حجازي "ما تقوم به بلدية صيدا في ما يتعلق بالتعامل مع تداعيات كورونا"، وقال: "في ظل ازمة الكورونا، اتبعت بلدية صيدا العديد من الاجراءات على صعيد الوقاية والعمل على الحد من انتشار الفيروس على الصعيد الاجتماعي لمساعدة الاشخاص المصابين والمتضررين وهي:
- توزيع المساعدات على الاسر، والتعاون مع الجمعيات الاهلية لتقييم وتوزيع القسائم الشرائية لـ 20 الف عائلة متضررة في ظل قرار الاقفال العام.
- العمل على استكمال المرحلة الاخيرة من التوزيع للعائلات الاكثر حاجة.
- متابعة الحالات الايجابية وتلبية حاجاتها.
- التواصل مع الحالات الايجابية وجميع المعلومات اللازمة عنها.
-التنسيق مع الجمعيات المحلية والدولية لتوفير الوجبات الساخنة ومواد التعقيم للعائلات المحجورة.
- وضع 3 خطوط ساخنة في تصرف المواطنين للاستفسار والتبليغ وتقديم الشكاوي.
- تعقيم المباني والاحياء التي تظهر فيها الحالات الايجابية.
- الاعلان عن الحالات الجديدة وحالات الشفاء في صيدا والجوار بشكل اسبوعي.
- التنسيق مع "مستشفى صيدا الحكومي" لضمان دخول الحالات التي تستدعي التدخل الطبي بعد تواصلها مع اللجنة من خلال الخط الساخن.
- متابعة حالات الوفاة والاشراف على اجراءات الدفن الموصى عليها.
- التنسيق مع دار الافتاء في صيدا والمستشفى الحكومي ومقبرة صيدا الجديدة .
- التأكد من تطبيق مراسم الغسل والدفن وفق ارشادات وزارة الصحة العامة
- تنظيم فحوص الـ pcr في ملعب صيدا البلدي.
- تنظيم الفحوص المجانية التي تقوم بها وزارة الصحة في ملعب صيدا البلدي.
- تحضير اسماء الحالات المشتبه باصابتها والاشخاص المخالطين للحالات الايجابية وارسالها للوزارة.
- تبليغ الاشخاص الخاضعين للفحوصات بالنتائج ومتابعة الحالات الايجابية.
- العمل على توفير مركز حجر للحالات الايجابية.
- التنسيق مع الهيئات الدولية بهدف ايجاد وتجهيز مركز حجر للحالات الايجابية.
وقال الدكتور البزري: "أذكر أنني منذ شهرين، حين وقفت هنا حذرت من امرين التأثير الصحي للكورونا والتأثيرات الاقتصادية والاجتماعية. ونحن غدا في المستقبل القريب سنرى ان التأثير الاقتصادي والاجتماعي بالخطورة نفسها، وربما اخطر بكثير من التأثير الصحي للكورونا. ولذلك سأمر على التأثير الصحي للكورنا لأقول اننا اقتربنا من 38 الف اصابة في لبنان، واذا بقينا نسير هكذا فنحن تقريبا مع إطلالة رأس السنة نكون نتحدث عن اصابة 100 الف بالكورونا.
وهذا معناه اننا سنواجه ضغطا كبيرا على القطاع الصحي الذي لن يتحمل تداعيات ذلك، وبالتالي عدد الاصابات سيزيد ويمكن الناس سيحتاجون الى مستشفى ولا يجدون، وقد يحتاجون لأدوية ولا يجدونها".
وأضاف: "أنتهز الفرصة هنا لتوجيه الشكر لفريق الطوارئ الطبي البريطاني واليونيسف وما يقدمونه من دعم للمستشفيات الحكومية. نحن في لبنان لغاية الان المستشفيات الحكومية، باستثناء مستشفى بيروت الحكومي والذي تحول لمستشفى الشهيد رفيق الحريري ، وأصبح كله مخصص لحالات الكورونا، وباستثناء بعض المستشفيات الحكومية الاخرى، وان شاء الله مستشفى صيدا يسير على الطريق فيها، لا يزال 50 في المئة من المستشفيات الحكومية الأخرى خارج نطاق قرارالدولة بالدخول بالكورونا، ولا تزال تمتنع عن إستقبال مرضى كورونا ومحمية بقرار سياسي. و90 في المئة من المستشفيات الخاصة بلبنان غير معنيين بالكورونا".
وأضاف: "حين يقولون عندنا طاقة طبية استهلكناها فهذا ليس صحيحا. نحن عندنا غياب قرار جدي باستخدام طاقتنا الطبية كلها والموجودة، لذلك لا بد من تجهيز بعض المستشفيات الحكومية بالعناصر والكادرات المدربة والخبيرة. وأيضا هنا خطوة نوعية بتوأمة مستشفيات حكومية مع مستشفيات جامعية لجهة التعاون مع الكادرات الطبية الجامعية".
وتطرق إلى "دور البنك الدولي في توفير الأدوية العلاجية"، مطالبا بـ"إعادة تصنيف لبنان لكي تصله الأدوية العلاجية للدول المصنفة في هذا المجال".
ودعا الى "إنشاء "داتا" معلوماتية عن المصابين بكورونا والذين تعافوا"، وحضهم على "التبرع ببلازما الدم من أجل الأبحاث العلمية والتي منها ما قد يحمل بوادر شفاء للمرضى بكورونا، علماً أن هذا لا يزال قيد البحث العلمي".
وأضاف: "الكورونا ستستمر معنا للعامين 2020 و 2021 وربما للعام 2022. ونريد التعود عليها ونعتبرها شريكا ثقيلا، ولكن علينا التزام الإجراءات الوقائية بوضع الكمامة والتباعد الإجتماعي (الجسدي) والنظافة الشخصية".
وختم: "نريد في صيدا ان ننتصر على الكورونا، كما قال يوما الرئيس السعودي، ونحن نعيش في عصر ستتغير فيه المعايير الطبيعية. ونحن واجبنا أن نقدم الدعم الى المستشفى الحكومي في صيدا لانه سيكون متخصصا بالكورونا وواجباتنا تقوية قدراته وعنده اليوم أعداد لا باس بها، واعتقد من الان لاسبوعين حين ينتهي الجناح الجديد سيستوعب 30 مريضا".
بعد ذلك، قدمت بوسابا عرضا إحصائيا عن حالات كورونا في "مستشفى صيدا الحكومي" ودور المستشفى في علاج الحالات فيه، وقالت إن "مستشفى صيدا الحكومي هو خط الدفاع الاول لمواجهة فيروس كورونا"، مشيرة الى أن "عدد الحالات الايجابية التي ادخلت الى المستشفى بلغت 81 فيما بلغ عدد الوفيات 7:.
أما القدرة الاستيعابية في المستشفى، فهي: 8 غرف عزل (يتم حاليا تجهيز 8 اضافي) - 8 اسرة في قسم العناية الفائقة. أعمار المصابين الذين دخلوا الى المسشتفى خلال شهر ايلول: اقل من 20 عاما (2)، من 20 - 40 عاما (9)، من 40 - 60 عاما (17)، اكثر من 60 عاما: (22).
اما مدة الاقامة لمرضى الكورونا في المستشفى: 18 مريضا (5 ايام)، 20 مريضا (من 6 - 10 ايام)، 11 مريضا (من 11 - 15 يوما)، مريضان (15 يوما)".
وتحدثت عن "اقسام المستشفى واعمال التأهيل الجارية لمعالجة مرضى الكورونا بما يتناسب مع الانظمة الصحية العالمية ذات الجودة العالية لضمان صحة المرضى، وانه حاليا يتم تجهيز المستشفى بمختبر لاجراء الـ pcr" .
وعرضت "الرابط بين المستشفى والمجتمع في صيدا من خلال نقل المعلومات الصحية الصحيحة، والمساهمة في حملات التوعية واجراء حملات وفحوص pcr ومعالجة الحالات المصابة في المستشفى ومتبابعتها في المنزل".
ونوهت بـ"دورات تدريب لكوادر طبية متخصصة في المستشفى بإشراف وزارة الصحة وفريق الطوارئ الطبي البريطاني".
ولفتت الى أن "المجتمع لا يزال غير ملتزم بالاجمال بالاجراءات الوقائية او قرارات التعبئة العامة"، مشيرة الى ان "بعض اسباب ذلك ناجم عن الاعتقاد ان الكورونا شائعة وغير موجودة، وايضا هناك عوائق مالية واقتصادية، فضلا عن انعكاسات الاخطاء في نتائج الفحوص".
واكدت أن "هدفنا التوعية على أن الكورونا ليست اشاعة، وتعميم الارشادات من اجل التزام الاجراءات الوقائية، ورفع الوعي في المجتمع على طريقة انتقال الفيروس، وسبل التعامل مع الشخص المصاب واتباع تعليمات العزل".
وختمت: "الرسالة المفتاح في هذا المجال هي "قوموا باعمالكم اليومية ولكن اتبعوا الطرق الوقائية"، مشددة على "أهمية أخذ المعلومات الموثوقة من صفحات اليونيسف ووزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية، وعدم الاتكال على الرسائل الصوتية".
وكانت مداخلة للنائبة الحريري عرضت فيها "مراحل مواجهة صيدا لفيروس كورونا منذ بدء الأزمة، وكيف نجحت المدينة في المرحلة الأولى من الحد من تفشي الفيروس فيها عبر حملات ودورات التوعية التي نظمتها مؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة، بالتعاون مع الصليب الأحمر اللبناني والمحافظة والبلدية والمجتمع المدني والأهلي والنمط التعاوني الذي جسدته المدينة في مواجهة هذا الوباء".
ونوهت بـ"دور البلدية ولجنة ادارة الكوارث فيها في هذا السياق وفي موضوع المتابعة اليومية والجهوزية الصحية والوقاية واعمال التعقيم"، مشددة على "اهمية نشر ثقافة التوعية وتشجيع كل من يرغب في التطوع ليساهم وينخرط في هذا المجال".
واشارت الى انه "في ظل تزايد اعداد الاصابات بفيروس كورونا، أصبح التعايش مع هذا الفيروس نمط حياة يومية، وان التحدي الأساس امامنا هو الوقاية، وأن نكون مقتنعين وملتزمين ألف باء الوقاية وهو التباعد الاجتماعي وارتداء الكمامات".
وتطرقت الى "الدور الأساسي الذي يقوم به مستشفى صيدا الحكومي الجامعي في مواجهة كورونا وضمن الامكانات المتاحة، منوهة بـ"كل المبادرات الداعمة لعمل المستشفى في هذا المجال بما يمكنه من القيام بواجبه تجاه المواطنين".
واكدت "متابعة العمل يوميا على توفير حاجات المستشفى والمدينة من جهوزية صحية واستشفائية ووقائية بالتنسيق مع وزارة الصحة والمحافظة والبلدية".
وأطلعت الحضور على "متابعتها لموضوع بدء العام الدراسي في ظل ازمة كورونا والتحديات التي تواجه القطاع التربوي في هذا الخصوص"، مشددة على "اهمية متابعة التواصل وتضافرالجهود لاجتياز هذه الأزمة الصعبة".
وفي ختام اللقاء، صدرت التوصيات بعدما انجزها الدكتور البزري وبوسابا، جاء فيها:
"- تجهيز مبنى الحجر الصحي لحجر الاشخاص المصابين او المشتبه في اصابتهم في حال عدم امكان المريض التزام الحجر في منزله .
- دعم "مستشفى صيدا الحكومي" ليتمكن من استقبال المزيد من المرضى والتنسيق مع المستشفيات الخاصة في المدينة وضواحيها للقيام بدورها.
- التنسيق مع القيادات الامنية وبينها وبين بلدية صيدا وتسيير دوريات مشتركة لكشف المخالفين وتحرير محاضر ضبط في حقهم ومحاسبتهم
- التنسيق مع مختلف جمعيات ومؤسسات المجتمع المدني من اجل اطلاق حملة توعية ولتطبيق سبل الوقاية، مع التشدد في اتباع الارشادات الصحية والتباعد الاجتماعي وضرورة استخدام الكمامات.
- اعتبار ان الكورونا مشكلة صحية مستمرة لفترة طويلة وعلينا التعامل معها بجدية ووعي.
- اعتبار المريض المصاب بالكورونا جزءا من المجتمع وعلينا واجب دعمه معنويا واجتماعيا ونفسيا".