تعيش أوروبا أياما عصيبة مع تسجيل أعداد قياسية من الإصابات بفيروس كورونا مما دفع دولا عدة لتشديد القيود.
وللمرة الأولى أحصت أوروبا الخميس الماضي أكثر من 100 ألف حالة إصابة بالفيروس في يوم واحد في ظل الارتفاع المتزايد للإصابات خلال الأيام الخمسة الماضية في دول بينها بريطانيا وروسيا وفرنسا وألمانيا.
واستمرت حالات الإصابة بأنحاء أوروبا في الارتفاع خلال الأيام السبعة الماضية على الرغم من أن انتشار المرض في دول من الأكثر تضررا مثل الهند والبرازيل بدأ في الانحسار نسبيا.
وسجّلت أوروبا -التي بلغ عدد المصابين فيها جراء الوباء 6.2 ملايين والمتوفين 240 ألفا- أعلى زيادة في عدد الإصابات بزيادة 28%، بينما باتت آسيا المنطقة الوحيدة في العالم التي سجلت تراجعا بنسبة 7%، وفقا لإحصاء قامت به وكالة الصحافة الفرنسية.
وسجلت بريطانيا قبل أيام 22 ألف إصابة في يوم واحد بعد مراجعة للإحصائيات، كما أحصت فرنسا 18 ألف إصابة، وتجاوزت الحصيلة اليومية في ألمانيا وإيطاليا 4 آلاف إصابة للمرة الأولى منذ أشهر عديدة، كما سجلت أعدادا قياسية في دول أوروبية أخرى مثل سويسرا وجمهورية التشكيك.
وفي مواجهة تسارع الوباء، فرضت الحكومة الإسبانية حالة الطوارئ في العاصمة مدريد، وكانت إسبانيا من بين الأكثر تضررا في أوروبا، حيث بلغت الإصابات 848 ألفا، وهو أعلى عدد في أوروبا الغربية، والوفيات 32 ألفا.
وفي فرنسا التي تشهد تزايد أعداد المرضى بالفيروس في غرف العناية المركزية، لم يستبعد المجلس العلمي -الذي يسدي نصائح للحكومة- إمكان إعادة فرض تدابير الإغلاق محليا، محذرا الفرنسيين من أنه يتعين عليهم الاستعداد للتعايش مع الفيروس حتى الصيف المقبل.
وكانت السلطات الفرنسية فرضت في وقت سابق إجراءات بينها إعلان التأهب في باريس ومدن أخرى مثل مرسيليا يتفشى فيها الوباء بسرعة.
وفي ألمانيا، حذرت المستشارة أنجيلا ميركل من أنه سيكون من المستحيل تجنب فرض قيود أخرى محددة في حال عدم كبح الارتفاع المستمر للإصابات خلال الأيام العشرة المقبلة.
وبالنسق المرتفع ذاته، تجاوزت إيطاليا اليوم للمرة الأولى منذ مارس/آذار الماضي 5 آلاف إصابة يوميا، وكانت السلطات في هذا البلد قد فرضت إجراءاتٍ بينها فرض ارتداء الكمامات في الأماكن العامة. وكانت إيطاليا أول بلد أوروبي يجتاحه الفيروس، وشهدت ثاني أكبر عدد من الوفيات في القارة الأوروبية.
وفي بريطانيا، استمر تفشي الفيروس بوتيرة مرتفعة، بيد أن البيانات الرسمية تشير إلى أن متوسط الإصابات اليومية في إنجلترا تضاعف مرتين خلال أسبوع.
وفيما لم تستبعد النمسا فرضت إجراءات عزل جديدة بعد تسجيل حصيلة قياسية من الإصابات، تعتزم بولندا فرض ارتداء الكمامات بالأماكن العامة على غرار ما أقرته إيطاليا.
أما روسيا فسجلت عددا قياسيا من الإصابات الجديدة بفيروس كورونا المستجد وفق حصيلة نشرتها الحكومة، تجاوزت العدد القياسي السابق الذي سُجّل مع بداية تفشي الوباء في البلاد في مايو/أيار. وكانت السلطات الروسية دعت المواطنين للزوم بيوتهم نهاية الأسبوع الجاري.

