دعا وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال الدكتور حمد حسن المستشفيات في كل المحافظات إلى "تقديم أسرة وأجهزة عناية فائقة إضافية، وخاصة أننا على أبواب فصل الشتاء الذي ينذر بارتفاع عدد الإصابات مع تسجيل عدد أكثر من الحالات التي تحتاج إلى عناية فائقة".
جاء ذلك خلال رعايته حفل إطلاق مسؤول منطقة البقاع في "حزب الله" الدكتور حسين النمر، "تجمع مستشفيات بعلبك الهرمل" في مركز الإمام الخميني الثقافي في بعلبك، في حضور عضو تكتل "نواب بعلبك" النائب علي المقداد، مسؤول الرعاية الصحية في البقاع بلال قطايا، مسؤول الهيئة الصحية الإسلامية في البقاع عباس معاوية، رئيس مجلس إدارة مستشفى بعلبك الحكومي الدكتور عباس شكر، رئيس مجلس إدارة مستشفى الهرمل الحكومي الدكتور سيمون ناصر الدين، ومديري المستشفيات الخاصة في المنطقة.
وتوجه الوزير حسن بالشكر إلى "قيادة منطقة البقاع في حزب الله، وتكتل نواب بعلبك الهرمل، ومديري وأصحاب المستشفيات الحكومية والخاصة، على هذه المبادرة التي تتكامل مع جهود وزارة الصحة العامة على مساحة الوطن، لمواجهة المستجدات والمنحنى بوباء كورونا".
وقال: "نحن أطلقنا منذ أسبوع خطة تكاملية بين المستشفيات الحكومية في كل محافظة، بينما اليوم التكامل بين المستشفيات الحكومية والخاصة خطوة محمودة ومشكورة ومبادرة مسؤولة، تدلل على هذا التعاون الذي بدأنا فيه منذ بداية الوباء لحماية المجتمع، وكان له الأصداء والنتائج الإيجابية، بحيث بقيت محافظة بعلبك الهرمل وبعض المحافظات الأخرى تسجل أدنى مستوى إصابات، إنطلاقا من وعي المجتمع وتفاعله مع قياداته السياسية والحزبية والإعلان الدائم لوزارة الصحة العامة بوجوب تحمل الفرد المسؤولية، وكذلك ندعو اليوم نقابة المستشفيات الخاصة والمستشفيات في كل المحافظات بأن تقدم أسرة وأجهزة عناية فائقة إضافية، وخاصة نحن على أبواب فصل الشتاء، والذي ينذر بارتفاع عدد الإصابات مع تسجيل عدد أكثر من الحالات التي تحتاج إلى عناية فائقة، وأقول بكل فخر أن هذا الاحتضان الحزبي السياسي المجتمعي، وبخاصة من أصحاب المستشفيات وتجاوبهم مع هذه الخطوة هي محل ثناء واحترام وتقدير، ويبنى عليها مسؤوليات أكبر على وزارة الصحة العامة، إن كان من ناحية التسريع بدفع المستحقات للمستشفيات الخاصة، لا سيما بشأن تجاوز الأسقف المالية والتي بدأت تتحرر ماليا، أو لجهة دفع الجزء الأكبر من عام 2020 والمعاملات قيد المعالجة الإدارية بوزارة الصحة العامة، أو التوزيع العادل لبعض الهبات والمساعدات التي تسلمتها قيادة الجيش مشكورة والتي تتعاون، وكل مستشفى يقدم غرف عناية مركزة، سنقدم له من أجهزة التنفس التي تلقيناها والموجودة في مخازن الجيش اللبناني".
وتحدث الوزير حسن عن أماكن الحجر ودورها، فقال: "الحجر الصحي ضروري، خاصة في هذا الوقت الذي تسجل فيه إصابات مرتفعة، ولجنة الكوارث ستأخذ هذا الموضوع على مستوى أعلى من التطبيق بعدما استكملت كل الدراسات اللوجستية والتقييمية لاماكن الحجر، وعلينا كحكومة أن نبادر إلى حجر كل المواطنين الذين ليس لديهم في أماكن إقامتهم فرصة ليكونوا بمأمن لأسرهم وجيرانهم ومجتمعهم".
وأضاف: "في ملف الدواء بدأنا نشعر من خلال الحملة التي أطلقناها، وخطة المعالجة التي نتابع فيها ميدانيا وهي مستمرة، أن بعض الوكلاء والمستودعات بدأت تصرف أدوية خلال الأيام القليلة الماضية، وصار هناك التزام أكثر في الصيدليات التي كانت تبيع بالجملة وهو أمر ممنوع، وسنستمر بالعمل لتوفير كل الأدوية الأساسية سواء أكان للأمراض المزمنة أو المستعصية، لأن هذا واجب الوزارة".
وتابع: "نحن اليوم نواجه آفات وتحديات صعبة، وهذا ليس الوقت لأي مستشفى أو صرح تربوي ليتخذ قرارات أو يمنع أو يحجب بعض الفئات عن تطبيق التدريب بأي ذريعة أو حجة، ووزارة الصحة لديها كل الجرأة والحق أن تتخذ كافة الإجراءات بحق أي مؤسسة تخلق في هذا الوقت الحساس مشكلة إضافية نحن بالغنى عنها، ليس الوقت ليلوي أحد يد أحد، ولا وقت لأحد بأن يتحدى أحداً".
وختم الوزير حسن: "علينا في هذا الوقت أن نتعاون ونتكامل، ونريد مثل هذه الصورة الجلية والمشرقة التي تتجلى اليوم في بعلبك الهرمل أن تعمم على كل المحافظات".
بدوره أكد النائب المقداد أن "هذا التجمع جاء في وقت يعاني البلد الكثير من المصائب الصحية والاجتماعية، ويأتي إطلاقه اليوم للتعبير عن مدى حرص الجميع، إن كان وزارة الصحة العامة وبشخص الوزير حمد حسن والفريق العامل في الوزارة، أو من حزب الله وحركة أمل والأحزاب السياسية في المنطقة، وكل شخص في لبنان معني بالوضع الصحي والاجتماعي ليؤكد مدى حرصه على النهوض بالوضع الصحي في المنطقة ومتابعة كل شاردة وواردة تتعلق بالوضح الصحي وخاصة فيروس كورونا الذي يجتاح العالم".
وحيا "الجهود التي تبذل من قبل العاملين بمتابعة مريض الكورونا في الفرق التابعة للهيئة الصحية الإسلامية والرعاية الصحية والدفاع المدني والصليب الأحمر اللبناني وتجمع الأطباء المسلمين، كذلك الجهود الجبارة التي يبذلها الاعلاميون في نشر الوعي ومواجهة مشكلة جائحة كورونا التي تتطلب من الجميع تضافر الجهود لمواجهة الوباء الذي اجتاح العالم".
وأكد المقداد أن "هذا التجمع هو للتنسيق بين المستشفيات وليس له أي طابع سياسي أو حزبي، وإنما هو لخدمة الانسان".
واعتبر النمر أنه "من قلب الازمات تتولد الفرص، وأزمة كورونا ولدت لدينا في منطقة البقاع مجموعة فرص تلقفناها، ومن أهم هذه الفرص شعورنا بالتعاون والتضامن من أجل مواجهة الأزمات، لذلك تنادى مديرو وأصحاب مستشفيات المنطقة الرسمية والخاصة، وتوصلنا إلى إطلاق هذا التجمع، وبعد التشاور والنقاش خلصنا إلى آلية عمل وبرنامج مستقبلي، وهذا دليل شعور بالمسؤولية الكبيرة والاهتمام بصحة المواطن في منطقتنا".
وحدد الدكتور محمد اللقيس أهداف التجمع ب "تكوين فريق موحد للمطالبة بتحصيل حقوق مستشفيات المنطقة، والسعي للوصول إلى أفضل خدمة استشفائية ممكنة في المنطقة من خلال تكامل المستشفيات في ما بينها، وتوزيع الجهد والاختصاصات بين المستشفيات بهدف تخفيف العبء المادي والمعنوي عنها، وتشكيل جبهة صحية موحدة لمواجهة المخاطر والكوارث، وتعاضد الجسم الاستشفائي وتكاتفه عند مواجهة أي مشكلة في أي مستشفى ضمن المنطقة، والوصول إلى ميثاق شرف يحكم العلاقة بين المستشفيات".