(من الصحافة العبرية)
حتى لو حقن كل شخص في إسرائيل بلقاح كورونا بعد سنة، فإن آثار الوباء ستتواصل علينا لسنوات طويلة. ودولة إسرائيل غير مستعد على الإطلاق للتحولات المرتقبة. فهي تفضل تدفئة طالبي العمل ببدل البطالة دون أي مطالبة منهم. أما الثمن فسندفعه جميعاً بفائدة مضاعفة.
إن المعطيات التي نشرتها أمس مصلحة الاستخدام مفزعة: مئات آلاف طالبي العمل وأكثر من نصفهم أبناء 34 فأقل، وثلثا طالبي العمل من النساء، وطالبو العمل الكثيرون يحسون في هذه اللحظة بشعور اللابأس. فقد وعدهم رئيس الوزراء ووزير المالية ببدل بطالة حتى حزيران 2021 وكلهم مسرورون. ولكن هذا فخ، وكلنا فئران عالقون فيه، عاملين وغير عاملين. إن الكلفة المجنونة لبدل البطالة، مثل كلفة بدل السكوت (منحة لكل مواطن) التي وزعتها الحكومة مرتين، دون أي معايير حتى لشيري ادلسون وكذا لنزلاء السكن العام، سندفعها نحن وأولادها وربما أحفادنا وأبناؤهم أيضاً. هذا المال سيأتي من مكان ما.
على أي حال، من المتوقع أن يتضخم عجز ميزانية الدولة جداً في السنوات المقبلة. وسيكون للدولة مداخيل أقل بكثير، ولكن أولئك الذين يمسكون بالدفة يفضلون دفن الرأس في حفرة العجز ويعمقونه بنفقات زائدة أكثر فأكثر.
إذا حاولنا أن نحلل عادات الاستهلاك لكل واحد منا، فيمكن أن نلاحظ ميولاً ستتعمق: تجولات أقل في المحلات التجارية، وتوصيات أكثر على الإنترنت – ما يعني حاجة أقل للقوة البشرية التي تعمل في المبيعات وقوة بشرية أكثر في مجال النقليات. محلات ومراكز تجارية أقل، وظائف ترتبط بتفعيل هذه الشبكة أقل. ولكن حكومة إسرائيل لا تكبد نفسها التفكير لبضع سنوات إلى الأمام.
منذ زمن بعيد والحديث يدور عن تحولات عديدة في سوق العمل العالمي بانتظار التحقق، دون أي صلة بكورونا. إن الدخول المكثف للآلات والحواسيب والرجال الآليين الذين سيحلون محل البشر في جملة من المجالات لا يعني أن هذه المسيرة ستفاجئ أحداً ما، ولكن في إسرائيل مثلما في إسرائيل… لا يخطط أحد لهذا. وعندها، جاء كورونا وبدفعة واحدة حثت السياقات. في بداية الأزمة، جرى الحديث هنا وهناك عن مخططات لتحويلات تشغيلية جماهيرية للمواطنين. أما حالياً فلم تعرض الحكومة أي خطة عملية كهذه.
إن سياسة حكومة إسرائيل الاقتصادية بالنسبة لكورونا هي إنفاق المزيد فالمزيد من المال فقط: بدل بطالة، بدل سكوت، وصفر تشجيع للعودة إلى العمل أو تحويل لمهن يمكن العمل فيها تحت الأزمة. استمتعوا من هذه الوجبة قدر الإمكان، فالحساب المضخم سيرفع إلينا قريباً.