(جريدة الأخبار اللبنانية)
تلقّت حملة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الساعي إلى الفوز بولاية ثانية، نكسة جديدة، أول من أمس، بعد تفشّي «كوفيد - 19» مجدّداً في صفوفها، وتسجيل البلاد لليوم الثاني على التوالي أعلى حصيلة يومية للإصابات بهذا الفيروس، وإقرار مدير مكتب الرئاسة بأن الولايات المتحدة «لن تسيطر على الجائحة». وقبل أيام من موعد الاستحقاق الرئاسي، تواصل الولايات المتحدة تسجيل حصيلة يومية تُعتبر الأعلى عالمياً للإصابات بـ«كوفيد - 19»، في حين ناهزت حصيلة الوفيات 230,631 ألفاً. وقال مدير مكتب ترامب، مارك ميدوز: «لن نسيطر على الجائحة»، مضيفاً: «سنسيطر على واقع تلقّي اللقاحات والعلاجات وغيرها من ميادين الاحتواء».
تصريحات ردّ عليها المرشّح الديموقراطي، جو بايدن، باعتباره إيّاها «إقراراً صريحاً بما كانت عليه استراتيجية الرئيس ترامب بكلّ وضوح منذ بداية الأزمة: التلويح براية الهزيمة البيضاء على أمل أنه من خلال تجاهله، سيختفي الفيروس بكلّ بساطة. هذا ما لم ولن يحصل». بدورها، سارعت حملة بايدن إلى التعليق على تصريحات ميدوز بمهاجمة طريقة تعامل الإدارة مع الوباء الذي تسارعت وتيرته بشكل قياسي أخيراً. وخلال حملة في ميشيغن، قالت كاملا هاريس التي اختارها بايدن نائبة له: «إنهم يقرّون بالهزيمة»، مضيفة: «هذا ما كنت أقوله، وهذا ما كان جو بايدن يقوله منذ البداية».
اتّهم بايدن وأوباما الرئيس الأميركي بأنه فشل فشلاً ذريعاً في تعامله مع أزمة «كورونا»
وفي نهاية الأسبوع، أظهرت الفحوص إصابة مارك شورت، مدير مكتب نائب الرئيس الأميركي مايك بنس، وعدد من المساعدين بـ«كوفيد - 19»، لتتّسع بذلك قائمة موظفي الإدارة المصابين بالوباء. إلّا أنّ تيم مارتو، المتحدّث باسم حملة ترامب، صرّح لشبكة «فوكس نيوز» الإخبارية الأميركية بأن «نائب الرئيس مستمرّ في جدول سفره». وتابع المتحدّث: «إنه يتعامل مع هذا الأمر بجدّية كبيرة... أفراد مكتبه في الحجر، وهو يتّبع الإرشادات السديدة التي توصي بها الخلية الطبية في البيت الأبيض».
في هذه الأثناء، سعت حملة ترامب إلى تخطّي الوقع السلبي لتفشّي «كوفيد - 19» مجدّداً في صفوف فريقها، عبر هجوم مركّز على بايدن، متّهمة إياه بـ«47 عاماً من الفشل» السياسي. وفي السياق ذاته، انتقد مارتو المرشّح الديموقراطي، وجدول حملته غير الزاخر بالتجمّعات، معتبراً أن بايدن لمس مدى خطورة الوضع، وقرّر أن يستريح لخمسة أيام من أصل ستة قبل المناظرة الأخيرة التي أجريت الخميس. وعكست تصريحات مارتو تناقض وتيرة الحملتين، إذ اتّبع ترامب، في الأيام الأخيرة، نسقاً متسارعاً للتجمّعات الانتخابية، فيما التزم بايدن نسقاً أكثر حذراً وكان مقلّاً في تجمّعاته التي لم تكن حاشدة وراعت شروط التباعد الاجتماعي.
يأتي ذلك بعدما كان كلّ من بايدن والرئيس السابق باراك أوباما قد اتهما ترامب، السبت، بأنه فشل فشلاً ذريعاً في تعامله مع أزمة فيروس «كورونا». وإذ أشار إلى إدخال المرشّح الجمهوري المستشفى بسبب «كوفيد - 19» قبل ثلاثة أسابيع، قال أوباما: «لن يقوم دونالد ترامب فجأة بحمايتنا جميعاً. لا يمكنه حتى اتخاذ الخطوات الأساسية لحماية نفسه». من جهته، قال بايدن، خلال تجمّع على طريقة «درايف إن» أقيم في بنسلفانيا، التي من المتوقّع أن تشهد معركة انتخابية حامية: «هكذا هي ولاية دونالد ترامب الرئاسية». وأضاف: «يقول دونالد ترامب إنّنا نعبر المنعطف. إنها (الجائحة) في طور الانتهاء. نحن نتعلّم كيفية التعايش معها»، متابعاً: «نحن لا نتعلّم كيفية التعايش معها. أنت تطلب منّا أن نتعلّم كيف نموت من جرّائها وهذا خطأ».