(بوابة العين الإخبارية)
الأمراض التي هاجمت البشر خلال العام الحالي كثيرة بعضها يحمل سجلا غاية في السوء ويهدد بخسارة بشرية فادحة كلما ظهر.
ويصارع العالم عشرات الأمراض سنويا وبفضل التطور العلمي ينجح الأطباء في إحراز تقدم وإنقاذ البشرية، لكن عام 2020 وضعه مختلف نتيجة غزو وباء جديد "كوفيد-19" أنهك الفرق الطبية على مستوى العالم في حرب شرسة معه وشل حركة الطيران وحرم عشران المدن من الإمدادات الطبية وحجم جهود البحث العلمي.
ورغم أن قائمة الأمراض التي هاجمت البشر خلال العام الحالي طويلة، فإن بعضها يحمل سجلا غاية في السوء ويهدد بخسارة بشرية فادحة كلما ظهر.
"العين الإخبارية" تستعرض أبرز الأمراض الخطيرة وغير المألوفة التي هاجمت الكوكب خلال عام 2020 والاعتبارات المترتبة عليها.
كاواساكي
ظهر مرض كاواساكي أو ما يعرف بـ"المتلازمة السامة" التي تصيب الأطفال دون سن الخامسة في عدد من دول العالم خلال هذه السنة، إذ حذر أطباء في بريطانيا وإيطاليا وإسبانيا من مخاطر ظهور "حالة التهابية متعددة تتطلب رعاية مكثفة" لدى الأطفال مرتبطة بفيروس كورونا.
ويحدث المرض الذي لا يُعرف سببه على مراحل مع أعراض مبكرة تظهر خلال أسبوعين، وهي حمى عالية قد تستمر لخمسة أيام، وأيضا طفح جلدي وتورم الغدد وإحمرار العينين والشفاه واللسان بدرجة كبيرة، وتورم اليدين والقدمين وإحمرار الراحتين وباطن القدمين، وفي الحالات الخطرة التهاب شرايين القلب.
الطاعون الدبلي
مرض ناجم عن إصابة بكتيرية يطلق عليه لقب "الموت الأسود"، إذ يعد واحدا من أكثر الأوبئة فتكاً في التاريخ البشري بعدما أودى بحياة 50 مليونا في أفريقيا وآسيا وأوروبا في القرن الرابع عشر.
المرض الذي ينتقل عادة من الحيوان إلى الانسان من خلال البراغيث وقد يؤدي إلى الوفاة بنسبة 30-60% من الحالات المصابة، عاد للظهور في منطقة منغوليا الداخلية شمالي الصين هذا العام.
وأصدرت سلطات منطقة منغوليا الداخلية ذاتية الحكم تحذيرا من المستوى الثالث للوقاية من الطاعون والسيطرة عليه، يستمر حتى نهاية عام 2020، وسجلت خلال هذه الفترة إصابات عدة بينها حالة وفاة.
إيبولا الأرنب
ظهر في 7 ولايات في الجنوب الغربي من أمريكا منذ أبريل/نيسان وحتى يوليو/تموز، وتسبب في نفوق آلاف الأرانب البرية والمحلية نتيجة تفش هذا المرض النادر شديد العدوى، ويعرف أيضا باسم فيروس الأرانب النزفي (RHDV2).
هذا الفيروس يسبب آفات في أعضاء وأنسجة الأرانب ما يؤدي إلى النزيف الداخلي والنفوق، وغالبا ما تكون العلامة الخارجية الوحيدة على إصابة الحيوانات بعد نفوقها وسقوطها المفاجئ، هو تسرب إفرازات دموية من أنوفها.
ومن الصعب قتل الفيروس إذ يمكن أن يعيش أكثر من 3 أشهر في درجة حرارة الغرفة، وعلاوة على ذلك لا يوجد علاج للفيروس، والحصول على لقاح في الولايات المتحدة عملية تستغرق وقتا طويلا.
إنفلونزا الطيور
مرض فيروسي معد يصيب الطيور (لاسيما المائية البرية مثل البطّ والإوز) ولا يتسبّب في ظهور أيّ علامات مرضية غالبا، ويمكن الانتقال إلى الدواجن وإحداث فاشيات وخيمة على نطاق واسع.
ورُصد تفش كبير للفيروس خلال هذا العام في عدد من الدول بينها الفلبين والولايات المتحدة والعراق ووراح ضحيته آلاف الطيور خاصة الدواجن والسمان في مزارع عدة، وبعضهم اضطر إلى إعدام عشرات الآلاف من الطيور لمنع العدوى.
السالمونيلا
أصابت هذه العدوى المعوية الحادة نحو 400 شخص في أكثر من 30 ولاية أمريكية حتى أغسطس/آب نتيجة البصل الأحمر، بينهم 60 حالة أدخلت إلى المستشفى.
ومعظم حالات داء السلمونيلا، وفقا لمنظمة الصحة العالمية، تكون خفيفة السريان، وفي معظم الحالات يتعافى المرضى دون علاج خاص، لكن في بعض الحالات، خاصة عند الأطفال وكبار السن، يمكن أن يصبح الجفاف المرتبط بهذا المرض، حادا ومهددا للحياة.
فيروس هانتا
هو أحد مسببات الأمراض الفيروسية الذي ينتشر بشكل رئيسي عن طريق القوارض، وعُرف منذ عقود وربما كان نشطا لفترة أطول، وعاد للظهور خلال مارس/آذار بعد تسجيل حالة وفاة لرجل صيني إثر إصابته بالفيروس.
عدوى الفيروس تنتقل إلى البشر من القوارض المصابة بالفيروس، سواء كانت برية أو أليفة، وتشمل الأعراض المبكرة الإرهاق والقيء واحمرار الخدين، وتتراوح فترة حضانة الفيروس من 7 إلى 14 يوما.
البروسيلا
مرض يعرف باسم "حمى مالطا" وأصاب 3245 شخصا في الصين، وغالبا ينتج عن ملامسة البشر لقطعان الماشية التي تحمل هذه البكتيريا، لكن هذه المرة يرجح أنه نشأ عن تسرب في مصنع الأدوية البيولوجية المعرف باسم "Zhongmu Lanzhou" أواخر أغسطس/ آب 2019.
وأثناء إنتاج لقاحات البروسيلا للاستخدام الحيواني، استخدم المصنع مطهرات منتهية الصلاحية ما سبب عدم تعقيم كامل للنفايات الغازية، وانتشر الغاز الملوث في الجو محملا بالبكتيريا لتحمله الرياح ليصل إلى معهد "لانتشو" للأبحاث البيطرية، حيث ظهر التفشي لأول مرة.
كانديدا أوريس
بكتيريا خارقة قاتلة تتسبب في معدل وفيات يبلغ 30%، وهي عبارة عن عدوى فطرية تهاجم تجاويف الفم والجهاز الهضمي والجلد والمهبل تفشت في الصين خلال هذا العام.
وأشارت السلطات الصحية إلى أن تفشي المرض يرجع إلى أجنحة العزل المتاحة بسبب جائحة فيروس كورونا، فيما أصدرت سلطات المستشفيات في هونج كونج تحذيرا بسبب الزيادة الكبيرة في الإصابات مع إظهار هذه السلالة علامات مقاومة الأدوية ما أدى إلى استشعار القلق.
العدوى الفطرية يمكن أن تنتشر في المستشفيات ودور العجزة من خلال الجلد، ويمكن أن تبقى البكتيريا في البيئة لأسابيع، والأشخاص الذين لديهم جهاز مناعي ضعيف هم الأكثر عرضة للإصابة بعدوى خطيرة.