نقلاً عن صحيفة الديار- نبيه برجي (كاتب وصحافي لبناني)
وزير من «حزب الله» في الادارة الأميركية. أليس هذا ما تتمناه السفيرة دوروثي شيا التي سألت من سألت «هل هذا حقاً وزير حزب الله» ؟!
السفيرة التي تابعت خطى وزير الصحة، خطوة خطوة، لعلها بعثت الى واشنطن بصورته في الأيام الأولى لظهور الكورونا في لبنان، وصورته اليوم. الارهاق اللامتناهي على وجه من يطارد الوباء من بيت الى بيت.
حتى الذين يكرهون «جينياً» «حزب الله» بدوا كما لو أنهم يكتشفون، للمرة الأولى، أخلاقية وزير ـ مقاتل من أجل الانسان في بلاده التي اما تماهت مع ثقافة العتابا والميجانا أو تماهت مع ثقافة علي بابا والأربعين حرامي.
حمد حسن قدم النموذج للوزير ـ الانسان، وقد شاهدنا، في الوزارة اياها، ما عدا القلة القليلة، الوزير الحرامي، والوزير السمسار، والوزير المتواطئ، والوزير الأمي، والوزير الذي يقفل أبوابه، وجيوبه، في وجه الأنين.
على أمل أن تبقى السيطرة على الجائحة. نحن الذين أمام أكثر من جائحة تهز اعصاب الدولة، وأعصاب الناس وهم يقفون بالطوابير أمام المجهول. ربما أمام الجوع اذا ما أخذنا بتقرير البنك الدولي، وبرؤية «هيومن رايتس ووتش» للمشهد اللبناني.
كثيرون استعادوا ذكريات أهلهم في السنوات الأخيرة من الاحتلال العثماني حين كان الأطفال يقضون جوعاً بين دموع أمهاتهم، وحين كانت تستخرج حبة الشعير من روث الحيوانات، وحين تقطعت السبل بالمهاجرين الى الطبقة العليا، وربما الى الطبقة السفلى، من الكرة الأرضية.
الطرابيش العثمانية لا تزال بيينا. أولئك الذين علقوا المشانق في كل بيت، ثم تلاحقون جمال باشا السفاح ؟ هاكم سفاحو الجمهورية.
وزير الصحة عندنا من مدينة الى مدينة، ومن قرية الى قرية. الأداء المثالي لتسويق الأمل بين الرعايا (رعايا الحطام). اليأس هو السوبر كورونا في لبنان.
هكذا نرى في حسان دياب أيضاً. ليس رجل البروباغندا ولا رجل القبيلة. بالدرجة الأولى ليس رجل الطائفة. رجل الدولة الذي تحتاج اليه البلاد حين يكون مصيرها، ومصير أجيالها، في مهب الحرائق.
في أميركا، الرجل الحجري، الآتي، للتو، من العصر الحجري. دونالد ترامب نزل الى المعركة بالكعب العالي. لا نظرة الرئيس، ولا نظرة الأب، الى الذين يصرخون، من وراء الهواء (ولا هواء)، اين أميركا العظمى؟
هكذا قال بيرني ساندرز، الأميركي الممتلئ بالكائن البشري، اليهودي الممتلئ بالكائن البشري، الذي لا يمكن أن يتحمل آراءه، وسياساته، المجمع الصناعي ـ العسكري بالايديولوجيا الفظة، وقد حذّر منها دوايت ايزنهاور، وهو الرئيس، وهو الجنرال وبطل الانزال في النورماندي. ..
هكذا قال في خطاب الانسحاب من سباق الترشيح في الحزب الديمقراطي. الخطاب كان القنبلة التي كشفت كيف أن البنية الفلسفية للنظام لا تليق حتى بالثيران.
ماذا يعني الصعود الى القمر، أو الى المريخ، ربما أن تحط المركبة الفضائية في العالم الآخر، اذا كان الأميركي يسقط كما الذبابة في شوارع نيويورك، ولا يجد عامل تنظيفات يلتقط جثته ليلقي بها في المقبرة لا في صندوق القمامة؟
ترامب تعامل مع وزير الصحة ألكسي آزار (ولعله من عائلة عازار اللبنانية) كاللقيط. كل الضوء للأمبراطور. نانسي بيلوسي كادت تسأله «... ومتى تطلب السيدة ميلانيا الطلاق ؟»، بعدما استقالت المتحدثة باسمه ستيفاني غريشام لتلتحق بتلك القافلة الطويلة من وزراء الخارجية، ووزراء الدفاع، ومستشاري الأمن القومي، ورؤساء الأركان في البيت الأبيض، والمدعين العامين، ومدراء الـ «اف. بي. أي»، الذين استقالوا أو اقيلوا بعدما هالتهم اليوميات المجنونة لدونالد ترامب.
ثمة سؤال يملأ العالم الآن : هل سقط الـ « American Dream »؟ أميركا اليوم لم تعد أميركا أيام زمان.
لقراءة المقال من الصحيفة اضغط هنا