نقلًا عن موقع "العهد" الاخباري
مع استمرار انتشار الفيروس التاجي كورونا في جميع أنحاء العالم، فإن بعض المبادرات مثل مبادرة رجل الأعمال الإيراني علي الأنصاري ملهمة. في ضواحي غرب طهران يقع إيران مول، أحد أكبر خمسة مراكز تسوق في العالم والأكبر في الشرق الأوسط. هذه المساحة الفاخرة الآن هي في خدمة الناس حيث تم افتتاح مستشفى مؤقت للاهتمام بمصابي الفيروس التاجي.
أغلق المركز التجاري أبوابه في أواسط شهر مارس للتشجيع على التباعد الاجتماعي، وفي خطوة ذكية وإنسانية، قرر مؤسس مركز التسوق هذا تحويله إلى مركز طبي ضخم لمساعدة المجتمع الإيراني على مكافحة الوباء.
وفي حديث لموقع "العهد" الالكتروني، قال رئيس مركز "إيران مول" الصحي السيد قاسم أكبري "إن إيران مول هو مركز تسوق ضخم تم تحويله إلى مركز رعاية صحية لرعاية مرضى فيروس كورونا. هذه المبادرة لا تشكل مفاجأة في إيران لأنه يأتي في سياق تحمل المسؤولية الاجتماعية التي يشعر بها الناس في أوقات الأزمات هذه".
وأشار السيد أكبري إلى أن "المساحات الفاخرة الآن في خدمة الناس لتقديم الرعاية الصحية وهي مبادرة برعاية وتمويل علي الأنصاري مالك ومؤسس المشروع إيران مول. فقد قام الأنصاري وأخوه اللذين يرأسان جمعية خيرية عائلية بتمويل وتجهيز المركز الصحي المؤقت بما يلزم لتقديم الخدمات الطبية الى الناس؛ فقد تم تجهيز أكثر من ألف سرير وسيتم اضافة ألفين آخرين في وقت قصير لاستقبال أكبر عدد ممكن من المصابين ليتم عزلهم ورعايتهم مدة أسبوعين حتى يتماثلوا للشفاء".
وبحسب أكبري، تأتي هذه الخطوة في سياق الدعم الاجتماعي، مصرحاً لـ "العهد" بأن العالم بأسره تأثر بالوباء الذي أدى الى ظروف معقدة في مختلف بلدان العالم. ومن هنا جاءت الفكرة، فقرر مؤسس "إيران مول" أن يتحمل جزءًا من المسؤولية والانضمام إلى المعركة ضد COVID-19."
وعن لوجيستيات مركز الرعاية الصحية المؤقتة قال السيد أكبري لموقع "العهد" "تم تحويل الطابق الذي تقام فيه المعارض إلى مركز الرعاية الصحية، وتم تجهيزه بجميع المعدات اللازمة بما في ذلك أجهزة التنفس والشاشات وغرف العمليات".
تجدر الاشارة الى أنه تم بناء المركز التجاري على مساحة 1.3 مليون متر مربع غرب طهران وهو يضم حوالي 700 متجر وسوبر ماركت كبيرة و200 مطعم ومقهى وعشرات من دور السينما وفندقاً خمس نجوم. كما أن هناك مجمعًا يشمل 15 ملعبًا رياضيًا وملاعب تنس وحلبة للتزلج على الجليد بمساحة 12000 متر مربع ومسابح.
وردا على سؤال حول كيفية إدارة مركز الرعاية الصحية، أوضح المدير "أن جامعة العلوم الطبية في إيران وأطباءها هم المسؤولون عن المستشفى المؤقت كما أن العمل يتم بالتعاون مع وزارة الصحة".
أضاف أكبري إن "الأطباء والممرضات الذين يخدمون في مركز إيران مول للرعاية الصحية هم من جامعة العلوم الطبية في إيران وهم الذين يديرون المركز وهم جميعهم من المتطوعين".
وأوضح السيد أكبري، في شرحه لكيفية تنفيذ العمل أن "المرضى الذين يأتون إلى هذا المركز يقضون بشكل أساسي 15 يومًا من الحجر الصحي بعد خروجهم من المستشفيات المختلفة في جميع أنحاء طهران. يتوافد المرضى إلى المستشفى بشكل يومي ويقيمون فيه حتى يتعافوا تمامًا".
وشدد السيد أكبري على أنه "في المجتمع الإسلامي، من واجب كل فرد تحمل جزء من المسؤولية.. ليس من المستغرب على الإطلاق رؤية مثل هذه المبادرات لأن هذا جزء من الثقافة الإسلامية الإيرانية.. أعتقد أن هذا استثمار "إنساني" يمكن أن يكون درسًا لجميع شعوب العالم ".
وتابع "أن مثل هذه المبادرات هي درس أخلاقي، يعلمنا أنه يجب على الناس الاهتمام ببعضهم البعض والتعاون في أوقات الحاجة أو الأزمات".
بحسب أكبري، فإن "رأس المال ليس فقط وسيلة للقيام بالاستثمار المالي، بل هو وسيلة لخدمة الناس والقيام بما نعتبره واجبا اجتماعيا وإنسانيا. يمكنني وصفه بأنه استثمار أخلاقي، قيمة هذا العمل تكمن في حقيقة أن مثل هذا العمل الخيري يخدم الناس ويجلب لهم بعض الراحة ومثل هذه المبادرات هي تجارب لا تنسى في المجتمع".
ختم السيد أكبري كلامه قائلاً: "يمكنني أن أقول أيضًا إن هذا جزء من تحقيق الانسجام في المجتمع ومكافحة الفساد والجشع. هذا ما نؤمن به، سيأتي علينا زمان لا نجد فيه فقراء. إن محاولات بسيطة مثل إيران مول تسير على درب تحقيق العدالة في العالم، والتي ستبلغ ذروتها بقدوم المنقذ الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف".
لقراءة المقال من الموقع اضغط هنا