(جريدة الأخبار اللبنانية)
في ظلّ ارتفاع عدد الإصابات بـ«كورونا» بين الأسرى الفلسطينيين، تتعالى تهديدات المقاومة للعدوّ، خاصة مع اتهام جهات حقوقية سلطات الاحتلال بتعمّد الإهمال الطبّي بحق الأسرى، في وقت يدخل فيه إضراب الأسير ماهر الأخرس اليوم المئة
غزة | كشفت مصادر فلسطينية في «الهيئة الإدارية للأسرى في سجون الاحتلال»، لـ«الأخبار»، أن عدد الأسرى المصابين بفيروس كورونا المستجدّ تخطّى 85 أسيراً، بعدما شهد عدد من السجون تسجيل إصابات جديدة، وتفشّي الفيروس في أقسام جديدة أيضاً، في وقت تتزايد فيه احتمالات ارتفاع عدد الإصابات وتضاعفها. ويتّهم الأسرى، إدارةَ السجون، بأنها لم تتّخذ الإجراءات الوقائية لحمايتهم، كما أنها لم تُوفّر لهم أيّ مقوّمات علاجية أو مدعّمات، الأمر الذي ساهم في انتشار «كورونا»، خاصة مع الكشف عن إصابة سبعين أسيراً في سجن جلبوع من أصل 79 أُخذت عيّنات لهم قبل أيام. وفي وقت متأخر من مساء أمس، أُعلنت إصابة أربعة أسرى آخرين في «جلبوع»، بينهم القيادي في حركة «حماس» عباس السيد، وهو العقل المُدبّر للهجوم على فندق «بارك» عام 2002 والمحكوم عليه بالسجن المؤبّد 36 مرة.
وعمدت إدارة «جلبوع» إلى إغلاق المعتقل بالكامل، وإلغاء جميع الزيارات، خاصة أن الفيروس انتشر في «القسم 3» الذي يضمّ قرابة 90 أسيراً من أصل 360 يقبعون في السجن، وهم مُوزّعون على أربعة أقسام. كما أقرّت نقل باقي الأسرى غير المصابين إلى سجن جديد لمدة 14 يوماً. ووفق الإحصاءات، ارتفع عدد الأسرى المصابين منذ بدء تسجيل الحالات في نيسان/ أبريل الماضي إلى 101، منهم اثنان كُشف عن إصابتهما فور الإفراج عنهما، فيما تتلاعب «مصلحة السجون» بطريقة إجراء الفحوص وإعلان النتائج، رغم مطالبة الجهات الحقوقية والمعنيّة بإشراف «الصليب الأحمر» على العملية. أيضاً، مارست إدارة السجون خلال الأيام الماضية، كما ينقل أسرى، تلكّؤاً في إجراء الفحوص وتوفير الرعاية الطبّية الكافية، فضلاً عن عزل المصابين في ظروف تفتقر إلى أدنى حدّ من النظافة والتعقيم، وهو ما وصفته «حماس» على لسان القيادي فيها، عبد الرحمن زيدان، بأنه «إمعان في عقاب الأسرى وتعريض حياتهم للخطر».
يدخل إضراب الأسير الأخرس اليوم المئة على التوالي
ومنذ بدء الجائحة، عمدت إدارة السجون إلى سحب أكثر من 140 صنفاً من «كنتينا» (مقصف) الأسرى، منها مواد التنظيف التي تُعدّ عاملاً أساسياً لمواجهة العدوى، خاصة مع غياب مواد التعقيم والتطهير. وتخشى «هيئة الأسرى» من أن يؤدّي الفيروس إلى قتل مئات الأسرى الذين يعانون من أمراض مزمنة وخطيرة، خاصة أن المصابين لا تُوفّر لهم الرعاية الصحية اللازمة من الأساس. كذلك، تتخوّف الحركة الأسيرة من انتقال «كورونا» إلى سجون جديدة، ولا سيما أن الاحتلال أجرى نهاية الأسبوع الماضي عمليات نقل للأسرى من «جلبوع» إلى سجون أخرى، بعد عمليات القمع التي شهدها السجن الأربعاء الماضي.
هذه الأخبار الواردة من السجون أثارت فصائل المقاومة، وخاصة «حماس» و«الجهاد الإسلامي»، اللتين أبلغتا الوسطاء بخطورة الوضع، محذّرتَين من أن ما يحدث قد يؤدّي إلى تفجير التهدئة، وفق ما نقلته مصادر إلى «الأخبار»، قائلة إن رسائل الحركتين «تحمل تلميحاً جدّياً إلى إمكانية التصعيد في حال استمرّت سياسة الاحتلال الحالية تجاه الأسرى بِمَن فيهم ماهر الأخرس» الذي يخوض إضرابه عن الطعام لليوم المئة على التوالي رفضاً للاعتقال الإداري. كما طلبت الحركتان من الوسطاء إبلاغ الاحتلال بضرورة رفع مستوى الرعاية الطبّية، وتوفير فحوص تشمل جميع الأسرى والسجون، مع تأكيدهما أن عرض قائد «حماس»، يحيى السنوار، بخصوص المرضى وكبار السن والنساء والأطفال لا يزال سارياً.
وفي شأن إضراب الأخرس، هدّد القيادي في «الجهاد الاسلامي»، أحمد المدلل، خلال تصريح أمس، العدوَّ بأنه «لن ينعم بلحظة هدوء إذا حدث أيّ مكروه للأسير الأخرس»، خاصة مع التدهور الخطير في حالته الصحية. يُذكر أن عدد الأسرى في سجون الاحتلال يقارب 4500، منهم 41 أسيرة، وقرابة 160 طفلاً، وما يقارب 360 معتقلاً إدارياً.