نقلاً عن الخليج أونلاين - محمد أبو رزق
على قدم وساق تسارع دول الخليج العربي والعالم للحصول على لقاح ضد فيروس كورونا المستجد، سواء من خلال الإسراع بتصنيعه، أو إجراء تجارب سريرية للمتطوعين من اللقاحات التي انتهى العمل عليها.
وبدأت دول في الخليج بالفعل استخدام لقاح ضد فيروس كورونا، إضافة إلى خضوع عديد من المسؤولين والمواطنين لتجارب سريرية للقاحات أخرى، مع حجز مئات الآلاف من جرعات علاجية من عدة دولة.
ومع بدء دول الخليج الموافقة على استخدام لقاح كورونا، سبق أن حذَّر خبراء الأمراض المعدية من التعجيل باستخدام لقاح لوباء كورونا قبل التأكد من أنه آمن وفعال، وهو ما يطرح التساؤلات حول مدى فاعلية اللقاح الذي تم استخدامه في عديد من الدول.
مملكة البحرين أولى دول الخليج التي وافقت على الاستخدام الطارئ لأحد اللقاحات المرشحة لفيروس كورونا "لأفراد الصفوف الأمامية" ابتداء من الثلاثاء (3 نوفمبر)، بحسب ما نشرته وكالة الأنباء الرسمية (بنا).
وسيكون اللقاح متاحاً، وفق حديث وزيرة الصحة البحرينية فائقة بنت سعيد، أمام الفئات الأكثر تعاملاً مع المصابين بالفيروس بشكل اختياري؛ بهدف توفير وسائل الأمان لهم، وحمايتهم من أي أخطار قد يتعرضون لها بسبب طبيعة عملهم.
ويتوافق الاستخدام الطارئ للقاح، حسب بنت سعيد، بشكل تام، مع اللوائح والقوانين المعمول بها في مملكة البحرين والتي تسمح بالترخيص الاستثنائي في الحالات الطارئة.
وحول فاعلية هذا اللقاح، أكدت بنت سعيد أن نتائج دراسات المرحلتين الأولى والثانية من التجارب السريرية أظهرت أنه آمن وفعال، كما تمت مراجعة الدراسات المتعلقة بسلامة التطعيم، وتجري هذه العملية تحت إشراف صارم من الفرق الطبية ووزارة الصحة.
وإلى جانب خطوة البحرين، خضع نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، محمد بن راشد آل مكتوم، الثلاثاء (3 نوفمبر) لجرعة من لقاح فيروس كورونا المستجد.
وفي تغريدة نشرها على حسابه بـ"تويتر"، قال بن راشد: "نسأل الله أن يحفظ الجميع ويعافي الجميع"، مشيداً بـ"فرق العمل التي عملت جاهدة لتكون بلادنا من أوائل الدول عالمياً التي تحصل على لقاح لهذا الفيروس".
ومنتصف أكتوبر الماضي، وافقت وزارة الصحة الإماراتية على بدء المرحلة الثالثة من التجارب السريرية للقاح "سبوتنيك-V" الروسي ضد فيروس كورونا المستجد.
وسبق أن جرَّبت الإمارات اللقاح الروسي على 1000 متطوع يعانون أمراضاً مزمنة، مع تأكيدها أنه لم تحدث أية مضاعفات، مع ظهور نتائج مشجعة من ناحية وجود المضادات في الجسم.
لقاح غير مفيد
الطبيب فهد العنزي، رئيس لجنة الإشهاد التابعة لمنظمة الصحة العالمية بالكويت، أكد أن تجربة أي لقاح تحتاج فترة زمنية؛ لمعرفة نتائجه ومدى فاعليته، وهل هناك أي أعراض جانبية له بعد حصول الإنسان عليه.
وفي حديثه لـ"الخليج أونلاين"، يوضح العنزي أن الحد الأدنى من الأيام التي يحتاجها العلم لمعرفة نتائج اللقاح هو أسبوعان على أبعد تقدير، وهي فترة دخول الجرعة إلى جسم الإنسان، وبدء إعطائه مناعة ضد الفيروس.
وخلال تلك الفترة، يقول العنزي لـ"الخليج أونلاين": "تبدأ تظهر النتائج سواء كانت إيجابية أو غير ذلك من اللقاح، لذا فلا جدوى من استخدام لقاحات ضد فيروس كورونا دون الانتظار فترة زمنية محددة".
وحول اللقاح الروسي الذي بدأت دول خليجيةٌ استخدامه وحصول مسؤولين ومتطوعين على جرعات منه، يؤكد العنزي أنه لن يفيد؛ لكونه يعدُّ الوحيدَ في العالم من بين اللقاحات التي تم إعلانها، الذي لم يأخذ فرصته من الوقت أو يجرَّب على عدد كبير من البشر.
ويحتاج اللقاح، وفق رئيس لجنة الإشهاد التابعة لمنظمة الصحة العالمية بالكويت، تجربته على ملايين من الناس قبل إتاحة استخدامه؛ لكون النتائج لا تظهر من عينة أو مجرد آلاف ممن حصلوا عليه.
ويستطرد بالقول: "يبدو أن هذ اللقاح يعطي مناعة مؤقتة ضد فيروس كورونا وليست طويلة، لذا لا يمكن الحكم عليه".
وعن الأعراض الجانبية للقاحات التي يتم استخدامها، يشير العنزي إلى أن بعض اللقاحات تسبب حساسية للأشخاص من التركيبات الكيميائية الموجودة في اللقاح نفسه.
حجز لقاحات
وفي إطار التجارب المتواصلة بعدد من دول العالم عملت بعض دول الخليج على حجز جرعات من تلك اللقاحات لسكانها.
سلطنة عُمان من بين تلك الدول، حيث حجزت مليوناً و800 ألف جرعة من اللقاح المخصص لفيروس "كوفيد19"، وفق تأكيدات وزارة الصحة.
السعودية بدورها بدأت الدخول في المرحلة الثالثة من التجارب السريرية للقاح مشترك مع الصين، وفق ما كشفته صحيفة "الجزيرة" المحلية، الأحد (2 نوفمبر).
ووفق ما أكدته الصحيفة فإن المشروع السعودي يطلق عليه لقاح "كيمارك" بعد توقيع اتفاقية بين مركز الملك عبد الله العالمي للأبحاث الطبية مع شركة "سينوفاك" الصينية.
ووفقاً لمتابعين فإن اللقاح حصل على الإجازة من ناحية التعامل في الأخلاقيات الطبية السريرية عن طريق مركز الملك عبد الله للحرس الوطني، ولم يسبب أي مشكلات صحية أو أعراض سوى حرارة وصداع خفيف كأي من اللقاحات العامة.
وفي خضم محاولات الوصول لعلاج لكورونا، كشف الباحث الكويتي إبراهيم المسعود عن توصله إلى نتائج أولية للقاح خاص بكورونا، حيث من المتوقع أن يظهر للعلن خلال شهرين.
وبحسب ما أوردته صحيفة "القبس" المحلية، السبت، فإن المسعود، وهو شاب كويتي متخصص بعلم الفيروسات، وباحث دكتوراه في جامعة ليدز بالمملكة المتحدة، من الكويتيين القلائل الذين يعملون على أبحاث متعلقة بـ"كورونا".
وقال المسعود إنه يعمل بمعية مشرفه في برنامج الدكتوراه على علاج للفيروس المستجد؛ من خلال منع حركته واختبائه بين خلايا الجسم، ليُظهره للجهاز المناعي تمهيداً لمحاربته.
ويعمل الدواء، حسب المسعود، بضرب غلاف الفيروس، مما يجعله غير قادر على الاختباء في الخلايا، وسيظهر للجهاز المناعي الذي سيقاومه.
قطر بدورها وقَّعت من خلال وزارة الصحة، مع شركة متخصصة في مجال التقنيات الحيوية، لشراء لقاحات ضد فيروس كورونا المستجد، في حال تم اعتمادها وإثبات صلاحياتها للاستعمال عالمياً.
وكالة الأنباء القطرية (قنا)، أكدت في أكتوبر الماضي، أن الاتفاقية تمت مع شركة "موديرنا"، التي تتخذ من ولاية ماساتشوستس الأمريكية مقراً لها، لتكون الاتفاقيةَ الثانية من نوعها مع شركة للأدوية بشأن لقاحات كورونا.
ونقلت عن عبد اللطيف الخال رئيس المجموعة الاستراتيجية الوطنية للتصدي لـ"كوفيد -19"، أن شركة "موديرنا" بدأت بالعمل على تطوير واختبار لقاح ضد فيروس كورونا منذ بداية الجائحة.
وتعد النتائج الأولية للمرحلتين الأولى والثانية من التجارب السريرية التي أجرتها الشركة للقاح مشجعة وتُظهر تقدُّماً ملحوظاً على صعيد تطوير لقاح آمن وفعال ضد الفيروس، وفقاً للخال.