تم تسليم قسم الكورونا في مستشفى الكورة ثلاثة اجهزة تنفس اصطناعي، بمبادرة من رئيس اتحاد بلديات الكورة المهندس كريم بو كريم ورئيس بلدية اميون مالك فارس وبعض "الايادي البيض" في الكورة الداعمين لهذا المشروع، في حضور الياس عساف ممثلا رئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب، قائمقام الكورة كاترين الكفوري، المدير العام للمستشفى الدكتور وسام عيسى والكادر الطبي والاداري في المستشفى.
وألقى بو كريم كلمة رحب فيها بالحضور وشكر "كل من شارك في هذه المبادرة لما فيها خير على ابناء المنطقة". وقال: "نظرا للوضع الصحي الناشىء عن تفشي فيروس كورونا في كل المناطق اللبنانية، وبما أنه لا يوجد مستشفى حكومي في قضاء الكورة، ومن أجل أن لا تترك الكورة مكشوفة على إحتمالات سيئة جدا، في ما لو زاد تفشي الوباء، كان لا بد من القيام بمبادرة لدرء الخطر الداهم بالإمكانيات المحلية المتاحة، وهي طبعا اللجوء إلى أصحاب الأيادي البيضاء من أبناء الكورة، وما أكثرهم".
ودعا الى "تضافر الجهود في ظل عدم تمكن الدولة وحدها من القيام بهذه المهمة"، وقال: "تواصلنا مع إدارة مستشفى الكورة التي أبدت كامل الإستعداد لتخصيص وتأهيل جناح كامل مع غرفة إنعاش لهذا الخصوص. وقد نفذت الأعمال المطلوبة منها وبقي أن يتم تأمين ثلاثة أجهزة تنفس ليتناسب عددها مع عدد الأسرة المخصصة لذلك وللوصول الى الهدف المنشود، وتم التواصل مع بعض أصحاب الأيادي البيضاء الكورانيين وتمكنا من تأمين الأجهزة المطلوبة بسرعة قصوى".
واكد "اننا سنتابع تطور الوضع الوبائي على الأرض وسنكون مستعدين، بهمة أبناء الكورة، للمزيد من العمل والتضحية في سبيل الحفاظ على صحة أهلنا وسلامتهم"، آملا "أن تخفف هذه المبادرة من بلاء هذا الوباء ومن معاناة أهلنا في الكورة، وأتقدم بالشكر القلبي لجميع الطيبين الذين ساهموا في إنجاح هذه المبادرة".
واشار بو كريم الى "الغبن الذي يلاحق الكورة في تأمين الخدمات رغم انها تدفع الضرائب المستحقة عليها وفواتيرها والتزاماتها كافة، فطرقاتها هي الاسوأ في لبنان، اضافة الى ان وزير الصحة حمد حسن عند جولته للشمال لم يزرها".
من جهتها، أثنت القائمقام الكفوري على "المبادرات الفردية، لان الدولة لايمكنها لوحدها المساعدة"، مشيرة الى "أهمية دور القطاع الخاص في تقديم المساعدة". وتمنت ان "يخرج قضاء الكورة بأقل الاضرار من وباء الكورونا بفضل الجهود المبذولة وبدعم من الاهالي الذين اثبتوا وعيهم والتزامهم بالمسؤولية".
واعلن المدير العام للمستشفى "ان للكورة عنوان: ثقافة - مناقبية - تواضع وكبر"، وقال: "بنيت مستشفى الكورة على مثال محيطها لتكون مع الحق قبل القانون، مع الناس قبل السلطة، ومع الطب قبل المال".
اضاف: "قمنا بواجبنا منذ البدء بكل صمت وتفان. في بداية الجائحة كنا هنا، وفي نهاية الجائحة سنكون هنا".
وتابع: "اليوم يحتل، الصف الأول في المواجهة، عشرون من أحبائنا الذين دخلوا الوباء وخرجوا منه للتصدي. إن تأهيلنا لقسم كامل للكورونا أظهر نقصا في الضمانات الطبية للمرضى الذين قد يحتاجون إلى تنفس إصطناعي. كان علينا أن نستمطر عملة خضراء في صفار المشهد الإقتصادي، وكان علينا أن نؤمن آلة تنفس لكل ذي حاجة مع جهلنا المسبق للأعداد القادمة".
وقال: "توجهنا إلى كبير المستشارين الياس عساف، جمعنا سيد المجالس كريم بو كريم واكبنا مالك، وبسرعة البرق استنهضوا الهمم واستجلبوا المدد. لم يتردد فرد واحد من الذين طلب منهم المساعدة، ولم يطلب من جميع الإمكانيات حفاظا على مخزون لمستقبل داكن".
وتوجه بالشكر الى البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي "الذي خصَّنا بجهاز تنفس في بداية المعركة، و لمؤسسة مارون سمعان التي تقف بصمت وراء كل مسعى خير. وشكري الثالث لكل من ساهم رافضا ذكر إسمه ولكل من آزرنا بالكلمة والنصح والتضامن ولكل العاملين في هذا الصرح لرباطة جأشهم وتفانيهم، لدعمهم الناصع الشريف المتألق غير المشروط".
وختم: "لكم منا أعطر الشكر والوعد القاطع ببقائنا في الصف الأول لمواجهة كل إعصار ووباء صحي".
والقى عساف كلمة باسم الرئيس دياب، شكر فيها "كل من ساهم بإنجاح هذه المبادرة الفريدة والتي ستساعد إن شاء الله على التخفيف من تأثير جائحة الكورونا على اللبنانيين جميعا وأهل الكورة خصوصا في هذه الظروف الصعبة". وقال: "جزيل الشكر للمتبرعين اولا الذين لولاهم لم نستطع إطلاق او انجاح هكذا مشروع، والشكر لمستشفى الكورة وعلى رأسها الفرسان الثلاثة الذين تلقفوا هذه المبادرة وقدموا جميع الوسائل المتاحة لديهم لانجاحها. لقد قام المستشفى بتخصيص جناح كامل من 26 سريرا للمشاركة في الدفاع عن الشعب بعد غزو جائحة الكورونا. الشكر إلى سعادة النائب المستقيل نعمة افرام الذي سخر فريقه الفني ومؤسسات الصناعية لتصنيع أجهزة التنفس بالتعاون مع الجامعة الاميركية في بيروت".
وتابع: "بسبب جائحة كورونا اجتمعنا اليوم بإيعاز من دولة الرئيس بالتعاضد الاجتماعي وكلفت بهذه المهمة اليوم، كما طلب الي سابقا ان اكون بجانبه منذ توليه رئاسة الحكومة".
وقال: "هذا ان المشروع هو مشروع الأمل"، مشددا على "اعادة التوازن الى المجتمع اللبناني والمضي قدما بإعادة ثقة اللبنانيين بوطنهم". واكد ان "المساعد الأول لنا هو اللبناني المهاجر الذي يتمنى العودة إلى لبنان والمساعدة في بناء هذا الوطن، شرط تأمين البنية الصالحة والحماية الكافية له"، داعيا الى "الاتكال على انفسنا".