نفذ الجسم الطبي والتمريضي أمام مستشفى دار الأمل الجامعي في دورس، وقفة تضامنية مع العاملين في القطاع، "وفاء لشهيدة الوطن والواجب" الدكتورة فردوس حسن صفوان، بمشاركة النائب علي المقداد، عضو نقابة المستشفيات الخاصة علي حمد عبدالله، عائلة الشهيدة صفوان، المسؤول عن الهيئة الصحية الإسلامية في البقاع عباس معاوية، المسؤول عن الرعاية الصحية في البقاع بلال قطايا، المدير العام لمستشفى دار الأمل الجامعي علي علام وأصحاب مستشفيات المنطقة ومديريها.
وكانت كلمة لحسن صفوان، والد ضحيتي كورونا الدكتورة فردوس وشقيقها علي، شدد فيها على أن "كورونا ليست لعبة أو مزحة". وقال: "لا تستهتروا بهذا الوباء، فابنتي فردوس كانت تلتزم الوقاية الكاملة، ولم تسمح لنا برؤيتها طيلة 20 يوما من مرضها، لأنها كانت تخاف علينا من الإصابة، وابني علي كان حريصا على أن نبقى على بعد 5 أمتار عنه، ولكن هذا المرض لا يستهان به. أشكر كل من وقف بجانبنا في محنتنا، وبخاصة مستشفى دار الأمل الجامعي".
وشدد الدكتور يوسف بدرا في كلمة على أن "الخسارة هي للوطن والمهنة"، داعيا إلى عدم الاستهتار بالوباء. وقال: "المستشفيات لم تعد تتحمل، والجسم الطبي والتمريضي يعمل ليل نهار... فارحموا هؤلاء المضحين وقدروا عملهم وتفانيهم. وكل من استهتر من المسؤولين بحق النظام الصحي، متهمون بقتل الدكتورة فردوس. على الدولة أن تتحمل كامل مسؤوليتها بفتح أقسام تستطيع تغطية الأعداد المتزايدة من الإصابات".
أما المقداد فقال: "نقدم تعازينا لعائلة زميلتنا الدكتورة فردوس، شهيدة الواجب الإنساني. كان قدرها الإصابة بهذا الفيروس الذي لا يرحم، وخصوصا في هذا البلد الذي يعم فيه الاستهتار على الصعيدين الرسمي والشعبي. للأسف نحن نعد ضحايا كورونا يوميا بالعشرات، والحصيلة اليومية للاصابات بالآلاف، وللأسف أغلب الناس ومعظم المسؤولين ما زالوا مستهترين".
وسأل: "في المعادلة الاقتصادية كم يربح الوطن، في حال عدم الإقفال؟ هل الأفضل أن نخسر خيرة أبنائنا أم نخسر 15 يوما من الإقفال الذي سيكون له مردود إيجابي علينا في المستقبل؟ وللمناسبة، أتوجه إلى أي مسؤول لم يأخذ القرار بالإقفال، لو أن ابنه أو ابنته أو 5 أشخاص من عائلته في الوقت عينه في العناية الفائقة، هل كان امتنع عن اتخاذ قرار بالإقفال. بالطبع هناك البعض يدرسون الأمور بتأن، ولكن كلما تأخرنا يوما في اتخاذ القرار بالإقفال وإجراءات للحيلولة دون مرض الناس، كلما دفعنا ضريبة أكبر".
أضاف: "يا أهلنا التزموا. ما زلنا نسمع عن أعراس ومآتم ومشاركة في مراسم الدفن، وكأن شيئا لم يكن. إنني أطلق صرخة باسم الشهيدة فردوس التي تقول لكم التزموا ولا تكونوا مجرمين بحق بعضكم البعض. يجب أن يتوقف استهتار بعض المسؤولين، وبالمقابل لا بد من التنويه بعمل وزارة الصحة العامة التي تفتح يوميا أقساما في المستشفيات لعلاج مرضى كورونا، وهنا أوجه أيضا التحية لكل مستشفيات بعلبك الهرمل الخاصة والحكومية، لأنها الوحيدة التي فتحت أبوابها لاستقبال مرضى كورونا في كل لبنان".
وختم المقداد: "كل الجسم الطبي العامل معرض للاصابة. اليوم هناك 1400 عامل من الكادر الصحي من ممرضين وممرضات وأطباء وعاملين صحيين ومسعفين، أصبحوا خارج العمل. الكادر الطبي يستنزف، فيا أيها المسؤولون اتخذوا اليوم قرار الإقفال قبل الغد، ولنتمثل بدول العالم التي أقفلت على الرغم من إمكاناتها الطبية والصحية والاقتصادية الهائلة".