(جريدة القبس الكويتية)
وسط سباق عالمي للوصول إلى لقاح لوباء «كورونا»، أعلن صندوق الثروة السيادي الروسي أمس أن لقاح روسيا «سبوتنك - في» فعال بنسبة %92، وفقاً لنتائج التجارب المؤقتة التي اعتمدت على بيانات من أول 16 ألف مشارك الذين تلقوا الجرعتين من اللقاح.
ياتي ذلك بعد إعلان الشركتين الأميركية «فايزر» والألمانية «بيونتك» هذا الأسبوع عن أن فاعلية لقاحهما تتجاوز %90.
وتواجه دول العالم التي تخطط لاستقبال اللقاحات تحديات كبيرة، حيث تتطلب عملية التوزيع نظاماً معقداً ومكلفاً، فضلا عن ضرورة توافر بنية تحتية جيدة سواء من المستودعات والمطارات والشاحنات المبردة والنقاط المخصصة للتطعيمات.
واللقاح يجب أن يظل محفوظاً في درجة حرارة 70 تحت الصفر، ولا يمكن وضعه في درجة حرارة أعلى، أكثر من أربع مرات خلال هذه الرحلة، وإلا فقد فاعليته.
كيف سينقل اللقاح؟
ذكرت «فايزر» أنه سيتم توزيعه من مراكزها الخاصة في الولايات المتحدة وألمانيا وبلجيكا.
وكشفت صحيفة «وول ستريت جورنال» أن «فايزر» طورت صندوق نقل خاصاً بحجم حقيبة سفر، معبأ بالثلج الجاف، ومثبت به جهاز تعقب «جي بي إس»، ويمكنه الاحتفاظ بنحو 5 آلاف جرعة من اللقاح في درجة الحرارة المناسبة، لمدة 10 أيام، شرط أن يظل الصندوق مغلقاً. كما أنه قابل لإعادة الاستخدام أيضاً.
وتتولى شركة «بولار ثيرمالز» البريطانية صناعة صناديق مماثلة للقاحات أخرى، وتعتبر «فايزر» من بين عملائها، لكن حتى الآن لم تتلق طلباً لتصنيع صناديق اللقاح الجديد. لكن هذا الصندوق لن يكون رخيص الثمن. وأوضح رئيس المبيعات في «بولار ثيرمالز» بول هاريسون أن سعر الصندوق الواحد لنقل اللقاحات في درجة 8 درجات تحت الصفر فقط يتكلف 5 آلاف جنيه استرليني، كما أنه يحمل 1200 جرعة فقط.
وتستخدم الشركة الهلام الهوائي «أيرو جيل» بدلاً من الثلج الجاف داخل الصندوق، وهو مفيد في حال استمر نقص المخزون العالمي من ثاني أكسيد الكربون وأثر في توافر منتجات تعتمد عليه.
ماذا سيحدث بعد 10 أيام؟
قالت «فايزر» إن اللقاح يمكن أن يبقى فعالاً لمدة خمسة أيام أخرى بعد ذوبان الثلج من حوله، لكن هذا لا يضمن الوقت الكافي لاستخدامه.
وتقول هيئة الصحة العامة في إنكلترا إن «الاستعدادات الوطنية» الطويلة المدى لعمليات التخزين المركزي للقاح وتوزيعه في جميع أنحاء البلاد جارية في بريطانيا، ولكنها رفضت إعطاء تفاصيل.
لكن المعتاد هو عدم توافر مراكز تخزين لقاحات بدرجات حرارة منخفضة للغاية مثل تلك التي يتطلبها اللقاح الجديد، ومن غير المحتمل أن تكون متوافرة لدى المراكز الطبية المحلية.
وقال سام إيفرينغتون أستاذ الطب العام: «ليست لدينا ثلاجات توفر درجة الحرارة المنخفضة هذه في مراكز الممارسة العامة الطبية». «لذا سنحتاج إلى توفيرها».
وهذه المشكلة ليست في بريطانيا فقط، بل في أميركا أيضاً.
البلدان الفقيرة
ذكرت صحيفة «فايننشال تايمز» أن «اليونيسف» تهدف لتركيب 65 ألف ثلاجة باردة تعمل بالطاقة الشمسية في البلدان المنخفضة الدخل بحلول نهاية عام 2021.
ويقول مايكل بورلاكيس أستاذ اللوجستيات والمشتريات والتوريد في كلية كرانفيلد للإدارة: «إذا كنا نركز على سلسلة التبريد، فإن أوروبا وأميركا الشمالية تمتلكان بنية تحتية قوية لتوفيرها. أما إذا ذهبت إلى أفريقيا وبعض أجزاء آسيا فهذا يمثل مشكلة كبيرة».
عقد رابع
من ناحيتها، أعلنت المفوضية الأوروبية أنها اعتمدت عقداً رابعاً مع «فايزر- بيونتك» لإنتاج العقاقير لشراء 200 مليون جرعة من اللقاح، نيابة عن جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي. وقالت إن العقد يتضمن أيضاً بنداً يتيح خيار طلب ما يصل إلى 100 مليون جرعة أخرى، بعد التأكد من أن اللقاح آمن وفعال ضد الفيروس التاجي.
عملية لوجستية
بدوره، تحدث وزير الصحة البريطاني مات هانكوك عن «عملية لوجستية ضخمة» تنتظر نقل لقاح «فايزر- بيونتك» من مكان تصنيعه إلى الأفراد الذين سيحصلون عليه.
وتخطط بريطانيا لحملة تطعيم جماعية غير مسبوقة لإنهاء تهديد الجائحة، بالشراكة والتعاون بين دائرة الصحة الوطنية والجيش مع ظهور الآمال في لقاح فعال، وفق ما ذكرت صحيفة «إندبندنت».
وستجري الاستعانة بالجيش للاستفادة من خبراته اللوجستية لمواجهة التحديات المتمثلة في كيفية توصيل اللقاح بسرعة إلى السكان في جميع أنحاء البلاد، وهو أمر جوهري بالنسبة لمسؤولي الصحة البريطانيين.
هرمون مسؤول عن النوم قد يحارب الفيروس
قال علماء من مختبر «كليفلاند كلينيك» في ولاية أوهايو الأميركية إن هرمون «الميلاتونين»، وهو هرمون ينظم دورة النوم والاستيقاظ في الجسم، كان «مرتبطا بانخفاض احتمالية الإصابة بفيروس كورونا المستجد، بنسبة 30 في المئة تقريبا».
وخلال تحليلهم لبيانات المصابين بالفيروس، وجد الباحثون أن «الميلاتونين» مرشح لأن يكون له دور فعال في تلافي الإصابة بالفيروس القاتل، وفق شبكة أخبار «فوكس نيوز».
الباحثون أجروا دراسة على أشخاص من مختلف الفئات العمرية، وبعد تعديل متغيرات العرق وتاريخ التدخين والأمراض المصاحبة المختلفة، افترضوا أن «الميلاتونين» يمكن أن يكون خيارا علاجيا محتملاً للمصابين بمرض «كوفيد-19».
دراسة: اختبارات الأجسام المضادة ليست موثوقة تماماً
أظهرت دراسة جديدة في المدينة التي انتشر فيها الفيروس لأول مرة في إيطاليا، أن اختبارات الأجسام المضادة للتحقق مما إذا كان الشخص مصابا ليست موثوقة تماما.
ووفقا للدراسة، التي تحدثت عنها «سي إن إن» كان الاختبار الذي يبحث عن خلية مناعية، معروفة باسم «الخلية التائية» أكثر فعالية.
والخلية التائية تشكل مجموعة من الخلايا اللمفاوية الموجودة بالدم وتلعب دورا أساسيا في المناعة الخلوية.
والخلايا التائية مع الخلايا البائية تشكلان معا المناعة المكتسبة. وسميت بالتائية نسبة إلى مكان نضوجها في الغدة الزعترية، التي تقع على القصبة الهوائية أعلى القلب، وينضج بعضها في اللوزتين بعد هجرته من نخاع العظام.
وقال تخصصي الأمراض المعدية في كلية بايلور للطب، في هيوستن بيتر هوتيز: «هذا منطقي، إذ من المعروف أن الأجسام المضادة تتضاءل، لكن الخلايا التائية لها ذاكرة مناعية» وتمكث في الجسد فترات أطول.