حذّر خبراء الصحة من التداعيات المدمّرة التي قد تنجم عن الفيروس الفتاك في إفريقيا، حيث تفتقر معظم المستشفيات بشدة إلى المعدات والفرق الطبية المدربة.
ينتشر فيروس كورونا حتى الآن في 52 دولة إفريقية، لكن على الرغم من الارتفاع المضطرد في عدد الحالات المؤكدة، لا تزال القارة بعيدة عن المنحنى العالمي للإصابات والوفيات.
منظمة الصحة العالمية كانت قد حذّرت الشهر الماضي إفريقيا من مواجهة تطور مثير للوباء حتى مع فرض الحكومات قيوداً لكبح انتشار الوباء. وتبدو القارة غير مهيأة لإدارة أزمة صحية كبرى بينما تحاول جاهدة إجراء فحوص كافية لمراقبة حالات الفيروس.
تعد جنوب إفريقيا الدولة الأكثر تضررا إذ سجلت حتى الآن أكثر من ألفي إصابة مؤكدة و24 وفاة مسجلة، وهي أرقام بعيدة تماما عن أكثر من 871 ألف إصابة و71 ألف وفاة في أوروبا. ومع ذلك ، يحذر الخبراء من أن الوباء قد يتفشى.
لربما تبدو علامة الاستفهام الأكبر في ما يتعلق بالتقديرات بشأن أعداد المصابين، مرتبطة بنقص القدرة على الاختبار على النطاق العالمي. إذ نجحت جنوب أفريقيا، التي تمتلك نظام الرعاية الصحية الأكثر تطورا في إفريقيا جنوب الصحراء، حتى الآن في إجراء اختبارات لحوالي 73 ألف من سكانها البالغ عددهم 57 مليون نسمة.
أما نيجيريا التي تعد أكبر اقتصاد في القارة السمراء، لم تجرِ حتى الآن سوى 5000 اختبار لفيروس كورونا في بلد يبلغ عدد سكانه 190 مليون نسمة.
وفي كينيا، كان من المتوقع أن يصل عدد حالات الإصابة إلى 10 آلاف بحلول نهاية نيسان/أبريل. لكن بعد مرور عشرة أيام، ظل عدد الإصابات المكتشفة أقل من 200. وأوضح المدير العام لوزارة الصحة الكينية باتريك أموث "السبب هو أننا لم نجرِ اختبارات مجتمعية". وتابع "لذا لا نزال نقف عند توقعاتنا السابقة. لا نعرف ماذا سيحدث".
صعوبة في تطبيق اجراءات الإغلاق
يصعب تطبيق بعض إجراءات الحظر في الأحياء الفقيرة والمكتظة بالسكان، حيث تزدحم المنازل ويمتهن معظم سكانها وظائف غير رسمية، ما يجعل خيار البقاء في المنزل مستحيلا.
وحذّر مويتي من منظمة الصحة العالمية من أنه "من السابق لأوانه تحديد" ما إذا كانت إجراءات مكافحة فيروس كورونا تبطئ الوباء في أفريقيا.

