(الوكالة الوطنية)
يوما بعد يوم يتزايد أعداد المصابين بفيروس كورونا حول العالم ويوميا تتراوح الإصابات بين 400 ألف و650 ألف اصابة، كما تفيد منظمة الصحة العالمية، ما يمثل حصيلة قياسية لهذا المؤشر.
وجاءت أكثر من 43% من الحالات الجديدة من نصيب المنطقة الأوروبية، وتأتي في المرتبة الثانية الأميركتين الشمالية والجنوبية. وليس الوضع أفضل في جنوب شرق آسيا الذي يمثل المرتبة الثالثة في العالم ويصل مجموع الضحايا في العالم إلى 1350576 شخصا.
بعد هدنة دامت ثلاثة أشهر، عادت المعاناة في إيطاليا وفرنسا واسبانيا وبريطانيا لتحتل إيطاليا المرتبة الأولى بين هذه الدول. إذ يوما بعد يوم، تضيف إيطاليا عددا من المناطق إلى تصنيف المناطق الشديدة الخطورة، بعد تسجيل رقم قياسي على صعيد البلاد في عدد الإصابات اليومي بفيروس كورونا. انضمت مقاطعة كامبانيا وتوسكانا إلى لائحة المناطق التي تطبق قيود إغلاق شديدة بدءا من يوم أمس الأحد وقد تنضم إليها أيضا مقاطعة لاتسيو وعاصمتها روما حيث تحذر السلطات المحلية من قرب انهيار جزء من نظامها الصحي.
رغم كل ذلك، يرفض الأطباء اللبنانيون تشبيه الوضع اللبناني بالإيطالي لأن إيطاليا لديها نظام صحي قوي يواجه جميع المخاطر كما أثبتت التجربة. في إيطاليا، كما يؤكد معظم الاطباء اللبنانيين، تأخذ التحضيرات المسبقة، وتم إعادة فتح جميع أقسام كورونا في المستشفيات وإعادة تشغيل المستشفيات الميدانية، لكن رغم كل الاجراءات فإن الوضع يسير نحو الأسوأ.
وقال الدكتور غسان شري في مقابلة أجرتها معه "الوكالة الوطنية للأعلام"، وهو أحد أهم الأطباء اللبنانيين في ايطاليا الذين عملوا في الخطوط الأولى لمواجهة فيروس كورونا في أثناء ذروتها: "بالرغم السلبيات هناك ايجابيات يمكننا في لبنان ان نستفيد منها. إننا كجهاز طبي وتمريضي نعرف كيف نتعامل مع مرضى كورونا أفضل بكثير مما كنا عليه في الموجة الأولى. نقوم بمعالجة الاعراض الجانبية أحسن بكثير مما كنا عليه، نستخدم الأدوية الصحية التي اختبرناها خلال فترة الاستراحة. أما بالنسبة للعلاج داخل المستشفيات فهو أفضل بكثير وهي بكامل جهوزيتها لمواجهة الموجة الثانية رغم شراستها".
أما بالنسبة لوضع لبنان فقال: "نتابع كأطباء لبنانيين سير الأوضاع في لبنان وبخاصة بعدما قررت السلطات يوم السبت الماضي إجراءات حجر صحي عام جديد سيستمر حتى نهاية الشهر الحالي، لمواجهة ارتفاع الإصابات بفيروس كورونا ولرفع جهوزية القطاع الصحي بعدما بلغت المستشفيات طاقتها الاستيعابية القصوى. رغم ذلك وبفضل معرفتنا لوطننا لبنان، نخشى من انهيار المنظومة الصحية خصوصا مع ارتفاع الإصابات في صفوف الطواقم الطبية وعدم قدرتها على استقبال مرضى جدد خصوصا مع امتلاء أسرة العناية الفائقة. للأسف الشديد يتفاقم الوضع بسبب تأخر الحكومة في اخذ الاجراءات الوقائية وعدم التشدد بتطبيقها، واستهتار الناس بالوقاية مما أدى إلى الانتشار السريع."
وعن النصيحة التي يقدمها الدكتور شري للبنان، انطلاقا من التجربة الايطالية، شدد أولا على "ضرورة تطبيق الاجراءات الوقائية بتشدد". وقال: "يجب تخفيف الضغط عن الجهاز الطبي والتمريضي في المستشفيات، بإنشاء وبتفعيل عدد كبير من الأطباء الموزعين على كل بلدات لبنان، في كل المناطق، واعطائهم ادوات الحماية الشخصية PPI، وعيادات في مراكز البلدات، مع الادوية الجاهزة للمرضى، لمعالجتهم في البيوت، وعدم ذهاب المرضى الى المستشفيات. يذهب فقط المرضى الذين لديهم الحالات الشديدة".
أضاف: "على الدولة أن ترفع من الجهوزية المالية للشأن الصحي، كما يحدث في إيطاليا وألمانيا وبلدان أخرى، وتوجيه الموارد الموجودة لدعم القطاع الصحي والاستشفائي والدوائي".
وعن اللقاحات يقول الدكتور شري: "يوجد سباق بين الدول والشركات لدخول السوق باللقاح المنتظر. أعلن في الصحافة عن بعض اللقاحات لكننا كأطباء نرفض أيا من اللقاحات لأن كلها في مرحلة الاختبارات".