أعلنت عدة ولايات أمريكية كبيرة قيودا صارمة جديدة على التجمعات والنشاط التجاري، للحد من انتشار فيروس كورونا الذي يهدد بتدمير أنظمة الرعاية الصحية وقتل الآلاف في الأسابيع المقبلة.
وانضمت نيوجيرسي وكاليفورنيا وأوهايو وأكبر مدينة في بنسلفانيا، إضافة إلى مدينة فيلادلفيا، إلى قائمة متزايدة من الولايات التي أعادت فرض إجراءات صارمة تهدف إلى الحد من ارتفاع عدد الإصابات بفيروس كورونا، بعدما تراجعت قليلا في فترة الصيف.
وفي واحدة من أكثر الإجراءات صرامة لمواجهة الأزمة الصحية التي تلوح في الأفق، أمر مسؤولو فيلادلفيا أمس الاثنين "بحظر التجمعات الداخلية بأي عدد في أي مكان، عام أو خاص"، باستثناء الأفراد الذين يعيشون سويا.
وقال مسؤول الصحة بالمدينة، توماس فارلي، في مؤتمر صحفي: "نحن بحاجة لمنع هذا الفيروس من الانتقال من منزل إلى آخر".
وأضاف فارلي أن المعدل الحالي للنمو "المتسارع" للإصابات إذا استمر، ستصل المستشفيات لأقصى طاقة استيعابية لها، وقد يموت أكثر من ألف شخص في أكبر مدينة في بنسلفانيا خلال الأسابيع الستة المقبلة.
وفي ولاية نيوجيرسي المجاورة، وهي واحدة من أكثر الولايات تضررا في المرحلة المبكرة من الوباء، قال الحاكم فيل ميرفي إنه يأمر بأن تقتصر التجمعات الداخلية للأفراد من أسر مختلفة على 10 أشخاص فقط، بدلا من 25، على أن يكون الحد الأقصى الإلزامي للتجمع في الهواء الطلق الأسبوع المقبل 150 بدلا من 500.
وعلى الجانب الآخر من البلاد، قال حاكم كاليفورنيا، جافين نيوسوم، إنه يستخدم "مكابح الطوارئ" على خطته لإعادة الفتح، مشيرا إلى تضاعف العدد اليومي للإصابات بكورونا في الولاية خلال الأيام العشرة الماضية.
وبناء على إعلان نيوسوم، سيتم تشديد القيود التجارية والاجتماعية بدءا من اليوم الثلاثاء في 40 مقاطعة من أصل 58 مقاطعة بالولاية، تغطي الغالبية العظمى من سكانها البالغ عددهم 40 مليون نسمة.
وفي ولاية أوهايو، حيث زاد عدد الإصابات اليومية 17 بالمئة، وزاد إجمالي حالات دخول المستشفيات 25 بالمئة خلال الأيام السبعة الماضية، أصدرت وزارة الصحة بالولاية أمرا للحد من التجمعات بدءا من اليوم الثلاثاء.
وأعلن حاكم أوكلاهوما، كيفن ستيتن إغلاق الحانات والمطاعم في الساعة 11 مساء بدءا من يوم الخميس المقبل، بينما سيتعين على حوالي 33 ألف موظف بحكومة الولاية وضع الكمامات في العمل اعتبارا من يوم الأربعاء.
يجري كل هذا في الوقت الذي سجلت فيه 40 ولاية زيادات يومية قياسية في حالات الإصابة بكوفيد-19 هذا الشهر، في حين سجلت 20 ولاية أعلى مستوياتها على الإطلاق في الوفيات اليومية المرتبطة بفيروس كورونا.
وخلال الأيام السبعة الماضية، سجلت الولايات المتحدة الأمريكية يوميا في المتوسط 148 ألف إصابة بفيروس كورونا و1120 وفاة.
ويحذر خبراء الصحة من أن موسم السفر في عطلات أعياد الميلاد القادمة، مع الطقس البارد، سيؤديان إلى زيادة الإصابات، إذ من المرجح أن يتجمع الناس في هذه الفترة في أماكن مغلقة.
وحتى يوم أمس يتلقى أكثر من 70 ألف أميركي العلاج في المستشفيات من كوفيد-19، وهو أكبر عدد على الإطلاق منذ بدء الجائحة، بحسب إحصاء رويترز.
بايدن يحذر ترامب من خطر ارتفاع وفيات كورونا
الى ذلك، حذر الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن من خطر وفيات إضافية بكوفيد-19 إذا اصر الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترامب على رفض أي تنسيق، داعيا الكونغرس إلى التكاتف وإقرار حزمة مساعدات جديدة لتخفيف تداعيات جائحة فيروس كورونا.
ولفت بايدن الى أن عدم وجود تنسيق بين الفريقين يعني "أن اناسا إضافيين قد يموتون"، مشيراً خصوصاُ الى أهمية تحضير توزيع اللقاحات المضادة للوباء ما أن تصبح متوافرة.
وفي تعليقات بشأن الاقتصاد، حث بايدن المشرعين في مجلسي الكونغرس على إقرار حزمة على غرار الحزمة الأولى التي وافق عليها مجلس النواب الأميركي أولا في آيار/مايو ثم جرى تعديلها في تشرين الأول/أكتوبر.
وقال: "عندما نوقف الفيروس ونقدم مساعدة اقتصادية للعمال والشركات، عندئذ يمكننا أن نبدأ إعادة البناء على نحو أفضل من ذي قبل".

