(جريدة القبس الكويتية)
رغم الأخبار السارة التي بدأت بالظهور حول اللقاحات والعلاجات للحد من وباء فيروس كورونا المستجد، فإن معظم خبراء الأوبئة والمسؤولين عن الملف الصحي في دول العالم يجمعون على ضرورة عدم الذهاب بالتفاؤل بعيداً والإبقاء على الالتزام بالاشتراطات الطبية للحد من التفشي السريع للوباء، ريثما يبدأ التطعيم، لا سيما أن الوباء بات ينتشر اليوم 10 مرات أسرع من ذلك الذي عرفه العالم في الربيع.
واكتشفت دراسة حديثة أن الوباء قد تحور «بشكل خطير»، ليتحول إلى الشكل الذي يتفشى فيه حالياً في أوروبا والولايات المتحدة. وأفادت الدراسة التي أعدت بالتعاون بين جامعة نورث كارولينا الأميركية ومعهد العلوم الطبية في جامعة طوكيو اليابانية بأن الفيروس الآن «أكثر عدوى بكثير» من سلالة ووهان، التي يسميها العلماء «السلالة الأصلية»، لذا فهو ينتشر 10 مرات أسرع.
وكشف تحليل أجرته شبكة «إيه بي سي» الأميركية لحالات كورونا في الولايات المتحدة أن نحو 101 شخص في البلاد أصيبوا بالفيروس كل دقيقة خلال الأيام السبعة الماضية، وقد سجلت الولايات المتحدة نحو مليون حالة جديدة ليقفز المجموع من 10 ملايين حالة إلى أكثر من 11 مليوناً حالياً. فيما بلغت الاصابات على المستوى العالمي أكثر من 54.6 مليون إصابة. لكن لحسن الحظ، أشارت بيانات الباحثين إلى أن اللقاحات قيد التطوير ستظل فعّالة ضد الطفرات.
اللقاحات والعلاجات
وعلى الرغم من هذه الدراسة، فإن السنة المقبلة ستحمل بوادر انفراجة كبيرة في مكافحة الوباء، لا سيما مع تتالي ظهور نتائج اللقاحات، والتي تظهر استجابة مناعية بنسب تفوق الـ%90.
وفي خطوة للأمام، بدأت شركة فايزر تجريب لقاحها في أربع ولايات أميركية حتى تتمكن من تسليم ونشر اللقاح الجديد. فبعد أن أثبتت فعاليتها بنسبة %90 اختارت رود آيلاند وتكساس ونيو مكسيكو وتينيسي لتجربة اللقاح وفق تنوع السكان واختلاف بنياتهم التحتية للتحصين إلا أن هذا لن يعطي هذه الولايات الأفضلية في الحصول على الجرعات حال توافرها.
أما شركة موديرنا، فلا تزال تنتظر رد شركة الدواء والغذاء الأميركية على طلبها بالاستخدام الطارئ عقب نجاح تجاربها السريرية بنسبة %94.5 في منع الاصابة.
ويبدو أن موديرنا قد تكون أقرب إلى تحقيق حلم الملايين، فلقاحها ذو الكلفة الأقل والأسهل على التنقل والصمود في ظروف متنوعة وهو ما ساهم في خفض أسهم فايزر في الأسواق.
نتائج مذهلة
وأكد أنتوني فاوتشي مدير المعهد الأميركي للأمراض المعدية أن فكرة امتلاك لقاح فعال بنسبة %94.5، رائعة بشكل مذهل ولم يتوقع أحد أن تكون جيدة إلى هذا الحد.
مضيفاً أن التكنولوجيا لن تكون مضطرّة بعد الآن إلى أن تقدّم مزيداً من الإثباتات، لافتاً أن البعض قد انتقد التجارب وكانت لديه بعض التحفظات.
التسعير ومساعي الدول
ما إن أعلنت شركة موديرنا اجتياز التجارب السريرية بنسبة فائقة، انهالت الطلبات على اللقاح الواعد فسارع الاتحاد الأوروبي إلى مفاوضة الشركة من أجل وضع سعر للجرعة الواحدة. وقرر الاتحاد بالاتفاق مع موديرنا إلى توريد جرعات بسعر أقل من 25 دولارا للجرعة، في حين ان موديرنا كانت قد اعلنت ان الجرعة الواحدة قد يصل سعرها إلى 38 دولاراً، فيما قالت فايزر ان جرعة لقاحها ثمنها 20 دولاراً.
وحذر ستيفان بانسِل رئيس شركة موديرنا الأوروبيين من أن تمديد المفاوضات لشراء جرعات من لقاحه يهدد بإبطاء عمليات التسليم، في حين تعطى الأولوية لبلدان أخرى لأنها وقعت قبل شهور. وقال «نجري مناقشات متقدمة لكننا لم نوقع بعد على عقد، وإذا لم يتم ذلك فإن عمليات التسليم الأولى لن تشمل أوروبا».
ودعت منظمة «أطباء بلا حدود» شركة «موديرنا» إلى الشفافية والالتزام بنشر تفصيل السعر وكذلك التكاليف المرتبطة بتطوير لقاحها.
إنتاج اللقاح الروسي
بدوره، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن الهند والصين قد تبدآن في إنتاج لقاح كوفيد-19 الروسي «سبوتنك-في». وذكرت وكالة تاس أن بوتين اقترح أيضا الإسراع بإقامة مركز أبحاث للقاحات للدول الأعضاء في مجموعة بريكس وهي البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا.
سامسونغ تصنّع «باملانيفيماب»
وعلى هامش نجاح لقاح موديرنا، وقعت شركة «سامسونغ بايولوجيكس» الشركة المصنعة للأدوية في كوريا الجنوبية عقد تصنيع عقار باملانيفيماب الذي طورته شركة «إيلي ليلي»، بعد أن منحت تصريح الاستخدام الطارئ.
وستعمل سامسونغ للأدوية على إنتاج كميات كبيرة من عقارات الأجسام المضادة من أجل تلبية الطلب العالمي.
واعلنت مستشفيات اميركية امس انها قيدت العلاج بعقار «باملانيفيماب» للمرضي نظراً لقلة المعروض.