(نيويورك تايمز)
أعطت إدارة الغذاء والدواء الأميركية الضوء الأخضر لأول اختبار سريع للكشف عن فيروس كورونا في المنزل ــــ من بداية الاختبار إلى نهايته ـــــ ما يمهّد مساراً محتملاً لإجراء اختبارات أكثر انتشاراً خارج أماكن الرعاية الصحية، وبالتالي اختصار الطريق نحو القضاء على الفيروس.
الاختبار طوّرته شركة Lucira Health، ومقرها كاليفورنيا، ولا يمكن للأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 14 عاماً إجراء الاختبار بأنفسهم، بل يحتاجون شخصاً لمساعدتهم، وباستخدام مسحة أنف بسيطة نسبيا، يمكن أن يقدم الاختبار نتائج في غضون نصف ساعة تقريبا، وتتوقّع الشركة أن يكلف الاختبار 50 دولاراً (ما يعادل 15 ديناراً كويتياً)، وفقا لموقع الويب الخاص بالمنتج، كما أن الجهاز يستخدم لمرة واحدة فقط. يمكن للأطباء أيضاً إجراء الاختبار على مرضاهم، بما في ذلك الأطفال دون سن 14 عاما، ومن المحتمل أن يقدموا إجابات خلال زيارة واحدة إلى مركز رعاية أو صيدلية، بدلاً من توجيه عينة يصعب جمعها من خلال المختبر. تمت الموافقة على عدد قليل من الاختبارات الأخرى من قبل إدارة الأغذية والعقاقير (FDA) لجمع العينات في المنزل، والتي يتم شحنها بعد ذلك إلى المختبر للمعالجة، لكن اختبار Lucira هو أول اختبار يزيل الحاجة إلى وسيط.
خطوة مهمة
ويقول جيف شورين، مدير مركز الأجهزة والصحة الإشعاعية التابع لإدارة الغذاء والدواء في بيان: «إن تفويض اليوم لإجراء اختبار منزلي كامل هو خطوة مهمة نحو استجابة إدارة الغذاء والدواء على الصعيد الوطني لفيروس كورونا»، مضيفاً: «الآن، سيتمكن المزيد من الأميركيين الذين قد يكونون مصابين بالفيروس من اتخاذ إجراءات فورية، بناءً على نتائجهم، لحماية أنفسهم ومن حولهم».
يُتوقع من الأشخاص الذين ثبتت إصابتهم بالفيروس أن يعزلوا أنفسهم عن الآخرين لمدة 10 أيام، من اليوم الذي تبدأ في الأعراض بالظهور، أو اليوم الذي ثبتت فيه إصابتهم بالفيروس، وفقًا لإرشادات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة.
طريقة عمله
الاختبارات المعملية التي تبحث عن المادة الوراثية لفيروس كورونا باستخدام تقنية تسمى تفاعل البلمرة المتسلسل، أو PCR، لا تزال تعتبر المعيار الأفضل للكشف عن الفيروس. لكن الاختبار المنزلي الجديد يعتمد على مبادئ مماثلة باستخدام طريقة تسمى تفاعل التضخيم الحلقي أو LAMP. مثل تفاعل البوليميراز المتسلسل (PCR)، ينسخ LAMP المواد الجينية بشكل متكرر حتى تصل إلى مستويات قابلة للاكتشاف، ما يجعل من الممكن التعرف على الفيروس حتى عندما يكون موجودًا عند مستويات منخفضة جدًا في الجهاز التنفسي. على الرغم من أنه أسرع وأقل تعقيدًا من تفاعل البوليميراز المتسلسل، إلا أنه يُعتقد عمومًا أنه أقل دقة.
يجب على الأشخاص الذين يجرون الاختبار الذي يعمل بالبطارية أن يحركوا مسحة في كل من فتحتي أنفهم، ثم يغمسوا المسحة ويقلبونها في قنينة من المواد الكيميائية.
ثم يتم توصيل هذه القارورة بخرطوشة اختبار تعالج العينة. في غضون نصف ساعة، ستضيء خرطوشة الاختبار على أنها «موجبة» أو «سلبية».
تشير الإرشادات الفدرالية إلى أن الأشخاص الذين يجرون الاختبار يجب أن يبلغوا بالنتائج لمقدمي الرعاية الصحية، والذين يجب عليهم بعد ذلك إبلاغ سلطات الصحة العامة للمساعدة في تتبع انتشار الفيروس.
رأي الخبراء
ويقول أوماري غارنر، عالم الأحياء الدقيقة السريري وخبير التشخيص في جامعة كاليفورنيا، إن «اختبارا منزليا للفيروس كان سيحدث فارقاً في القضاء على الفيروس».
وأشار الدكتور غارنر إلى أن الأخبار يجب أن تؤخذ بحذر، ولكن.. في الأشهر الأخيرة، دعا العديد من الخبراء إلى مزيد من الاختبارات المنزلية على نطاق واسع كوسيلة للمساعدة في الحد من انتشار الفيروس. لكن آخرين أثاروا مخاوف بشأن التطبيق العملي لاستراتيجية من المحتمل أن تعتمد على الاختبارات التي تضحي بدرجة من الدقة من أجل الملاءمة وبسعر معقول.
قدرة الكشف
وفقا لتعليمات المنتج، كان اختبار الشركة قادراً على الكشف بدقة عن 94 في المئة، من العدوى التي تم العثور عليها بواسطة اختبار قائم على تفاعل البوليميراز المتسلسل PCR، كما حددت بشكل صحيح 98 في المئة من الأشخاص الأصحاء غير المصابين.
كما حذرت ساسكيا بوبيسكو، خبيرة الوقاية من العدوى وعالمة الأوبئة بجامعة جورج ماسون، من «أن الاختبار المنزلي، رغم تقدمه الملحوظ، لا ينبغي اعتباره دواءً لكل داء للمساعدة في سد المزيد من الفجوات في تشخيصات فيروس كورونا»، مضيفة: «نحن بحاجة إلى المزيد من الاختبارات المعملية التي يسهل الوصول إليها والسرعة».