(جريدة القبس الكويتية)
بينما يتخوف معظم الناس من فكرة أخذ اللقاح المفترض أن يوزع قريباً، ينصح أطباء بضرورة الحصول عليه من دون التفكير أو الانتظار طويلاً.
بيتر هوتز المدير المشارك لمركز تطوير اللقاحات في مستشفى تكساس للأطفال أكد أنه سيتلقى أي لقاح قد تصرح به إدارة الغذاء والدواء الأميركية، سواء كان فايزر أو موديرنا، أو حتى أكسفورد - أسترازينيكا الذي أعلن عنه مؤخراً.
وأوضح هوتز أن جميع اللقاحات قيد التطوير تعمل بشكل مشابه في الوقت الحالي، وذلك عن طريق تحفيز استجابة مناعية لبروتين الفيروس. وفي ظل تنوع اللقاحات، وانتظار خروج لقاحات أخرى للعلن قريباً، يقول هوتز إن أحد أكثر الأسئلة التي يتلقاها طوال الوقت هو «ما هو اللقاح الذي تنتظره؟».
ويجيب هوتز: «سأتلقى أياً من تلك اللقاحات التي أتيحت لي وصرحت بها إدارة الغذاء والدواء»، مضيفاً «لا تفرط في التفكير. لا تنتظر. خذ اللقاح الذي تستطيع أن تحصل عليه».
ويأمل هوتز في تطوير لقاح صحي عالمي منخفض التكلفة، حتى تستطيع الدول الفقيرة والمتوسطة الدخل الحصول عليه، وعدم الاعتماد على إنتاج الولايات المتحدة وأوروبا. لذا، يعمل وشركة «بيولوجيكال إي» في الهند على زيادة الجرعات إلى 1.2 مليار، واختبارها على الجميع في البلاد.
وبينما يزداد عدد الإصابات بفيروس كوفيد - 19، لا سيما في أميركا، وبشكل خطير، أوضح هوتز أن الولايات المتحدة بصدد بدء تطعيم نسبة كبيرة من الناس مع نهاية العالم الحالي، وشدد على ضرورة التزام الجميع بإجراءات السلامة العامة، بارتداء الكمامة والاستمرار في التباعد الجسدي.
لماذا يرفضون اللقاح؟
يقف بعض الأشخاص موقف المتشكك الرافض للتطعيم ضد الوباء رغم انتظار الملايين حول العالم بدء عملية توزيع اللقاح، وذلك لأسباب عدة:
• غياب الثقة في الجهات الحكومية والعلمية.
• خشية الأعراض الجانبية.
• انتظار تأكيد الجهات المسؤولة صحة وسلامة اللقاح.
• سرعة تنفيذ التجارب السريرية، ما آثار القلق حيال قدرته على منع الإصابة.
• اختيارالتعافي بشكل طبيعي، ظناً بأنه أفضل لاكتساب المناعة.
• الشك في نوايا شركات الأدوية الساعية لتحقيق مكاسب مالية لا غير.
كيف يضر رفض اللقاح؟
يجمع خبراء على أن رفض أخذ اللقاح قد يسبب بعض المشاكل لدى الأفراد والجماعات بشكل خاص، فقد يعاني الرافضون للتطعيم المرض وتبعاته، الأمر الذي سيجعلهم مصدر عدوى للآخرين. والخطر الأكبر يتمثل في قضية تطوير مناعة القطيع، ما يجعل الوباء مستوطناً ومتكرر الظهور. ومن شأن الرفض أن يسبب عدم القدرة على إنهاء تفشي الوباء، إذ يجب أن تبلغ معدلات التطعيم %80 على الأقل في أي دولة.
ويحث الخبراء على لجوء الحكومات إلى استخدام طرق معينة في مواجهة هذا التردد من خلال:
• ترهيب وإلزام الجميع بأخذ اللقاح.
• بناء وتحسين الثقة في أي لقاح مستقبلي، من خلال اعتماد الصراحة والمصداقية في نشر المعلومات.
• فهم الناس لمراحل تطوير اللقاحات، والإجابة على أي أسئلة قد تكون لدى البعض.
• اطلاع المتشككين بأنفسهم على التقارير المتعلّقة بالسلامة والفاعلية للقاحات.
• الابتعاد عن مروجي نظريات المؤامرة من دون دليل واضح على صدق الادعاءات المخالفة للمنطق.
في ظل الحديث عن تقدم مذهل يحققه لقاح أكسفورد-أسترازينيكا، ظهر اسم أحد أهم المشاركين في تصنيع هذا اللقاح إلى العلن، سارة غيلبرت عالمة شابة، أم لثلاثة أطفال، أحبت الاختصاص العلمي منذ نعومة أظفارها، فدرست وكافحت إلى أن أصبحت أستاذة في معهد جينز المسؤول عن تطوير اللقاح في جامعة أكسفورد.
سارة شخص هادئ يعمل بحزم وإرادة، قالت في إحدى المقابلات إنها في سباق ضد الفيروس ليس لكسب المال إنما لمحاربة الوباء والانتهاء منه بأسرع وقت. فكّرت إحدى المرات جدياً بترك العلم والقيام بشيء مختلف، بيد أنها قررت في النهاية أن تمضي قدماً في مسيرتها.
وحسناً فعلت، فها هي تشارك في تصنيع أهم اللقاحات ضد فيروس كورونا ثبت أنه فعال بنسب مختلفة وفق عدد الجرعات، يحقق نسبة الـ70 في المئة عند أخذ جرعة واحدة ويحقق الـ90 حال أخذ جرعتين، وحديث جديد يقول إن فعالية هذا اللقاح تتحقق بشكل مذهل وأسرع إذا حقن الشخص بنصف جرعة. ومن مميزات هذا اللقاح أيضاً أنه قليل التكلفة وسهل التخزين ومناسب لكل الأعمار لا سيما كبار السن.
وقالت غيلبرت إن العمل على تطوير اللقاح استغرق بضعة أسابيع في المختبر، ثم دخلت الدفعة الأولى مرحلة التصنيع أبريل الماضي، مع توسع استخدام نظام اختبار صارم. وأضافت «لقد استخدمنا هذا اللقاح عدة مرات في الماضي، لذا لا نتوقع أي مفاجآت».
غيلبرت من أبرز المتخصصين في علم اللقاحات بالعالم:
• قضت عقدين من عمرها في إجراء البحوث وإنتاج اللقاحات والحصول على تمويل لمشاريع مستقبلية.
• حصلت على شهادة علوم الحياة من جامعة إيست أنغليا والدكتوراه في الكيمياء الحيوية.
• شاركت في بحوث قطاع التقنية الحياتية وحصلت من خلالها على خبرات في مجال صناعة وإنتاج الأدوية والعقاقير.
• حصلت على وظيفة بارزة في جامعة أكسفورد بحلول عام 1994 للعمل في مجالات علم الوراثة والطفيليات والملاريا.
• عملت في إنتاج لقاح الإنفلونزا لمصلحة جمعية ويلكوم تراست الخيرية.
• أسست مجموعة بحثية خاصة لتصنيع لقاح شامل ضد الإنفلونزا.