أعلنت دول أوروبية عدة عن تخفيف تدريجي للقيود المفروضة لاحتواء وباء كوفيد-19 مع تراجع عدد الإصابات، في إستراتيجية تقوم على اتخاذ خطوات صغيرة مع اقتراب أعياد الميلاد.
وسيرفع الإغلاق في فرنسا يوم 15 ديسمبر/كانون الأول المقبل ليحل محله حظر تجول ليلي على مستوى البلاد، كما ستتمكن المتاجر الصغيرة والمكتبات ومحلات الملابس من إعادة فتح أبوابها ضمن إجراءات أخرى يبدأ تنفيذها اعتبارا من السبت.
وقال وزير الصحة الفرنسي أوليفييه فيران إن هدف بلاده المتمثل في تسجيل 5000 إصابة جديدة بكورونا يوميا، قد يتم بلوغه بحلول الأسبوع الثاني من ديسمبر/كانون الأول، وهو ما سيسمح برفع تدريجي للقيود. وأوضح فيران خلال مؤتمر صحفي كيف أن الإغلاق الوطني الثاني لفرنسا على وشك التراجع التدريجي، مشيراً إلى أن معدل تفشي فيروس كورونا قد انخفض.
وستعود إنجلترا بعد إغلاق مستمر منذ 4 أسابيع، مطلع ديسمبر/كانون الأول المقبل إلى إستراتيجية تكيفها بحسب الوضع المحلي، مع إعادة فتح المتاجر غير الأساسية واستئناف القداس والزواج وغيرهما، على أن تترافق مع برنامج واسع لإجراء فحوص للكشف عن الفيروس.
من جهته، قال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إن "عيد الميلاد هذا العام لن يكون عاديا والطريق لا تزال طويلة حتى الربيع"، لكن الحكومة قررت الثلاثاء تخفيف بعض القيود قبل العيد وبعده بقليل في بريطانيا.
ويسجل الوضع نفسه في ألمانيا، حيث دعت المقاطعات إلى حصر الاحتفالات بعيد الميلاد ورأس السنة في 10 أشخاص كحد أقصى ينتمون إلى أسر مختلفة. ولا يدخل الأطفال دون الرابعة عشرة في التعداد، في حين توصي المناطق المختلفة بحجر المشاركين قبل هذه الأعياد وبعدها. في حين أعلنت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أنها اتفقت مع قادة الولايات الفيدرالية الست عشرة في البلاد على تمديد قيود كورونا حتى 20 ديسمبر على الأقل.
وأفادت بأنه من المرجح أن تظل الإجراءات سارية حتى يناير/كانون الثاني 2021، وقالت للصحفيين: "أرقام العدوى لا تزال مرتفعة للغاية"، لكنه سيتم تخفيف القيود جزئيا خلال عطلة عيد الميلاد. وشددت ميركل على أن ألمانيا ستجعل ارتداء الكمامات إلزاميا في جميع مناطق المشاة ذات الازدحام الشديد ومراكز المدن.
وبينما أعلنت دول أوروبية عدة تخفيف القيود مع اقتراب أعياد نهاية العام، حذّرت رئيسة المفوضية الأوروبية أرسولا فون دير لايين أمس الأربعاء الدول الأوروبية من تخفيف القيود المفروضة لاحتواء وباء كوفيد-19 بشكل "سريع جدا"، مشددة على مخاطر حصول موجة ثالثة من الإصابات بعد عيد الميلاد.
واعتبر المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض والسيطرة عليها في نشرته الأخيرة الصادرة مطلع الأسبوع، أن الوضع "مقلق بشكل خطير" في غالبية دول الاتحاد الأوروبي من بينها فرنسا وألمانيا.
وقالت فون دير لايين أمام البرلمان الأوروبي "علينا استخلاص دروس الصيف، عدم تكرار الأخطاء نفسها وعدم التخفيف بشكل سريع جدا، فالتخفيف السريع والواسع النطاق يمثل خطر حصول موجة ثالثة بعد عيد الميلاد".
وأكدت أن "عيد الميلاد سيكون مختلفا، نعم سيكون كئيبا أكثر من العادة".

