مازالت تعتبر إيطاليا الأكثر تضررا في أوروبا من جائحة فيروس "كورونا"، ويتفق الجميع من حكومة ومعارضة أن السلطات المعنية فشلت في الاستجابة لتفشي الفيروس. ويرجع ذلك بحسب رئيس تجمع حركة "الخمس نجوم" ذات الأكثرية في مجلس النواب بينو كابراس في حديث الى "الوكالة الوطنية للإعلام"، الى "عدم تصور المسؤولين لحجم الجائحة، والأخبار الأولية حول خطورة الفيروس وحتى حال الطوارىء الجزئية قوبلت بالتشكيك من قبل الجمهور والعديد من الدوائر الرسمية. كما أن الحجر الصحي غير المنسق على شمال إيطاليا أدى إلى نزوح جماعي إلى الجنوب والوسط الإيطالي ما قاد لانتشار الفيروس في هذه المناطق ولم يكن هناك تصور عن سرعة انتشار الفيروس في الأسابيع الأولى من وصوله الى البلاد".
وقال: "كان زعماء الأحزاب يتباهون ويشجعون الناس على النزول إلى الشوارع ويدعون الفاعليات الإقتصادية والسياحية لـ"الإستعداد لاستقبال ملايين السياح".
وحول انتقال الفيروس من الشمال إلى الوسط والجنوب، أشار كابراس الى أن "بين 3 و7 آذار ونتيجة فرض حجر صحي جزئي في الشمال، هرب عشرات الآلاف من الذين يعيشون ويعملون في الشمال إلى بقية المناطق الإيطالية حيث انتشر الوباء".
وقال: "هذا ما حدث أيضا في إسبانيا التي لم تتعلم من التجربة السلبية الإيطالية. لا شك في أن البلدين يشتركان في العديد من الخصائص، فكلاهما يتميزان بمواطنين اجتماعيين للغاية ومدن كثيفة السكان وتفاعلات اجتماعية حميمة جماهيريا وعدد كبير من كبار السن. وكلا البلدان استهانتا بقدرة الفيروس على الانتشار السريع ما دفع بسرعة أنظمة الرعاية الصحية فيهما إلى حافة الانهيار".
وقد أضاف: "في إيطاليا استغرق الأمر نحو 3 أسابيع منذ اكتشاف أول حالة إصابة بكورونا في 21 شباط الماضي كي تتمكن من إغلاق جميع المؤسسات غير الضرورية وحظر الحركة العامة غير الملحة على مستوى البلاد".
في سياق متصل، أعلن المدير العام للدفاع المدني أنجيلو بوريلي عن حصيلة يوم أمس من إصابات جديدة ووفيات ومتعافين.
وقال إنه توفي أمس 566 مصابا ليصل عدد الوفيات إلى 20465، وسجلت أمس 1362 اصابة جديدة ليصل عدد المصابين الإجمالي بين متوفين ومرضى ومتماثلين للشفاء الى 103616 شخصا تعافى خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية 1224 ليصل مجموع المتعافين الى 35435 شخصا. وقال: "كما نرى، يرتفع عدد المتماثلين للشفاء وينخفض عدد المصابين لكن حالات الوفاة ما زالت عالية وهي تعود لكبار السن الموجودين معظمهم في المستشفيات".

