نقلا عن الجزيرة نت - أيوب الريمي
تصدرت بريطانيا دول العالم في منح الترخيص للقاح "فايزر-بيونتك" (Pfizer-BioNTech) للاستعمال على نطاق واسع، وذلك في خطوة تؤذن ببداية مواجهة فيروس كورونا المستجد.
ورغم السرعة التي تمت بها عملية المصادقة على هذا اللقاح الذي تبلغ نسبة فعاليته 95%، فإن السلطات الصحية تؤكد أن عملية الترخيص احترمت كل معايير السلامة، وأشرفت عليها مؤسسات معروفة بأمانتها العملية على الصعيد العلمي.
ومن المتوقع أن تحقن أولى جرعات اللقاح في أجسام البريطانيين بدءا من الأسبوع المقبل، في عملية يعترف وزير الصحة البريطاني مات هانكوك بأنها لن تكون سهلة "لكنها تعد تطورا عظيما".
ومن خلال النقاط الآتية نستعرض كل ما نعرفه حتى اللحظة عن هذا اللقاح وعملية التلقيح الأولى في العالم.
مَن الجهة التي منحت الترخيص للقاح "فايزر-بيونتك"؟
لا يمكن للحكومة البريطانية التحرك لتوزيع اللقاح دون الحصول على ترخيص من هيئة الرقابة على الأدوية والمنتجات الطبية البريطانية التي أعلنت في ندوة صحفية أن اللقاح آمن للاستعمال ولا يشكل خطرا على الصحة العامة.
وتعد هذه الهيئة مؤسسة مستقلة عن الحكومة وتضم كبار العلماء في الأدوية والمناعة. وتقول الهيئة إنها درست كل البيانات المتعلقة باللقاح، ولم يكن هناك أي استعجال في منح الترخيص الذي كان في السابق يتطلب 10 سنوات قبل منحه.
لماذا كانت بريطانيا السباقة إلى منح الترخيص مقارنة ببقية الدول الأوروبية؟
"هذا بفضل البريكست"، والتصريح هنا لوزير الصحة البريطاني مات هانكوك، والقصد من هذا التصريح أن بريطانيا سنّت تشريعا لمنح هيئة الرقابة على الأدوية في البلاد صلاحية الترخيص للأدوية واللقاحات دون العودة للمؤسسات الأوروبية، وذلك خلال المرحلة الانتقالية من البريكست التي تنتهي مع نهاية الشهر الحالي، مما منح بريطانيا استقلالية في اتخاذ قرارها بعيدا عن هيئة الأدوية الأوروبية التي قالت إنها ستدرس طلب الترخيص للقاح "فايزر" نهاية الشهر الحالي.
متى ستبدأ عملية التلقيح في بريطانيا؟
تقول وزارة الصحة البريطانية إن عملية التلقيح سوف تنطلق بداية الأسبوع المقبل، بعد وصول 800 ألف جرعة من بلجيكا، على أن تصل شحنات ثانية قبل نهاية الشهر الحالي. ومن المتوقع أن تحصل بريطانيا على 40 مليون جرعة من لقاح فايزر مع بداية العام المقبل، وهي جرعات كافية لتطعيم 20 مليون مواطن، على اعتبار أن كل شخص يحتاج إلى جرعتين مع فارق 21 يوما بينهما، ولن تبدأ فعالية اللقاح إلا بعد أسبوع.
من أولى الفئات التي ستحصل على اللقاح؟
سيكون العاملون في قطاع الصحة والمرضى في المستشفيات أول من يحصل على اللقاح، والسبب هو أن اللقاح من السهل تخزينه في المستشفيات الكبرى بالنظر لحاجته إلى البقاء في درجة تبريد تبلغ 70 تحت الصفر.
وبعد وصول شحنات أخرى من الجرعات، ستكون هناك قائمة بالفئات التي لها الأولوية في الحصول على اللقاح، بدءا بدور العجزة والعاملين فيها، ثم الأشخاص ما فوق 80 سنة، والعاملين في الصف الأول لمواجهة الفيروس، ثم بعدهم الفئة ما فوق سن الـ70 والأشخاص الأكثر هشاشة أمام الفيروس، بسبب أمراض مزمنة، وهكذا سيتم الانتقال إلى الفئة الأصغر ثم الأصغر، وصولا إلى سن الـ50.
وتشكل هذه الفئات أكثر من 95% من الوفيات بسبب كورونا، وذلك حسب لجنة اللقاح والمناعة البريطانية.
كيف ستتم عملية التلقيح؟
ستوجه الحكومة البريطانية رسالة لكل من له الأولوية في الحصول على اللقاح، والبداية ستكون في المستشفيات الكبرى بالنظر لتوفرها على إمكانيات التخزين والتبريد، بعد ذلك ستنتقل العملية إلى المستوصفات المحلية، كما ستنشئ الحكومة مراكز تلقيح كبرى.
ومن المتوقع أن المرحلة الثانية للتلقيح على نطاق واسع ستعرف تشغيل مراكز طبية طوال أيام الأسبوع ابتداء من الثامنة صباحا حتى الثامنة مساء، لتلقيح الملايين من الناس، ولهذا سيتم توظيف 300 ألف متطوع للمساعدة في هذه العملية.
وحسب توقعات وزير الصحة فإن هذه العملية سوف تساعد على عودة جزء كبير من الحياة الطبيعية بحلول شهر أبريل/نيسان المقبل.
ما المراحل التي مر بها اللقاح قبل الوصول إلى مرحلة الترخيص؟
حسب هيئة الرقابة على الأدوية والمنتجات الطبية، فإن عملية ترخيص اللقاح مرت بـ4 مراحل، أولها دراسة بيانات التجارب السريرية في مراحلها الثلاث، ثم مراقبة جودة تصنيع اللقاح، ثم الحصول على عينات من اللقاح بعد مرحلة التصنيع، وأخيرا اختبار المنتج النهائي.
وتمت عملية الترخيص بهذه السرعة، لأن الأولوية كانت للقاح وتركزت كل الجهود عليه دون غيره من الأدوية أو اللقاحات، وبعد حصوله على موافقة هيئة الرقابة على الأدوية والمنتجات الطبية مرّ اللقاح أيضا عبر لجنة الأدوية البشرية، قبل الترخيص للحكومة باستعماله، ليكون لقاح "فايزر" أسرع لقاح في التاريخ يحصل على الترخيص.
لماذا تأخر لقاح أكسفورد بريطاني الصنع؟
راهنت الحكومة البريطانية ولا تزال على لقاح جامعة أكسفورد، ليكون اللقاح الأول والأكثر استعمالا في مواجهة فيروس كورونا، ولهذا فقد عقدت صفقة للحصول على 100 مليون جرعة منه مقابل 40 مليون جرعة من لقاح "فايزر"، وسبب تأخر حصول لقاح أكسفورد على الترخيص هو سعي القائمين عليه لتحديد الجرعة الكافية لتحقيق 90% من الفعالية.
وعكس لقاح فايزر الذي يحتاج أي شخص إلى جرعتين منه ستكون جرعة واحدة من لقاح أكسفورد كافية لتحقيق المناعة كما أن ثمن الأخير أرخص بـ5 أضعاف تقريبا.
وتقدّم لقاح أكسفورد هو الآخر بطلب ترخيص في بريطانيا ومن المتوقع أن يتم منحه الموافقة خلال الأسبوعين المقبلين.