(صحيفة الغارديان البريطانية)
قالت صحيفة The Guardian البريطانية، إن 9 من أصل كل 10 أشخاص في الدول منخفضة الدخل لن يحصلوا على لقاح كورونا على الأرجح خلال العام المقبل، لأنّ غالبية اللقاحات الواعدة التي دخلت حيّز الإنتاج قد اشتراها الغرب وفقاً للحملات الحقوقية.
تقرير للصحيفة البريطانية نُشر أمس الأربعاء 9 ديسمبر/كانون الأول 2020، أشار إلى أنه مع حصول أوائل الأشخاص على اللقاح داخل المملكة المتحدة، حذّر تحالف People’s Vaccine Alliance من أنّ صفقات الدول الغنية ستترك الدول الأفقر تحت رحمة الفيروس المتفشي.
سيطرة الدول الغنية على لقاح كورونا
فقد اشترت كندا مثلاً جرعات لكل فرد من السكان أكثر من غيرها من الدول، بكميةٍ تكفي لتلقيح كل كندي 5 مرات، وفقاً للتحالف الذي يضُم منظمة العفو الدولية وFrontline AIDS وGlobal Justice Now وOxfam.
إذ أمّنت الدول الغنية التي تُمثّل 14% فقط من سكان العالم نسبة 53% من أكثر اللقاحات الواعدة.
بينما قالت مديرة السياسة الصحية في Oxfam آنا ماريوت: “لا يجب حرمان أحد من لقاح كورونا ينقذ الحياة بسبب الدولة التي يعيش فيها أو كمية الأموال التي يمتلكونها. ولكن ما لم يتغيّر شيء فجأة، فلن يحصل مليارات البشر حول العالم على لقاحٍ فعّال وآمن ضد كوفيد-19 خلال السنوات المقبلة”.
ستذهب كامل إمدادات لقاح كورونا لشركتي Pfizer وBioNTech تقريباً إلى الدول الغنية، حيث اشترى الغرب نحو 96% من إجمالي الجرعات. بينما يستخدم لقاح Moderna تقنيةً شبيهة، يُزعم أيضاً أنّ لها نسبة فاعلية تصل إلى 95%، وستذهب بالكامل وحصرياً إلى الدول الغنية.
أسعار كلا اللقاحين باهظةٌ للغاية، كما سيتعقّد الوصول إليها في الدول الأقل دخلاً نتيجة درجات الحرارة شديدة الانخفاض المطلوبة لتخزينها.
الدول الفقيرة تلجأ للقاحات أقل تكلفة
على الجانب الآخر يأتي لقاح شركة AstraZeneca وجامعة أكسفورد، الفعال بنسبة 70%، والذي يظل مستقراً في درجة حرارة الثلاجة العادية، كما أنّ سعره منخفضٌ عن عمد من أجل تسهيل الوصول إليه عالمياً.
إذ قال المصنعون إنّ 64% من الجرعات ستذهب لسكان العالم النامي. وقد أشاد الحقوقيون بهذا الالتزام، لكنّهم قالوا إنّ شركةً واحدة لن تستطيع بمفردها تلبية الطلب العالمي بأكمله. وفي أفضل تقدير، سيصل لقاح AstraZeneca وجامعة أكسفورد إلى 18% من سكان العالم فقط خلال العام المقبل.
استخدم التحالف بيانات شركة Airfinity للتحليلات والمعلومات العلمية من أجل تحليل الصفقات العالمية مع أبرز تسعة لقاحات مرشحة. ووجدوا أن 67 من الدول المتوسطة والأقل دخلاً تُخاطر باحتمالية أن تتخلّف عن الركب بالتزامن مع تقدم الدول الغنية في اتجاه باب الهروب من الجائحة.
بينما أبلغت 5 دول من الـ67 -كينيا وميانمار ونيجيريا وباكستان وأوكرانيا- عن نحو 1.5 مليون حالة إجمالاً.
دعوات لتعميم اللقاح حول العالم
يرغب الحقوقيون في أن يُشارك مُصنّعو لقاح كورونا تقنياتهم وملكيتهم الفكرية عبر بوابة الوصول إلى تقنيات كوفيد-19 التابعة لمنظمة الصحة العالمية. ما سيسمح بصنع مليارات إضافية من الجرعات بسعرٍ أقل لدول العالم النامي.
إذ حصلت لقاحات AstraZeneca مع جامعة أكسفورد، وModerna، وPfizer مع BioNTech على تمويلٍ من العامة بقيمة تتجاوز الخمسة مليارات دولار من أجل تطوير اللقاحات. ما يعني أن عليهم مسؤولية التحرك بما يصب في الصالح العام العالمي.
بينما قالت مهجة كمال ياني من التحالف: “تمتلك الدول الغنية ما يكفي من الجرعات لتلقيح الجميع ثلاث مرات، بينما لا تمتلك الدول الفقيرة ما يكفي لتلقيح العاملين في الرعاية الصحية والأشخاص الأكثر عرضةً للخطر. والنظام الحالي، حيث تستخدم شركات الأدوية التمويل الحكومي في الأبحاث، يحافظ على الحق الحصري للشركات في الحفاظ على سرية التقنية لتعزيز الأرباح، ما قد يكلف الكثيرين حياتهم”.
فيما قال ستيف كوكبيرن، مدير العدالة الاقتصادية والاجتماعية في منظمة العفو الدولية: “إن ثقافة تكديس لقاح كورونا النشطة تُقوّض الجهود العالمية لضمان حماية الجميع في كل مكان من كوفيد-19. وتمتلك الدول الغنية التزامات واضحة تجاه حقوق الإنسان لتُثنيها عن مثل هذه التصرفات التي قد تضر بحصول الآخرين على اللقاحات، إلى جانب ضرورة أن تتعاون وتُوفّر المساعدة للدول الأكثر حاجة”.