المصدر: لوباريزيان
ترجمة: الجزيرة نت
قالت صحيفة لوباريزيان (Le Parisien) الفرنسية إن صوت مناهضي لقاحات كورونا بدأ يرتفع على الشبكات الاجتماعية، في الوقت الذي اقتربت فيه حملة التلقيح ضد كوفيد-19 من بدايتها، وإن كثيرا من الفرنسيين المترددين يمكن أن تقنعهم بالعدول عن اللقاح نظريات المؤامرة.
وانطلقت الصحيفة من نقاش حول "كتاب" ظهر على اليوتيوب، وقالت إن تيري كاسنوفا المعروف بتصريحاته المناهضة للتلقيح والمراقب من قبل الشرطة، هو من نظمها، غير أن المفاجئ فيها كان وجود طبيب الطوارئ لوي فوشي من مستشفى لاكوسبسيون بمارسيليا.
وقال هذا الطبيب أثناء النقاش الذي استغرق ساعة ونصف الساعة وتطرق إلى الوباء الحالي، إنه يتحدث باسمه الشخصي لأنه لا يريد أن يفقد وظيفته، وتابع أن "النظام يريد أن يسيطر على حياة الناس، ويفرض شهادة تلقيح تحمل في طياتها عناصر نانوية، والأمر قيد الدراسة".
وقد انتشر هذا التسجيل -حسب الصحيفة- وشاهده أكثر من 100 ألف شخص، وقد رد عليه كريل فيدال، رئيس رابطة "فيك ميد" التي تضطلع بفضح المعلومات المغلوطة التي أصبحت تنتشر بسرعة، وقال إن "فوشي قدم نفسه كمخلص، مستخدما تصريحات تنضح بنظريات المؤامرة، من المنطق نفسه الذي يقول إنهم يكذبون علينا وكل هذا يدخل في إطار مؤامرة ما".
ومنذ ظهور الوباء، وفي الوقت الذي تتأهب فيه فرنسا لحملة التلقيح ضد كوفيد-19، وضجة مناهضي التلقيح في تصاعد مقلق، يتجلى -حسب الصحيفة- في ظهور مئات المجموعات على فيسبوك، وتهديدات تصل إلى الأطباء، وكثير من الشائعات، علما أن هؤلاء يمثلون ما بين 5% و10% من السكان، حسب الأكاديمية الطبية.
تسونامي
وتقول الناشطة على فيسبوك باسكال إن "هذه الحركة كانت مجرد موجة قبل عامين، أما الآن فهي مد كبير (تسونامي)، وقد تحولت إلى حركة سياسية مناهضة للحكومات تغري كل المتطرفين".
ورغم أن حوالي نصف السكان لا يحبون فكرة التلقيح -حسب بعض استطلاعات الرأي- فإن بعض الرابطات والجمعيات تخشى أن يتحولوا، تحت تأثير خطاب مناهضي اللقاحات، إلى أتباع لنظريات المؤامرة، "لأن عددا من الناس القلقين يعثرون على مواقعهم ويدخلون في دوامة المعلومات المغلوطة، خاصة أن مناهضي التلقيح يحسبون أنفسهم باحثين عن الحقيقة وأشخاصا مهمين"، كما تقول باسكال.
وتتساءل الصحيفة كيف يمكن إقناع مثل هؤلاء ما دام الأطباء أنفسهم يقدمون خطابا متناقضا؟ لترد باسكال بأن "هذا الأمر يعقد مهمتنا"، وقبل فترة وجيزة أقيل رئيس مصلحة في مستشفى بباريس بسبب تصريحات غير مناسبة، حسب الصحيفة.
ومنذ مارس/آذار الماضي، فتحت 3 تحقيقات لها علاقة بكورونا، وبدا أن وراءها أشخاصا أو منظمات معروفة بخطابها وتحركاتها المثيرة للمشاكل، ليس في مجال الصحة فحسب، بل أيضا فيما يتعلق بالتعامل مع شخصيات هشة تقع تحت سيطرتهم.
ردود الفعل
وعند سؤال الصحيفة عن ردود الفعل المتخذة، يجيب جان فرانسوا ماتاي، رئيس الأكاديمية الطبية بأنهم "سوف يشكلون بعد أسابيع لجنة للتفكير لتقدم حصرا لردود الفعل الممكنة"، وفي انتظار ذلك، هناك أطباء وصيادلة ومواطنون ومرضى ينظمون أنفسهم، حسب الصحيفة.
ويقول كريل فيدال إنهم "بالفعل يودون لو تتخذ الحكومة ورابطة الأطباء بعض الإجراءات ضد العلماء المغشوشين، خاصة أن هناك كثيرا من الناس يريدون القيام بشيء ما، ولكن دون مساعدة، يبدو أن أننا نصارع طواحين الهواء".
وختمت الصحيفة بما قاله وزير الصحة من أنهم سيعتمدون على الأطباء من أجل نشر المعلومات الصحيحة بين الفرنسيين، أما بالنسبة لتوحيد جهودنا مع جهود الروابط والجمعيات، "فسنرى كيف يمكن أن نعمل ذلك، ولكن التلقيح لا ينبغي أن يقتصر على معركة بين جهتين".