(جريدة الأخبار اللبنانية)
لا قدرة للبنان على إجراء الفحوص التشخيصية لتتبّع الطفرة الجديدة لفيروس كورونا، وفق رئيس لجنة الصحة النيابية النائب عاصم عراجي. وذلك لأنّ المختبرات التي تملك التقنيات اللازمة في البلاد نادرة جداً، مشيراً الى أن «الكشف التفصيلي عن المُصابين الآتين من بريطانيا جاء بعد إرسال عيّناتهم إلى الخارج».
يعني ذلك أن صعوبات كبيرة ستعترض السعي إلى تتبّع المصابين بـ«النسخة الجديدة» من الفيروس، خصوصاً مع خاصيّة سرعة الانتشار التي ترافق الطفرة الجديدة، في ظل عدم تعليق الرحلات الآتية من بريطانيا. وفيما أسقط مجلس الوزراء خيار تعليق الرحلات الآتية من لندن، «معقل» الطفرة الجديدة، لا يبدو أن نهجاً جديداً ستتبعه السلطات المعنية إزاء تداعيات الوباء الذي أصاب حتى الآن نحو 173 ألفاً من المُقيمين في لبنان، مع إعلان وزارة الصحة أمس، تسجيل 1594 إصابة جديدة (47 منها وافدة) وتسجيل 15 وفاة (إجمالي الضحايا 1409). ذلك أنّ الإجراءات الحالية التي يتم درسها لا تختلف عن تلك التي اعتمدت سابقاً. هكذا، يعود مثلاً الحديث عن الإقفال بعد فترة الأعياد، فيما يُهمّش خيار إقفال مركز تجاري كبير لا يلتزم بإجراءات الوقاية. كذلك، يُعاد النقاش حول منع التجول الليلي، فيما يغيب خيار المنع التام لإقامة حفلات الزفاف والمناسبات الاجتماعية.
يقول عراجي إن خيار الإقفال يبقى مرهوناً بعدد أسرّة العناية الفائقة المخصصة لمرضى كورونا، «فإذا ما بلغت نسبة الإشغال بين 90% و95%، عندها لا يبدو أنه سيكون هناك بديل منه قبل وصول جرعات اللقاحات إلى لبنان منتصف شباط المُقبل».
وفق المعطيات الرسمية، فإنّ عدد أسرة العناية الفائقة المخصصة لمرضى «كوفيد - 19» ارتفعت إلى نحو 475 سريراً (بعد أن كان عددها عقب إعادة فتح الإقفال الأخير 450 سريراً)، فيما تُشير أرقام وزارة الصحة إلى وجود 420 مريضاً يقيمون في غرف العناية الفائقة. هذا الأمر يعني أن نسبة الإشغال تبلغ حالياً نحو 88.4%، فيما تشير كل التقديرات إلى «سهولة» الوصول إلى نسبة الإشغال التي تتجاوز 90% ما لم يتم كبح عدّاد الإصابات الذي قاد لبنان إلى المرتبة الخمسين عالمياً.
وبالعودة إلى اللقاح، أعلن الوزير حسن، أمس، عقب لقائه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، حجز لبنان نحو مليوني جرعة من لقاح «فايزر»، لافتاً إلى أن هذه الكميات «تكفي نحو 20% من اللبنانيين المُقيمين».