(جريدة الأخبار اللبنانية)
حسم وزير الصحة حمد حسن، أمس، النقاش حول إقفال مطار رفيق الحريري الدولي أو تعليق الرحلات الآتية من بريطانيا، في محاولة لفرملة انتشار وباء «كورونا» الذي حصد حتى الآن حياة 1430 شخصاً مع تسجيل 21 وفاة جديدة أمس. حسن أكّد أن مسألة إقفال المطار بعد الأعياد «خارجة عن النقاش»، لافتاً إلى أن ما يجب اعتماده هو «تطبيق الإجراءات اللازمة التي تتخذها وزارة الصحة بالنسبة الى الوافدين والمُقيمين». ورأى أن التجارب السابقة أوصلت إلى «خلاصة حتمية: ملاحقة البؤر الوبائية في المناطق التي تسجل أعداد إصابات محددة والعمل على تتبّعها ومعالجتها أو إقفال تلك الأماكن». ولفت الى أن «الكورونا المتحولة منتشرة في أكثر من 12 دولة، والإجراءات المتخذة هي نفسها المطبّقة مع كوفيد 19 (...)». بذلك، لا يكون وزير الصحة قد استبعد خيار إقفال المطار بعد الأعياد فحسب، وإنما مهّد لـ«تنييم» خيار الإقفال التام الذي بات يتعزز يومياً مع استمرار تسجيل أعداد كبيرة من الإصابات، وآخرها ما أعلنته الوزارة أمس عن تسجيل 2298 حالة جديدة (17 وافدة) رفعت عدد المُصابين الفعليين إلى أكثر من 48 ألفاً، فيما بات عدد المقيمين في غرف العناية الفائقة 426 مريضاً (من أصل 475 سريراً).
استبعاد إقفال المطار والإقفال التام والترويج للعودة إلى «عزل المناطق التي تشهد تسجيل بؤر وبائية محدودة بهدف محاصرتها»، على ما قال حسن عقب ترؤّسه اجتماعاً للمراقبين الاختصاصيين الصحيين التابعين للوزارة، يأتي في ظل ارتفاع كبير مرتقب للأعداد بعد الأعياد باعتراف الوزير نفسه الذي أشار الى أنه «واضح أن لبنان بعد العاشر من كانون الثاني سيسجل ارتفاعاً في أعداد الإصابات».
والجدير ذكره أن خيار عزل المناطق لم يعكس نتائج فعالة على العدّاد «نتيجة تداخل طبيعة القرى والخلل الذي أصاب عملية إدارة البلديات لهذا الملف»، وفق مصادر طبية معنية. وعليه، فإنّ المطلوب في المرحلة الحساسة المقبلة تغيير الآليات أو تفعيل تطبيقها على الأقل. ولعلّ حساسية هذه المرحلة تتجلّى بارتفاع معدلات الوفيات في لبنان (207 في المليون) وهو معدل يفوق ذلك المُسجّل في الهند (107 في المليون) التي تحتل حالياً المرتبة الثانية عالمياً لجهة تسجيل الإصابات بعد الولايات المتحدة (أكثر من عشرة ملايين إصابة).