(جريدة الأخبار اللبنانية)
30 سريراً للعناية الفائقة المُخصّصة لمرضى كورونا جرى إشغالها خلال الساعات الـ 24 الماضية، ما رفع عدد الأسرّة المشغولة إلى 451 سريراً من أصل 475، ما يعني أن 24 سريراً فقط لا تزال شاغرة.
ارتفاع نسبة الإشغال يعود إلى المسار التصاعدي الكبير الذي تسلكه أعداد الإصابات اليومية. فقد أعلنت وزارة الصحة، أمس، تسجيل 2878 إصابة (22 منها وافدة)، فيما سُجّلت 13 وفاة وصل معها إجمالي الضحايا إلى 1443.
صحيح أن ارتفاع تسجيل الإصابات يعود إلى ارتفاع نسبة الفحوصات (21 ألفاً و700 فحص) بسبب التهافت على إجراء التحاليل المخبرية للحصول على «صك» يسمح بالسهر في النوادي والمراكز خلال فترة الأعياد، إلّا أنه يُعدّ مؤشراً الى حجم الانتشار الوبائي، ما يتطلّب رفع درجة التأهب لفرملة عدّاد الإصابات التي سترتفع بشكل كبير بعد العاشر من كانون الثاني المُقبل، على ما أكد وزير الصحة حمد حسن قبل يومين.
القلق الذي تثيره هذه المعطيات انعكس في البيان الصادر عن نقابة الممرضات والممرضين في لبنان، أمس، والذي حذّر من «مغبة الاستهتار والتراخي والفوضى التي من الممكن أن تكون نتائجها وتداعياتها خطيرة جداً في المرحلة المُقبلة»، مُشيرةً إلى أن الحالة الوبائية «لا تزال مستمرة وناشطة ولا يوجد ما يبرر العبث أو التضحية بالصحة من أجل تمضية فترة الأعياد».
وفيما أشارت النقابة إلى أن الأسرّة في المُستشفيات شارفت على الوصول إلى قدرتها الاستيعابية، أوضحت أن التهافت على إجراء فحوصات الـ PCR لتمضية فترة الأعياد «لا يشكل أي حماية من العدوى، بل يزيد الخطر لأن بعض المصابين الذين يشكلون مصدر عدوى لغيرهم قد تأتي نتائجهم أحياناً سلبية إذا أجري الفحص قبل خمسة أو سبعة أيام من التقاط الفيروس». وناشدت «جميع المواطنين التحلّي بأقصى درجات الحيطة وتحمّل المسؤولية باعتبارها مسؤولية عامة تتعلق بكل المجتمع، والتضحية ببعض العادات والمناسبات للوصول الى برّ الأمان لأن الصحة لا يمكن تعويضها».
تقاطع ذلك مع «صرخة» أطلقها نقيب أطباء لبنان في بيروت البروفيسور شرف أبو شرف، في مؤتمر صحافي أمس، مُطالباً بإغلاق النوادي والملاهي الليلية ليلة رأس السنة. ولفت أبو شرف الى ارتفاع الإصابات في صفوف الأطباء، إذ إن عشرة أطباء حتى الآن توفّوا جراء الفيروس، فيما يقيم 15 طبيباً في العناية المُشدّدة وأكثر من 200 في الحجر المنزلي «والحبل على الجرار». وأضاف: «إذا بقي هذا العدد في تصاعد، فلن يبقى هناك أطباء اختصاصيون يعالجون المرضى، ولا أماكن أو أسرّة في المستشفيات، فيصل المصابون إلى باب المستشفى ولا يجدون سريراً أو من يستقبلهم في أقسام العناية الفائقة (...)».