نقلا عن الجزيرة نت
الخميس 31 ديسمبر/كانون الأول هو الذكرى الأولى لتسجيل أولى حالات فيروس كورونا المستجد المسبب لمرض كوفيد-19، فما حدث خلال عام؟ وما قصة كورونا؟ وكيف لاعب العالمَ كما يلاعب الفأر القط؟
ونأخذكم اليوم في رحلة نستعيد فيها بعض أبرز المحطات في قصة هذه الجائحة، ونتطلع فيها إلى المستقبل مستشرفين 2021، وهل سيكون العام الذي يلتقط فيها القط الفأر ويريح البيت من شروره؟
وبدأت القصة، حيث بلغت اللجنة الصحية البلدية في ووهان الصينية عن مجموعة حالات إصابة بالالتهاب الرئوي بالمدينة الواقعة في مقاطعة هوباي. أدى ذلك لاحقا إلى اكتشاف فيروس كورونا المستجد، وذلك وفق منظمة الصحة العالمية.
1 يناير/كانون الثاني 2020
أنشأت الصحة العالمية فريق دعم إدارة الحوادث على نطاق المستويات الثلاثة للمنظمة: المقر الرئيسي، المقار الإقليمية، المستوى القُطري، وذلك لوضع المنظمة على مسار طارئ للتصدي للفاشية.
4 يناير/كانون الثاني
المنظمة تنشر على وسائل التواصل الاجتماعي خبر ظهور مجموعة حالات إصابة بالالتهاب الرئوي، دون تسجيل وفيات، في مدينة ووهان.
5 يناير/كانون الثاني
كما تبث أول خبر عن الفيروس الجديد عبر صفحتها "أخبار عن فاشيات الأمراض" وهو منشور تقني رئيسي موجه للأوساط الصحية العلمية والعامة، فضلا عن وسائل الإعلام العالمية. وتضمن المنشور تقييما للمخاطر، ومشورة المنظمة، وأفاد بما أبلغت به الصين المنظمة عن حالة المرضى والاستجابة في مجال الصحة العمومية لمجموعة حالات الالتهاب الرئوي في ووهان.
10 يناير/كانون الثاني
منظمة الصحة تصدر حزمة متكاملة من الإرشادات التقنية الإلكترونية تتضمن نصائح للبلدان بشأن كيفية اكتشاف الحالات المحتملة وفحصها وتدبيرها العلاجي، استنادا إلى المعارف التي كانت متاحة عن الفيروس في تلك المرحلة. وتم إرسال الإرشادات إلى مديري الطوارئ بالمكاتب الإقليمية لتعميمها على ممثلي المنظمة في البلدان.
وكانت البينات حينها تشير إلى "انتقال معدوم أو محدود بين البشر". وبناء على الخبرات المكتسبة في فاشيتي متلازمة الالتهاب التنفسي الحاد "سارس" Severe Acute Respiratory Syndrome (SARS ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية "ميرس" Middle East respiratory syndrome coronavirus (MERS-CoV) وأنماط الانتقال المعروفة للفيروسات التنفسية، أصدرت المنظمة إرشادات بشأن الوقاية من العدوى ومكافحتها لحماية العاملين الصحيين، متضمنة توصيات بأخذ الاحتياطات اللازمة للحماية من القطيرات والملامسة عند رعاية المرضى، والاحتياطات اللازمة للحماية من الانتقال عبر الهواء في إجراءات الرعاية المولدة للرذاذ التي يجريها العاملون الصحيون.
12 يناير/كانون الثاني
الصين تنشر على الملأ التسلسل الجيني للفيروس المسبب لكوفيد-19.
13 يناير/كانون الثاني
المسؤولون في تايلند يؤكدون أول حالة إصابة بمرض كوفيد-19، وكانت أول حالة تسجل خارج الصين.
14 يناير/كانون الثاني
رئيسة الفريق التقني للاستجابة لدى منظمة الصحة تشير، في إحاطة إعلامية، إلى احتمال حدوث انتقال محدود بين البشر لفيروس كورونا الجديد (في 41 حالة مؤكدة) بين أفراد الأسرة الواحدة بشكل أساسي، وإلى احتمال حدوث فاشية أوسع نطاقا. وأشارت إلى أن الانتقال البشري لن يكون مستغربا في ضوء تجربتي سارس وميرس وغيرهما من العوامل المسببة للأمراض التنفسية.
20-21 يناير/كانون الثاني
خبراء الصحة العالمية من مكاتبها الإقليمية في الصين وغرب المحيط الهادي يقومون بزيارة ميدانية قصيرة إلى ووهان.
22 يناير/كانون الثاني
بعثة منظمة الصحة إلى الصين تصدر بيانا تؤكد فيه وجود بينات على انتقال العدوى بين البشر في ووهان، مع الحاجة إلى إجراء المزيد من التحريات لفهم النطاق الكامل لنمط الانتقال.
22-23 يناير/كانون الثاني
المدير العام لمنظمة الصحة ﺗﻳدروس أدﻫﺎﻧوم ﻏﻳﺑرﻳﺳوس يعقد اجتماعا للجنة الطوارئ المشكلة بموجب اللوائح الصحية الدولية (2005) لتقييم ما إذا كانت الفاشية تشكل أحد طوارئ الصحة العمومية التي تثير قلقا دوليا. ولم يتوصل الأعضاء المستقلون من شتى أنحاء العالم إلى توافق آراء استنادا إلى البينات التي كانت متاحة في تلك المرحلة. وطلبوا إعادة انعقاد اللجنة في غضون 10 أيام بعد تلقي المزيد من المعلومات.
28 يناير/كانون الثاني
وفد رفيع المستوى من المنظمة يترأسه ﻏﻳﺑرﻳﺳوس يزور بكين للقاء القيادات الصينية، والإحاطة بالمزيد من المعلومات عن الاستجابة الصينية، وعرض المساعدة التقنية.
أثناء الزيارة، اتفق ﻏﻳﺑرﻳﺳوس مع القيادات الصينية على إيفاد فريق دولي من نخبة العلماء لزيارة البلاد في بعثة تهدف إلى تحقيق فهم أفضل للسياق والاستجابة الإجمالية وتبادل المعلومات والخبرات.
30 يناير/كانون الثاني
غيبريسوس يعقد من جديد لجنة الطوارئ، قبل انقضاء الأيام العشرة المقررة، وبعد يومين فقط من صدور التقارير الأولى عن وجود انتقال محدود للعدوى من شخص لآخر خارج الصين. وقد توصلت اللجنة لتوافق بالآراء وأشارت على المدير العام بأن الفاشية تشكل طارئة صحية عمومية تثير قلقا دوليا، والذي بدوره وافق على التوصية وأعلن أن فاشية فيروس كورونا المستجد-19 تشكل بالفعل أحد الطوارئ الصحية العمومية التي تثير قلقا دوليا. وهي المرة السادسة التي تعلن فيها المنظمة عن طوارئ كهذه منذ دخول اللوائح الصحية الدولية حيز النفاذ عام 2005.
11 فبراير/شباط
تمت تسمية المرض الذي يسببه فيروس كورونا باسم كوفيد-19، وذلك وفق تقرير للكاتب ديريك بريسون تايلور في نيويورك تايمز. واقترحت الصحة العالمية اسما رسميا للمرض الذي يسببه الفيروس: Covid-19، وهو اختصار يشير إلى مرض فيروس كورونا 2019. ولا يشير الاسم إلى أي من الأشخاص أو الأماكن أو الحيوانات المرتبطة بالفيروس التاجي، نظرا لهدف تجنب وصمة العار.
14 فبراير/شباط
أعلنت فرنسا عن أول حالة وفاة بفيروس كورونا في القارة الأوروبية.
26 فبراير/شباط
أبلغت أميركا اللاتينية عن أول حالة بكوفيد-19. وقال مسؤولو الصحة البرازيليون إن رجلا من ساو باولو (61 عاما) عاد مؤخرا من رحلة عمل إلى إيطاليا، وقد ثبتت إصابته بفيروس كورونا. وكانت هذه أول حالة معروفة في هذه القارة.
29 فبراير/شباط
أبلغت الولايات المتحدة عن حالة وفاة، وأعلنت السلطات أن مريضا بالقرب من سياتل توفي بسبب فيروس كورونا، فيما يعتقد أنه أول حالة وفاة بالفيروس ذلك الوقت. وفي الواقع، توفي شخصان في وقت سابق، رغم عدم اكتشاف تشخيصات كوفيد-19 إلا بعد أشهر.
11 مارس/آذار
أعلنت منظمة الصحة أن فيروس كورونا "كوفيد-19" يشكل "جائحة" انطلاقا من قلقها البالغ إزاء المستوى المفزع لتفشي المرض ووخامته، والمستوى المفزع أيضا من التقاعس عن اتخاذ الإجراءات اللازمة.
18 مارس/آذار
منظمة الصحة العالمية والشركاء يطلقون "تجربة التضامن" وهي سريرية دولية تهدف إلى "توليد" بيانات متينة من مختلف أنحاء العالم للتوصل إلى الأدوية الأنجع في علاج كوفيد-19.
21 أبريل/نيسان
أعلن المسؤولون في مقاطعة سانتا كلارا بولاية كاليفورنيا الأميركية أن اثنين من السكان توفيا بسبب فيروس كورونا في 6 و17 فبراير/شباط، مما يجعلهما أول ضحايا الوباء المعروفين بالولايات المتحدة. ونقلت المعلومات الجديدة التي تم الحصول عليها من تشريح جثث.
30 أبريل/نيسان
أعلنت العديد من شركات الطيران الكبرى عن إرشادات جديدة للركاب والمضيفات بشأن ارتداء أقنعة الوجه. وقالت شركتا أميركان إيرلاينز ودلتا إيرلاينز إنهما ستطلبان من جميع الركاب والمضيفات ارتداء غطاء للوجه. وقد أصدرت مجموعة لوفتهانزا بالإضافة إلى جت بلو وفرونتير إيرلاينز إعلانات مماثلة.
11 أغسطس/آب
أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن بلاده وافقت على الاستخدام العام للقاح طوره معهد جماليا بموسكو يدعى "سبوتنيك في" (Sputnik-V) لعلاج فيروس كورونا، وذلك قبل الانتهاء من تجارب المرحلة الثالثة التي عادة ما تسبق اعتماد اللقاح إيذانا باستخدامه.
15 أغسطس/آب
بدأت روسيا إنتاج "سبوتنيك في" وذلك وفقا لتقرير سي إن إن (CNN).
23 أغسطس/آب
أصدرت إدارة الغذاء والدواء الأميركية ترخيصا طارئا لاستخدام بلازما النقاهة لعلاج كوفيد-19، وهو مستخرج من دماء الأشخاص الذين تعافوا من عدوى فيروس كورونا.
21 نوفمبر/تشرين الثاني
منحت إدارة الغذاء الأميركية تصريحا طارئا للعلاج التجريبي بالأجسام المضادة، الذي صنعته شركة التكنولوجيا الحيوية ريغينيرون Regeneron ويتكون من مزيج من اثنين من الأجسام المضادة القوية.
2 ديسمبر/كانون الأول
منحت بريطانيا تفويضا طارئا للقاح فيروس كورونا المطور "فايزر-بيونتك" (Pfizer-BioNTech) من شركة "فايزر" الأميركية وشريكتها "بيونتك" الألمانية.
5 ديسمبر/كانون الأول
بدأت روسيا عمليات التلقيح ضد فيروس كورونا.
8 ديسمبر/كانون الأول
بدأت المملكة المتحدة في التطعيم.
11 ديسمبر/كانون الأول
منحت إدارة الغذاء والدواء الأميركية لقاح شركة فايزر تصريحا للاستخدام الطارئ.
14 ديسمبر/كانون الأول
بدأ التطعيم لكورونا في الولايات المتحدة، وأعلن المسؤولون عن تسليم الجرعات الأولى من لقاح فايزر المعتمد من إدارة الدواء إلى جميع الولايات الخمسين، ومقاطعة كولومبيا وبورتوريكو، وفق سي إن إن.
18 ديسمبر/كانون الأول
أذنت إدارة الدواء الأميركية بلقاح كوفيد-19 الذي صنعته شركة "مودرنا" (Moderna) للاستخدام في حالات الطوارئ، مما سمح بشحن ملايين الجرعات الإضافية في جميع أنحاء البلاد.
19 ديسمبر/كانون الأول
أعلن كريس ويتي أكبر مسؤول طبي في إنجلترا أن هيئة الصحة العامة اكتشفت سلالة جديدة من كورونا، وتأكد الآن أنها تنتشر بسهولة أكبر من السلالة الأصلية للفيروس.
لاحقا حذر علماء في دراسة من أن السلالة الجديدة التي تنتشر في بريطانيا هي بمعدل وسطي معدية بنسبة 56% أكثر من النسخة الأولى، وحضوا على توزيع اللقاح بشكل سريع للمساعدة على منع حدوث المزيد من الوفيات.
ووفق دراسة نشرتها كلية لندن للصحة وطب المناطق المدارية، ونقلتها وكالة الصحافة الفرنسية، فإن النوع المتحور من الفيروس الذي ظهر جنوب شرق بريطانيا في نوفمبر/تشرين الثاني يرجح أن يزيد من الوفيات العام المقبل، وكذلك من حاجة المصابين لدخول المستشفيات لتلقي العلاج.
وقال الباحثون، الذين ركزوا على جنوب شرق بريطانيا ولندن، إنه لا يزال من غير المؤكد ما إذا كانت السلالة الجديدة مميتة أكثر أو أقل من سابقتها.
30 ديسمبر/كانون الأول
أعلنت مختبرات سينوفارم الصينية أن أحد لقاحاتها ضد كوفيد-19 فعال بنسبة 79%. وقالت الشركة في بيان إن اللقاح الذي تعده مختبرات "سي إن بي جي" في بكين فعال بنسبة 79.43%.
من جهتها، قالت الشركة البريطانية "أسترازينيكا" شريكة جامعة أكسفورد إن فاعلية لقاحها تبلغ 70% لكن يمكن أن يصل إلى 100% بجرعتين.
أعطت وكالة الأدوية البريطانية الضوء الأخضر للقاح أسترازينيكا، وقال ناطق باسم وزارة الصحة "وافقت الحكومة اليوم (الأربعاء) على توصية وكالة تنظيم الأدوية والمنتجات الصحية، على السماح باستخدام لقاح جامعة أكسفورد-أسترازينيكا ضد فيروس كورونا المستجد".
31 ديسمبر/كانون الأول
أعلنت الصين أنها رخصت "بشروط" لتسويق لقاح سينوفارم لفيروس كورونا، موضحة أن نحو 5 ملايين شخص ينتمون إلى فئات معرضة سبق وحقنوا بلقاحات مختلفة منذ الصيف.
لعبة الفأر والقط؟
الجواب هو الطفرات، إذ إن فيروس كورونا شهد عدة طفرات منذ بدء التفشي، وهو ما يخشى البعض من أنه يهدد فعالية اللقاحات الحالية. ففي الطفرة يغير الفيروس جزءا من مادته الوراثية، وهذا قد يؤدي إلى أن يصبح اللقاح غير فعال.
ففيروس كورونا -الذي تم اكتشافه لأول مرة في ووهان بالصين- ليس هو نفسه الذي سنجده في معظم أنحاء العالم، وذلك وفقا لتقرير جيمس غالاغر في "بي بي سي" (BBC).
وظهرت طفرة "دي 614 جي" (D614G) في أوروبا في فبراير/شباط الماضي، وأصبحت الشكل السائد عالميا من الفيروس، وهناك نوع آخر يسمى "إيه 222 في" (A222V) انتشر في جميع أنحاء القارة، وكان مرتبطا بعطلة الصيف في إسبانيا.
والسؤال المهم: هل تهدد سلالات كورونا الجديدة فعالية اللقاحات المبتكرة؟
حتى هذه اللحظة لا يعرف مدى تأثير السلالات الجديدة من فيروس كورونا على فعالية اللقاحات المعتمدة رسميا للوقاية من كوفيد-19، لكن ذلك يجب ألا يغير من التزامنا بالمعايير الصحية لمواجهة الجائحة، وذلك وفقا لتقرير للكاتبة ديبتي غورداساني نشرته مجلة "فورين بوليسي" الأميركية.
ومن الأسباب التي تدعو إلى الحذر -حسب رأيها- أن الفيروس أخذ يتطور ويظهر بأشكال جديدة منذ اكتشافه للمرة الأولى. ومنذ يونيو/حزيران الماضي، أصيب أكثر من 200 شخص بكوفيد-19 المنتقل عن طريق حيوان المنك. وفي نوفمبر/تشرين الثاني، أعلنت الدانمارك عن 12 حالة إصابة بسلالة جديدة من فيروس كورونا لم تكن قد شوهدت من قبل، مما دفع رئيسة الوزراء مته فريدريكسن إلى أن تصدر أمرا بإعدام 17 مليونا من حيوان المنك، والإعلان عن خطط لحظر تربية هذا الحيوان في المستقبل القريب.
وقد فرضت العديد من البلدان آنذاك تدابير صارمة على حدودها خوفا من انتشار السلالة الجديدة خارج الدانمارك.
ورغم الاحتياطات، أعلنت كندا هذا الشهر عن إصابة 8 أشخاص بفيروس كورونا في مزرعة لحيوانات المنك، ووضع العاملون بالمزرعة في الحجر الصحي خوفا من انتشار العدوى. وأبلغت العديد من الولايات الأميركية، بما في ذلك أوريغون، عن تفشي كورونا بمزارع المنك.
وبعد انتشار الذعر جراء السلالة القادمة من المنك، تحول الاهتمام إلى سلالة جديدة سريعة الانتشار ظهرت مؤخرا في بريطانيا ونشرت الرعب عالميا، حيث فرضت أكثر من 50 دولة قيودا على السفر إلى المملكة المتحدة.
وأوضحت الكاتبة أن هذه السلالة الجديدة المعروفة بفيروس كورونا المتحور، أو "بي 7.1.1" (B.1.1.7) أكثر قابلية للانتقال والانتشار، وقد تفشت بسرعة جنوب إنجلترا. كما شهدت جنوب أفريقيا ظهور سلالة مختلفة -تشترك في بعض الخصائص مع سلالة المملكة المتحدة - لكنها تطورت بشكل منفصل.
ومنذ بداية الجائحة، تم اكتشاف آلاف الطفرات في جميع أنحاء العالم، لكن معظمها كانت محايدة، أي أنها لا تقوي الفيروس ولا تضعفه. لكن ما يهمنا بالأساس هو الطفرات المؤثرة، المساعدة للفيروس والمعرقلة.
وحسب الكاتبة، فإن الطفرات المعرقلة يمكن أن تحمل إلينا أخبارا جيدة، إذ إنها تستطيع أن تعطل الفيروس وتحد من قدرته على الانتشار بين البشر، لكنها أقل تواترا من الطفرات المساعدة التي تعزز قدرة الفيروس على اختراق الخلايا البشرية.
وبسبب تعرضه للضغوط، مثل تطور الاستجابة المناعية لدى البشر وظهور الأدوية واللقاحات، فضلا عن قدرته على التحور، يمكن للفيروس -وفقا للكاتبة- أن يراكم الطفرات المساعدة التي تجعل منه أكثر خطورة.
وتعتقد الكاتبة أنه من الضروري التقيد بالإجراءات الصحية للحد من انتشار الوباء، لأن الطفرات تحدث بطريقة عشوائية وتتفاقم مع انتشار للفيروس، وكلما تقلصت معدلات تفشي كورونا بين البشر والحيوانات، قلت احتمالات ظهور سلالات جديدة خارجة عن السيطرة.
تفاءلوا بالخير
مع ذلك، فإن المعطيات التي صدرت حاليا من بعض مطوري اللقاحات تقول إن لقاحاتهم فعالة ضد السلالة المتحورة الجديدة التي ظهرت في بريطانيا، فمثلا أعلنت الحكومة الألمانية أن خبراء الاتحاد الأوروبي توصلوا إلى خلاصة مفادها أن اللقاحات الراهنة المضادة لفيروس كورونا تتصف بالفاعلية لمكافحة السلالة الجديدة من كوفيد-19.
وقال وزير الصحة ينس شبان لقناة التلفزيون العامة "زد دي إف" (ZDF) "استنادا إلى كل ما نعرفه حتى الساعة، وإثر اجتماعات بين خبراء السلطات الأوروبية، فإنه لا تأثير (للسلالة الجديدة) على اللقاحات التي لا تزال فعالة".
وأضاف شبان "سيكون ذلك خبرا جيدا جدا". وكان يشير إلى لقاح "فايزر-بيونتك".
وعودة لبريطانيا، صرح المستشار العلمي للحكومة باتريك فالانس بأن لقاحات كوفيد-19 تبدو ملائمة في تحفيز استجابة مناعية للسلالة الجديدة للفيروس.
وأميركيا، صرح رئيس الجهود الحكومية لتطوير لقاح كورونا الطبيب منصف السلاوي لـ "سي إن إن" بأنه من المرجح أن يكون اللقاح فعالا ضد السلالة الجديدة.
ووفق تصريحات باسكال سوريوت المدير العام لأسترازينيكا، فإن الباحثين يعتقدون أن لقاحهم سيكون فعالا ضد النوع الجديد من فيروس كورونا الذي يؤدي إلى زيادة سريعة بالإصابات في بريطانيا.
لذلك ورغم أن عام 2020 كان صعبا، ومع أن الفيروس قد تطور، فإن 2021 نتأمل أن يحمل أحداثا طيبة، عبر السيطرة على الفيروس. وهذا يتطلب:
1- الاستمرار باتباع إرشادات التباعد الاجتماعي وتدابير النظافة الشخصية.
2- اتباع الإرشادات الصحية وفق ما توصي به السلطات الصحية في كل بلد.
3- تلقي التطعيمات وفق الترتيبات الصحية.