نقلا عن سكاي نيوز عربية - خالد مهران
فيديو قصير لا تتجاوز مدته 48 ثانية، هز قلوب المصريين في الساعات الأخيرة، بعد انتشاره على منصات التواصل الاجتماعي انتشار النار في الهشيم.
ويظهر الفيديو حالة الهلع والرعب التي عاشها أطباء وممرضي مستشفى الحسينية العام بمحافظة الشرقية (شمال شرق العاصمة المصرية القاهرة) ، بعد نفاد الأكسجين في قسم العناية المركزة ووفاة 4 حالات مصابة بكورونا، وفقا لشهادة عدد من شهود عيان الواقعة داخل المستشفى، في حين تؤكد مديرية الصحة في الشرقية أن حالات الوفاة طبيعية نتيجة مضاعفات الإصابة بكورونا وليس بسبب نقص الأكسجين.
ومن بين صور كثيرة لما حدث داخل قسم العناية المركزة بمستشفى الحسينية، أثارت صورة لممرضة تجلس القرفصاء على الأرض وتبدو على وجهها علامات الرعب تعاطفا كبيرا مع الأطقم الطبية التي تقف في الخطوط الأمامية لمواجهة جائحة كورونا في مصر، خصوصا بعد ارتفاع عدد حالات الوفاة بين الأطباء والممرضين الى ما يقرب من (300 حالة) منذ بدء الجائحة فى شهر شباط/فبراير الماضي وحتى الآن.
أحمد ممدوح مصور فيديو الواقعة، أحد أقارب المرضى المحتجزين بقسم العزل في مستشفى الحسينية تحدث في تصريحات صحفية عن كواليس ما حدث داخل وحدة الرعاية المركزة، وكيف تعامل الأطباء والممرضين مع الأمر.
وكشف ممدوح في البداية سبب وجوده داخل عزل كورونا وقت وقوع الحادثة، مشيرا الى أن عمته كانت ضمن المحجوزين في قسم الرعاية بعزل مستشفى الحسينية وأنه كان متواجدا برفقة ابن عمته لمتابعة حالتها والاطمئنان عليها.
وأوضح مصور فيديو واقعة مستشفى الحسينية والتي أدت الى وفاة 4 مرضى من المصابين بكورونا أنه وعدد من أهالي الحالات المحجوزة، تواصلوا مع إدارة المستشفى، بسبب نقص الأكسجين، وكان الرد أن السيارة التي تقل الأكسجين على وصول.
وأشار إلى أنه أثناء انتظاره مع ابن عمته وصول سيارة الأكسجين، إلى المستشفى، وبدء ضخه بالمواسير المخصصة له، تفاجأ بأحد الأشخاص يخبرهم بوفاة جميع الحالات بالعناية المركزة، فتوجهوا مهرولين للعناية المركزة، وهناك فتح كاميرا هاتفه المحمول وسجل ما يجرى داخل العناية وحالة الهلع التي سيطرت على المكان.
والتقط ممدوح بهاتفه صوراً تظهر مستوى الأكسجين في "تانك" المستشفى، من بينها صورة كان المؤشر مستقراً عند الدرجة الرابعة بين الصفر والألف.
لكن الرواية الرسمية من مديرية الصحة بالمحافظة تشير الى أن وفاة المرضى الـ 4 طبيعية نتيجة مضاعفات إصابتهم بفيروس كورونا، فوفقا لبيان صحفى صادر عن الدكتور هشام مسعود، وكيل وزارة الصحة بالشرقية، فإنه تابع واقعة وفاة مرضى مصابين بفيروس «كورونا» المستجد بقسم العزل المخصص بمستشفى الحسينية المركزي، عقب مقطع فيديو تداوله رواد مواقع التواصل الاجتماعي بشكل موسع يشير إلى أن نقص الأكسجين كان سببا في وفاتهم.
وشدد على أن مديرية الصحة أرسلت لجنة إلى المستشفى للوقوف على حقيقة الأمر، وتبين أن عدد الوفيات 4 في عناية العزل أحدهم على جهاز التنفس الصناعي، وأن مستوى الأكسجين ومخزونه كافي لطاقة المستشفى وقتها، مشيرا إلى أن الوفيات الأربع كانت بسبب تفاقم الحالات المرضية ومضاعفاتهم الصحية وليس بسبب نقص الأكسجين أو نفاده، مشيرا إلى أن شبكة الأكسجين بالمستشفى واحدة، تغذي أقسام العناية والحضانات، مؤكدا أنه كان هناك 17 طفلا في الحضانات، و36 مصابا بالفيروس في قسم العزل، ولم يحدث أي وفيات بين هذه الحالات.
وأكد وكيل وزارة الصحة أنه تم تشكيل لجنة للتحقيق في الواقعة بعد استلام تقرير الصحة للتأكد من الوقوف على كافة الملابسات.