ختم الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله كلمته حول آخر التطورات المحلية أمس بالتطرق إلى جائحة كورونا، لافتاً إلى أن هذا الأمر خاضع لجدل كبير بين الموضوع الاقتصادي والموضوع الصحي والمأزق كبير في كل دول العالم، مشيرا إلى أن نسبة الوفيات الناتجة عن وباء كورونا كبيرة جداً بالنسبة إلى لبنان، وأن على الناس أن لا تتوقع من الدولة أكثر مما تقوم به.
وقال إننا عندما نرى العدد الإجمالي، يجب على اللبنانيين أن يقلقوا ويخافوا، وعلى كل حال الناس كلها خائفة، والإصابات وصلت الى قرابة الـ 210000 إصابة، وفي لبنان الصغير هذا عدد كبير جدا، ووصول حالات الشفاء الى 134500 يعني لا يزال عدد كبير لم يشفوا في المستشفيات، طبعا رقم الإصابات غير دقيق، لانه يوجد الكثير من الناس لا يبلغون عن إصاباتهم، يعني الإصابات الحقيقية أكثر بكثير عن الارقام التي تحصيها وزارة الصحة، فليس كل الناس تبلغ وتخبر، إذا القصة اخطر وأكبر.
وتابع: "عندما نرى كل يوم أرقام الوفيات، نتعايش مع الرقم، ولكن خلال سنة أو أقل من سنة 1566 وفاة، واليوم زد عليهم 17 وفاة، هذا رقم بالنسبة للبنان رقم كبير، فماذا نفعل؟ يوجد جدل في البلد وزاد في اليومين السابقين، جدل عند الوزراء والرؤساء وعند النواب واللجان النيابية وعند أصحاب الإختصاص وعند الناس في الضيع والمدن، وهذا الجدل الذي أسمه الاقفال والموضوع الإقتصادي والموضوع الصحي، طبعا نحن لسنا امرا إستثنائيا، هذا موجود في كل العالم، في أميركا يوجد اشكال كبير على هذا النقاش، في بريطانيا وفرنسا وأوروبا وفي كل انحاء العالم هذا الموضوع موجود، والمأزق كبير في كل دول العالم، لكي لا نجلد في أنفسنا، هذه مشكلة موجودة في كل العالم، أقوى دول العالم وأقوى حكومات العالم لا تستطيع أن تعالج هذا الموضوع، فكيف ونحن في البلد لا يوجد لدينا حكومةبل لدينا حكومة تصريف اعمال - وكثر الله خيره رئيس حكومة تصريف الاعمال والوزراء أنهم لا يزالون يتحملون مستوى معين من المسؤولية - اذاً يوجد مأزق ويوجد خلل كبير نعم، تذهب إلى الإقفال لأسباب صحية تخرج الناس المياومين والذين لديهم دكاكين والذين لديهم مطاعم والذين لديهم إلتزامات هنا يوجد حق وهنا يوجد حق".
وأردف: دائما كانت الصرخة، لذلك أنا أعتقد هنا بموضوع الجلد انا رأيت مثلا، اليوم إذا كان هناك من احد معاشه يصل إلى البيت وأكله وشربه مؤمن ويلف ساقا الى ساق، سهل جدا ان ينظر بالإقفال التام، ولكن عندما تذهب إلى الجهة الاخرى التي أسمها أن فلان إذا لم يعمل اليوم لا يأكل، وهؤلاء موجودين وهم كثر في لبنان لن يسير الإقفال التام، حسنا عندما نأخذ الامور أنت من اي موقع تتكلم؟ انا وأنت من أي موقع نناقش هذا الموضوع؟
واضاف: "الإرباك الموجود في الحكومة صحيح هذا موجود ولكن هذا موجود في كل العالم، إذا منا نستطيع أن نخرج منه هذا جيد، بكل الاحوال أنا شخصياً أدعو أن لا نتوقع من الدولة اكثر بكثير من الذي تقوم به، والذي تستطيع أن تقوم به، لا يجوز ان ننسى مسؤولية الدولة لكن النسبة الأكبر من المسؤولية يقع على الناس، وإقبلوا مني هذه الجرأة، رغم أنه أنا عادة اتكلم مع الناس وأحاول أن أكون لطيفاً ومحبا وودودا، إقبلوا مني هذه الجرأة، الناس لا ترحم نفسها، ولا ترحم بعضها، حتى الاب لا يرحم عائلته، بالرغم من أنه منذ سنة نقول إن هذا جريمة بالمعنى الإنساني والمعنى الاخلاقي والمعنى الديني، وإذا قتل أحد بسبب الكورونا التي أنت كنت السبب وراءها هذه يوجد فيها شبهة قتل بالحد الأدنى، المسؤولية الأكبر هي مسؤولية الناس، نستطيع ان نخرج من الإقفال، نسنتطيع أن نخفف الإقفال، لكن إذا إلتزمت العالم بالضوابط، إذا تم استخدام الكمامة والتزمت الناس بالتباعد حتى في البيوت".
وقال إن المساجد والحسينيات منذ السنة تقريباً مقفلة، المساجد والحسينيات والدروس والجامعات والمدارس والانشطة والاحتفالات كله معطل، بعد ذلك نرى عرس هنا، وعزاء هناك، أو اجتماعات على الغداء أو العشاء.
واستنكر من الناس الذين يعتبرون أنه من الشهامة والشجاعة والرجولة التسليم باليد أو القبلات.. ما هذه الشجاعة وما هي هذه الرجولة؟ من أين اتيتم بهذه الافكار الخاطئة؟
وقال"هذا غير جائز"، 5400 إصابة في لبنان اليوم هذا رقم خطير جدا جدا جدا، يمكن أن يقول احد ما، دعوا الجيش يقمع دعوا قوى الامن تقمع، صعب جدا هذا في لبنان، ومن المفترض أننا كرجال الدين وعلماء الدين والمرجعية والدولة ووسائل الاعلام ورؤساء الاحزاب والاحزاب والنخب ومواقع التواصل نتعهد ان نقيم حملة كبيرة جداً نحمل بعضنا ونحمل الناس المسؤولية لأنه لا يوجد حل آخر.
وتابع: "هذه أميركا، يأخذون اللقاح وزادت الاصابات وزادت الوفيات، وهذه بريطانيا يأخذون اللقاح وزادت الوفيات وزادت الإصابات، لا يقل أحد عندما يأتي اللقاح تزول المشكلة، من هنا حتى يأتي اللقاح، ومع اللقاح لن تحل المشكلة إذا أكملنا بهذه الطريقة، المطلوب وقفة، هنا الموضوع لا موضوع أحزاب ولا موضوع طوائف ولا موضوع مناطق، هذا موضوع اللبنانيين وكل المقيمين على الأرض اللبنانية، كل إنسان بشري مقيم على الأرض اللبنانية، يحمل المسؤولية، ويوجد من يؤمن بيوم القيامة سيرى، ومن لا يؤمن سيرون سيتفاجأون أكثر، ان الله سبحانه وتعالى يوم القيامة سيحاسب كل هؤلاء المقصرين كل هؤلاء المذنبين الخاطئين وبعض هؤلاء الذين يرقى عملهم إلى مستوى الجريمة، جريمة القتل المتعمد أو شبه المتعمد، إذا إستمرينا بهذه الطريقة، المطلوب هذ الوقفة وهذه المسؤولية الوطنية الكبيرة، لا يجوز التسامح، لا يضحك احد بوجه احد عندما يصبح هناك خرق لهذ الإجراءات كي نستطيع أن نعبر بسفينة هذا البلد وبناسها بأقل خسائر ممكنة".