(موقع العهد الإخباري)
بـ"السراج والفتيلة" يتم البحث عن سرير في قسم العناية الفائقة لمصابي الحالات الحرجة بفيروس كورونا. المشهد على الأرض أكثر من مؤلم وصعب وكل التقارير والتحقيقات والمشاهد التي تُنقل تبقى عاجزة عن توصيف الإنهاك الذي لحق بالقطاع الصحي. بُحّت أصوات المعنيين تفادياً للمرحلة التي وصل اليها لبنان اليوم. بالملعقة شرّب المعنيون المواطنين خطورة الأوضاع، لكن الاستهتار المجتمعي بقي ملك الساحة، وعليه ندفع جميعنا الثمن غالياً. أمس الجمعة، انتشر فيديو لمدير العناية الطبية في وزراة الصحة الدكتور جوزيف الحلو يبكي من كارثية الوضع. تحدّث الرجل من موقعه كونه من أكثر المعنيين تماساً مع الواقع. هاتفه لا يهدأ من كثرة الاتصالات لتأمين سرير هنا وآخر هناك. الأسبوع الماضي أراد الحلو أن يوصّف حراجة الوضع، فقال حرفياً لموقعنا: "تخيّلوا أنا مدير العناية الطبية في وزارة الصحة، كنت عاجزاً عن تأمين سرير في المستشفى لإحدى قريباتي، وبقينا 6 ساعات نبحث حتى تمكّنا في نهاية المطاف من تأمين مكان لها في قسم الطوارئ بأحد المستشفيات".
أسرة العناية الفائقة في مستشفيات بيروت وجبل لبنان نفدت كلياً
اليوم، تتسارع قساوة المشهد بعد "الاستهتار" الكبير الذي شهدناه مؤخراً وقلّة المسؤولة وانعدام الوعي لدى البعض. عداد الإصابات تجاوز الخمسة آلاف، ومعه يتصدّر لبنان قائمة الإصابات اليومية في العالم بالنسبة لعدد السكان. عدد الحالات المثبتة منذ 21 شباط الماضي سجّل 210139 وعدد حالات الوفاة التراكمي بلغ 1570 حالة. هذه الأرقام مخيفة جداً في بلد صغير كلبنان. وللأسف، فإنّ البلد المعروف بـ"مستشفى الشرق" يعيش قطاعه الصحي اليوم إنهاكاً ما بعده إنهاك. بتنا اليوم نفتّش بـ"السراج والفتيلة" على السرير الواحد، هذا ما يقوله حرفياً مدير العناية الطبية لموقع "العهد" الإخباري. وفق الحلو، هناك مرضى يتم نقلهم من بيروت الى مستشفيات الجنوب وطرابلس، فأسرة العناية الفائقة في مستشفيات بيروت وجبل لبنان نفدت كلياً. وعليه، يبدو الوضع أكثر من حرج.
مصابون باتوا يتوفون في المنازل
وفيما يشدّد الحلو على أنّ أكثر ما يهمنا اليوم هي أسرة العناية الفائقة للحالات الحرجة، يوضح أنّ الحالات الحرجة عديدة وهي تتطلب عناية فائقة وهناك مصابون باتوا يتوفون في المنازل، مشيراً الى حالات حرجة جداً تصل الى المستشفيات اليوم لم نكن نشاهدها من قبل. وعليه، يطالب المستشفيات الخاصة بضرورة زيادة عدد الأسرة في العناية الفائقة، وبضرورة فتح أقسام لمصابي كورونا اذا لم تفتح بعد. يتفهم الحلو مطالب المستشفيات الخاصة ومستحقاتها العالقة في ذمة الدولة التي ستدفع قسماً منها الأسبوع القادم، لكنّه يشدّد على أنّ المعركة هي معركة وجود. لا بد من التخفيف من أعداد الإصابات فالأرقام تتزايد بشكل "هستيري"، يقول الحلو الذي يطالب الناس بضرورة الالتزام، فوزير الصحة الدكتور حمد حسن حذّر منذ فترة من حراجة الوضع وقد وصلنا الى ما كنا تحدثنا عنه سابقاً، لافتاً الى أنّ الطاقم التمريضي والطبي بات قليلا جداً بعد الإصابات التي تسلّلت الى صفوفه.
أقسام الطوارئ تمتلئ كلياً
وعن الضغط الحاصل على أقسام الطوارئ، يشدّد الحلو على أنّ الضغط كبير، فكل مستشفى يمتلئ فيه قسم الطوارئ بشكل كلي، وهناك مرضى -رأيتهم بأم العين- يجلسون على الكرسي في باحة المستشفى. لا ينكر الحلو أن هناك جهوزية في أقسام الطوارئ، لكن المشكلة تتمثّل في غياب أجهزة التنفس وغيرها من الأمور التي تتطلبها الإصابات الحرجة. وهنا يشدّد الحلو على ضرورة أن يكون هناك التزام كامل وإقفال عام بدون استثناءات، فالصحة اذا انعدمت انعدم معها العمل.
وفي الختام، يوضح الحلو أنه سيتم تجهيز عدد كبير من المستشفيات الحكومية خلال فترة الإقفال، مطالباً المستشفيات الخاصة بزيادة عدد الأسرة، فنحن ذاهبون نحو أيام سوداء بتاريخ 9 و10 الشهر الحالي أي بدءاً من اليوم السبت.