أعلنت بريطانيا نجاحها في تطعيم 200 ألف شخص يوميا باللقاح المضاد لكورونا، على أن ترفع وتيرة التطعيم إلى 2 مليون أسبوعيا لتحقيق المعدل المطلوب لحماية الأكثر هشاشة بحلول منتصف شباط/فبراير.
وحذر وزير الصحة البريطاني مات هانكوك من أن التفشي المتسارع للوباء مؤخرا وضع النظام الصحي البريطاني في "حالة خطيرة جدا جدا".
وأوضح هانكوك بأن التطعيم يشمل أيضا الأشخاص المتراوحة أعمارهم بين 40 عاما و50 عاما، من أجل تسريع وتيرة التحصين من الوباء، مؤكدا أنه بحلول الخريف المقبل سيكون الجميع قد تلقى اللقاح، وأن الحكومة طلبت 350 مليون جرعة من اللقاح، وستتسلمها تدريجيا على دفعات، وهي كافية لجميع البالغين في البلاد.
ونبه وزير الصحة البريطاني من أن السيطرة على الوباء بالتلقيح خلال العام الجاري لا يعني القضاء عليه نهائيا، حيث قال: "أتوقع أن من المحتمل أن نحتاج إلى معاودة التلقيح، لأننا لا نعرف مدة الحصانة من الوباء التي توفرها هذه اللقاحات، وقد تكون كل 6 أشهر، وقد تحتاج لأن تتم كل سنة".
مسؤول بريطاني: الأسابيع المقبلة ستكون الأسوأ
في سياق آخر، قال كبير المستشارين الطبيين للحكومة البريطانية إن الأسابيع القليلة المقبلة لوباء كوفيد -19 ستكون الأسوأ، حيث تنتشر السلالة الجديدة من فيروس كورونا بسرعة في جميع أنحاء البلاد.
وأضاف كبير المستشارين الطبيين اليوم الاثنين "إن الحياة الطبيعية ستعود بعد وباء فيروس كورونا الجديد، لكن الأمر بعيد بعض الشيء، وسيعتمد على التزام الأشخاص بقواعد الإغلاق والتوزيع الشامل للقاحات".
ولفت كبير المستشارين كريس ويتي إلى أن المملكة المتحدة حاليا في أسوأ نقطة في الوباء، وأن عدد الموتى بسبب هذا الوباء، البالغ 81431 شخصا "مروع للغاية".
ولدى سؤاله عما إذا كانت الحياة ستعود إلى طبيعتها ، قال ويتي: "أنا واثق من أننا سنعود إلى الحياة كما كانت من قبل في مرحلة ما، وهذا ليس موضع شك، فهذه هي الحياة التي نريد جميعًا أن نعيشها".
وأوضح أنه بمجرد طرح اللقاحات "سيتمكن الناس من رفع القيود، ولن يحدث ذلك دفعة واحدة.. آمل أن تعود الحياة هي نفسها تماما كما كانت من قبل.. إلا أننا بعيدون جدا عن ذلك في الوقت الحالي".
في سياق متصل، قال مسؤول بريطاني إن السلطات قلقة من انتشار فيروس كورونا في المتاجر الكبرى، وخاصة بين الأشخاص الذين لا يرتدون أقنعة فيها. وقال لشبكة سكاي نيوز: "نشعر بالقلق من أنه، على سبيل المثال، في محلات السوبر ماركت، نحتاج إلى التأكد من أن الناس يرتدون أقنعة ويتبعون نظام الاتجاه الواحد".
ملكة بريطانيا تتلقى لقاح كورونا
من جهته، أعلن قصر باكنغهام أن الملكة إليزابيث الثانية ملكة بريطانيا، وزوجها الأمير فيليب دوق إدنبرة، تلقيا الجرعة الأولى من اللقاح المضاد لفيروس كورونا المستجد.
وذكر القصر أن الزوجين تلقيا الجرعة الأولى السبت، حسبما أفادت شبكة "سكاي نيوز" الإخبارية البريطانية، في خطوة تأتي على ما يبدو لمنح المترددين في أخذ اللقاح ثقة أكبر.
والإعلان الذي جاء على لسان المتحدث باسم القصر يعد تعليقا نادرا للغاية على الشؤون الصحية للعائلة المالكة في بريطانيا.
وقالت "سكاي نيوز" إن الملكة إليزابيث قررت نشر المعلومات بشأن تطعيمها على الملأ "منعا لعدم الدقة أو إثارة لمزيد من التكهنات".
وأكد مصدر ملكي النبأ، مشيرا إلى أن طبيب الأسرة الملكية هو الذي حقن الزوجين باللقاح في قلعة وندسور، وهو مقر مكي خارج لندن.
وتنضم الملكة وزوجها إلى أكثر من مليون بريطاني ممن تلقوا جرعات من اللقاح.
ووصف مراسل "سكاي نيوز" للشؤون الملكية خطوة قصر باكنغهام بنشر تفاصيل عن الأمور الصحية للملكة والأمير فيليب بـ"غير العادية والمدهشة".
وأضاف أنه "منذ الإعلان عن اكتشاف لقاحات لمرض (كوفيد 19) وطرحها في عموم المملكة المتحدة، كانت هناك تكهنات بشأن ما إذا كانت الملكة وزوجها سيتلقيان اللقاح ومتى". ومرد هذه التكهنات، بحسب المراسل، هو العمر المتقدم للزوجين، وليس فقط مكانتهما الرفيعة.
وكان قصر باكنغهام قد قال في وقت سابق ردا على أسئلة بشأن تلقي الزوجين اللقاح إن "الأمر مسألة خاصة"، وهو ما يتماشى إلى حد كبير مع الطريقة التي يتعاملون بها عادة مع أي شيء يتعلق بصحة الملكة وزوجها.
تقنية جديدة لاكتشاف مرضى كورونا السريين
بدورها، قالت صحيفة "الغارديان" البريطانية، أمس الأحد، إن البلاد ستبدأ في استخدام الكشف السريع عن مصابي كورونا الذين لا تظهر عليهم الأعراض، هذا الأسبوع.
وسيساعد هذا الفحص، الذي تظهر نتائجه بين 20- 30 دقيقة، في حصر الحالات المصابة بالوباء لكنها لا تعاني من الأعراض.
وقالت الصحيفة إن الغاية من هذا الفحص هو تحديد عشرات الآلاف من المصابين بالعدوى، التي ينشرونها من دون قصد في أرجاء بريطانيا، خصوصا أولئك الذين يعملون خارج منازلهم.
ويقول موقع الحكومة البريطانية على الإنترنت إن واحدا من كل 3 مصابين بالوباء بالبلاد لا تظهر عليه أعراض المرض.
ويأتي استخدام هذا الفحص الذي يستعين أدوات فحص التدفق الجانبي في وقت ارتفعت فيه حصيلة الوفيات في بريطانيا، ودقت المستشفيات ناقوس الخطر بشأن المرضى المحتاجين للعناية المكثفة.
ويعمل الفحص السريع على أخذ مسحة من الأنف والحلق، ووضعها في أنبوب اختبار، حيث يتم هناك إضافة مادة جديدة للكشف عن الوباء.
وسيسمح الفحص الجديد بالتعرف على المصابين أثناء وجودهم داخل مراكز الاختبار، وليس بعدما يغادرونها إلى منازلهم، كما في الفحوص التقليدية لكشف الوباء.
ورحب العديد من الخبراء بالنظام الجديد الذي وافقت 131 سلطة محلية في بريطانيا على تنفيذه.
وقال البروفيسور آدم فين من جامعة بريستول البرنامج الموسع للفحوص بأنه إجراء مهم للغاية.
وأضاف أن تقنية الفحص الجديد "توفر أداة جديدة مهمة للمساعدة في تقليل الارتفاع السريع في الحالات التي تشل في بلدنا".
لكن آخرين وجهوا انتقادات إليه، مشيرين إلى أن بعض نتائجه غير دقيقة.

