نقلا عن موقع "العهد" الاخباري - يوسف جابر
السُّلالة الجديدة من فايروس كورونا أو "الـسلالة البريطانية" تنتشر بمسارٍ تصاعدي مُقلقٍ في لبنان منذ رَصدها أوائل كانون الأول/ديسمبر 2020، هذا ما توصَّل إليه الباحثون في الجامعة اللّبنانية فادي عبد الساتر وقاسم حمزة بالتّعاون مع مدير مركز البحوث الأكاديمية ومركز "Molecular Lab" في مستشفى الرّسول الأعظم وفي مستشفى بهمن.
وتمكّن الباحثان من تحديد السلالة الجديدة وتأكيد وجودها عبر تطوير بروتوكول خاص لتقنية الـ "PCR"، حيث أظهرت الدراسة الأولية أنّ عدد المُصابين بهذه السلالة تكاثر بسرعة منذ الأسبوع الأوّل من 2021 حتّى اليوم.
أكَّد الأستاذ الباحث في العلوم البيولوجية فادي عبد الساتر لموقع "العهد" الإخباري أنَّ السلالة الجديدة لكورونا رُصدت منذ 9 كانون الأول/ديسمبر، وأشار إلى أنَّه "مع نهاية عام 2020 بات لدينا 50 حالة مثبَت إصابتها بالسلالة الجديدة من أصل 500 حالة إيجابية أي ما يُعادل 10%".
وأضاف عبد الساتر "مع بَداية العام الجاري ارتفعت أعداد الإصابات حتى وصلت نسبة المصابين بالسّلالة البريطانية في 12 كانون الثاني/يناير إلى 58% من أعداد الفحوصات التي أجريت في مختبرات مستشفى الرّسول الأعظم وبهمن"، حيث بلغت عيّنات الفحوصات التي اعتمدت5427 عيّنة أفرزت 1211 حالة إيجابيّة، منها 475 حالة من السلالة الجديدة.
وحول كيفية اكتشاف "السلالة البريطانية"، أوضح "يوجد "كيت" ضمن طريقة فحص الـ "PCR" يُخوِّلنا اكتشاف السلالة الجديدة، وهو الذي استُخدم في بريطانيا لاكتشاف السلالة الجديدة وهو متوفِّرٌ في كلٍّ من مختبرات مستشفى الرسول الأعظم وبهمن".
في المُقابل، لفت الأستاذ الباحث في العلوم البيولوجية إلى أنَّه على الرغم من أنَّه ليست جميع المراكز والمُستشفيات تملك القدرة على اكتشاف السلالة الجديدة من بين إصاباتها، إلّا أنَّ من يملك هذه القدرة مرَّ مرور الكرام على اكتشاف السلالة.
وحول الإرتفاع الكبير الذي يشهده لبنان في أعداد الإصابات، عبد الساتر أكَّد لـ "العهد" أنَّ الأعياد رفعت نسبة الإصابات عبر الإحتكاك المباشر بين الناس، ولكنّه أشار إلى أنَّ هذه السلالة كانت العامل الأكبر نسبةً لسرعة انتشارها.
وتابع "في السلالة الجديدة 24 طفرة تجتمع لأول مرّة في سلالة واحدة، من بينها 8 ترفع إمكانية الإصابة والقُدرة على الإنتشار، حيث بات أي انسانٍ مُعرَّضاً للإصابة في حال الإحتكاك حتّى لو عن بُعد، ومن ناحية العوارض لم يظهر حتّى الآن الأبحاث اختلافًا عن فيروس كورونا".
وبيَّن عبد الساتر لـ "العهد" أنَّ المُقلق في المسارٍ التّصاعدي للسلالة الجديدة تكمن في ارتفعاع الإصابات، وذلك بسبب عدم قدرة المُستشفيات على استيعاب المرضى المُصابين.
يُشار إلى أنّ تحديد الهوية الدقيقة لهذه السلالة يحتاج إلى تحديد تسلسل حمضها النووي بواسطة تقنية الـ "sequencing" وهي غير متوفّرة في لبنان حاليًا، إلّا أنَّه كان الباحثان عبد الساتر وحمزة قد طوَّرا نوعًا من الـ "PCR" يُظهر أكثر من طفرة بالفايروس تؤكِّد بنسبة 99% أنّه يتبع لـ "السلالة البريطانية".
يُذكر أنّ لبنان أعلن الإصابة بالسلالة الجديدة في 25 كانون الأول/ديسمبر، حيث لم تكُن تجري الفحوصات للوافدين من بريطانيا رغم الإعلان عن السلالة الجديدة منذ تشرين الثاني/نوفمبر من العام الماضي.