قال الباحث الذي يدرس الطفرات الفيروسية في شمال البرازيل، فيليبي نافيكا، إن المتحورة الجديدة من فيروس كورونا المستجد التي رصدت مؤخرًا في اليابان ومنشأها الأمازون يمكن أن تكون معدية بالقدر نفسه مثل تلك التي رُصدت في المملكة المتحدة أو جنوب إفريقيا.
وقال الاختصاصي من معهد ليونيداس وماريا دين، والذي يجري دراساته بالشراكة مع معهد أبحاث فيوكروز المرموق، إنه من المحتمل أن يكون هذا المتحور الجديد الذي وصفته منظمة الصحة العالمية بأنه "مقلق للغاية"، قد انتشر بالفعل في مناطق برازيلية أخرى.
وهذا ما يثير قلق السلطات الصحية في البلد الذي يبلغ عدد سكانه 212 مليون نسمة، حيث أودى كوفيد-19 بأكثر من 205 آلاف شخص في البرازيل، ليحل بعد الولايات المتحدة، لا سيما وأن المتحورة نشأت في الأمازون حيث ارتفعت على نحو كبيرة الحالات التي أدخلت إلى المستشفيات في الأسابيع الأخيرة، ولا سيما في ماناوس، عاصمة ولاية أمازوناس. فقد أعلن وزير الصحة البرازيلي إدواردو بازويلو أن نظام المستشفيات في مدينة ماناوس في الأمازون ينهار بسبب موجة ثانية من (كوفيد – 19)، وأن الأوكسجين ينفد من المؤسسات الصحية هناك. وقال بازويليو أثناء حديثه عبر الإنترنت مع الرئيس جايير بولسونارو إن "مستشفيات المدينة تفتقر إلى الأطقم الطبية مع تزايد الوفيات مرة أخرى". وأضاف: "ناشدت ولاية الأمازون الولايات المتحدة إرسال طائرة نقل عسكرية مزودة بأسطوانات الأوكسجين بسبب النقص الواضح في كمياته لدى مستشفيات الولاية".
وقال نافيكا: "قمنا بمقارنة العينات ورأينا أن تلك التي جُمعت في منطقة الأمازون كانت أسلافًا لتلك التي رُصدت في اليابان، لكن الأخيرة خضعت لطفرات إضافية".
وتابع: "نحن في طور إكمال التسلسل الجيني للتحقق مما إذا كانت هذه الطفرات التي عثر عليها في اليابان كانت موجودة بالفعل من قبل في منطقة الأمازون، لكن هذا مرجح جدًا".
وقال إن "الوضع في ماناوس ليس ناجمًا فقط عن المتحورة الجديدة. لقد شهدنا زيادة حادة في الحالات بسبب موسم الأعياد ونحن في موسم تنتشر فيه على نحو كبير الفيروسات الأخرى التي تنقل أمراض الجهاز التنفسي كل عام".
وأوضح أن "إحدى الفرضيات المطروحة هي أن هذه الطفرات حدثت على وجه التحديد نظرًا للارتفاع الكبير في عدد الإصابات. لا نعرف إن كانت هذه المتحورة قد بدأت بالفعل بالانتشار خارج ولاية أمازوناس، ولكن بما أنها وصلت إلى اليابان، فمن الممكن جدًا أنها وصلت إلى مناطق أخرى في البرازيل".

