أقرّ مجلس النواب اللّبناني اليوم الجمعة، القانون الذي يرمي إلى الإستحصال على اللّقاحات ضدّ فايروس كورونا، في وقتٍ يجري الحديث عن أشخاص في مختلف أنحاء العالم تلقوا اللقاح وعانوا من مضاعفات جانبية، فيما آخرون توفوا جراء ذلك، والنتيجة قلق متزايد يعتري المواطنين خوفاً مما ينتظرهم في معركة "كورونا".
وسط هذه المشهد، كان اللّافت أنّ فحوص الـpcr التي أجريت في مختبرين كبيرين في لبنان أظهرت وجود تغيّر جيني في الفايروس، مما يعني أنّ هناك شيئاً جديداً ظهر على الساحة الكورونية.
وفي ضوء ذلك، كان لا بدّ من التوقّف مليّاً عند أبرز المحطّات للإجابة عن عدد من التّساؤلات والإشكاليات لبيان حقيقة مرحلة تطوّر هذا الفيروس الخبيث واللّقاح ضدّه.
بداية في خصوص اللقاحات، طمأن عضو اللجنة العلمية لمكافحة "كورونا" الدكتور عبد الرحمن البزري في حديث صحفي أنّ "اللقاحات أثبتت حتّى الآن أنّها أكثر أماناً، وتلقيها أفضل من عدمه"، موضحاً أنّها "أحد الطّرق المتبقية والمحدودة لنا لمواجهة الوباء ولوضع حدّ له"، ومشيراً إلى أنّ المواطن له حرية الإختيار في أخذ اللّقاح.
"اللّقاح هو خيار موجود وخيار جيد"، بهذه الكلمات نصح البزري المواطنين وأصدقائه وعائلته وكل من يسأله، وأوضح "كل تدخّل علاجي له حسناته وسيئاته لكن هذا لا يعني أن لا نأخذ اللّقاح"، ولفت إلى أنّ اللّقاح الذي سيصل إلى لبنان وافقت عليه منظّمة الصحة العالمية، معتقداً أنّ المنظّمة الأمميّة ستقرّ مجموعة من اللّقاحات الإضافية، ومؤكّداً أهمية مراقبة اللقاحات من حيث الفعالية والتأثيرات الجانبية.
هل سيكون اللقاح فعّال مع تطور فايروس كورونا؟
وحول التحوّر الجيني لفايروس كورونا، قال الدكتور البزري "معلوماتنا أنّ الفايروس يتغيّر ومن المنطقي أن يتغيّر، والفايروس الذي لا يتغيّر أو يتحوّر لا يكون فايروس"، وأضاف "نحن نعتبر أنّ المتغيّرات الموجودة في الفايروس لا تقلّل من فعالية اللّقاح".
وأوضح أنّنا الآن أمام خيارين لاحتواء الفايروس إمّا العمل بالطرق غير الدوائية والتي لها تأثيرات لناحية الإقتصاد وغيره أو أن نلجأ إلى اللقاحات ونعزّز واقعنا الصحي، مضيفاً أنّه من الآن وحتّى يتوفّر اللّقاح ويعزّز مستواه في لبنان -أي يصبح لدينا نسب تلقيح عالية- ننصح أهلنا بتوخي الحذر واتّباع الإرشادات.
واقع المستشفيات وآلية توزيع اللّقاح في لبنان
وأكّد البزري في حديثه على معاناة المستشفيات في لبنان بسبب ارتفاع عدد الإصابات، مشيراً إلى أنّنا قد نصل إلى مرحلة لا نستطيع فيه من أن نجد أماكن للمرضى، مُعتبراً أنّ ذلك يتوقّف عند قدرتنا في السيطرة على الفايروس.
وبالنّسبة لآلية توزيع اللّقاح في لبنان، أشار الدكتور البزري والذي سيشرف على تنظيم آلية توزيعه، إلى أنّ هناك أولويتين في لبنان لا نقاش حولهما، الأولى الجسم الطبي الذي يقاتل في الصف الأول في معركة الوباء، والثانية للمسنين بحسب الأعمار ومن يعاني من أمراض مزمنة، وبعدهم هناك أولوية بحسب طبيعة المهن التي يمارسها المواطنون وضرورة الحفاظ عليها في المجتمع.
وكشف عن اعتماد آلية حديثة وإلكترونية، سعياً للمحافظة على سلامة وعدالة توزيع اللّقاح.
وختم مشدّداً على الوقاية التي تعدّ المفتاح الأساسي للحماية من فايروس كورونا، مشيراً إلى أنّه في المستقبل سيتوفّر اللّقاح إلى جانب الوقاية، وأنّ للناس الحرية بأخذ اللّقاح، داعياً إياهم إلى بناء قرارهم على معلومات علمية بعيداً عن ما يسمى بالمزايدات الشعبوية.