في إطار خطة "مؤسسة عامل الدولية" للاستجابة التي أطلقت رسميا في 18 نيسان الحالي. رصدت 800 متفرغا ومتطوعا، 25 مركزا، 9 عيادات نقالة، وحدة رعاية نقالة لأطفال الشوارع، باصان تعليميان جوالان و40 عاما من الالتزام والخبرة الميدانية في الاستجابة لحالات الطوارئ، جميعها تم رصدها وتجهيزها بكامل المعدات والتدريب والتأهيل للتصدي لتفشي جائحة "كورونا" المستجد في لبنان.
فمؤسسة "عامل" التي تقدم تدخلات صحية رائدة منذ 40 عاما في المجتمع اللبناني، تشكل أيضا حجر الزاوية لناحية الاستجابة الصحية لحاجات اللاجئين في مناطق عدة منذ العام 2011، وستتولى الإشراف على مراكز العزل الخاصة في منطقتي البقاع والجنوب، فيما تنفذ حاليا سياسات الوقاية والتوعية ضمن المناطق اللبنانية كافة وضمن مخيمات النازحين والتجمعات غير الرسمية كافة في المنطقتين بشكل مكثف، وذلك حرصا على عدم تفشي فيروس "كورونا" ولتأمين استجابة سريعة وفعالة في حال ظهور أي حالة، وذلك عبر عياداتها النقالة التي تعمل ضمن هذه المخيمات، بالتوازي مع عمل المراكز الصحية والفريق التطوعي بالمناطق في إطار تجمع الهيئات الأهلية التطوعية في لبنان، وبالتعاون مع الهيئات المحلية ومنظمة الصحة العالمية، وبإشراف وزارة الصحة اللبنانية وبدعم من المفوضية السامية للاجئين.
وانطلاقا من مركز الحاج مهدي عيدي الصحي - التنموي التابع لمؤسسة عامل في مشغرة، أعلن رئيس مؤسسة عامل الدولية منسق عام تجمع الهيئات الأهلية التطوعية في لبنان الدكتور كامل مهنا اطلاق الخطة رسميا لمواجهة فيروس "كورونا"، بحضور نائب رئيس بلدية مشغرة عبد الله هدله وعضوي الهيئة الإدارية للمؤسسة الأستاذ أحمد عبود ومنسق القطاع الصحي بعامل محمد الزايد والأطباء والممرضين وفريقي الإعلام والبرامج التنموية.
كما شدد على "ضرورة الاستجابة السريعة ومقاربات الوقاية الاستباقية سواء على المستوى الوطني أو على مستوى احتواء وضع المخيمات والمناطق الشعبية التي تشكل قنبلة موقوتة، إذ تعمل عامل على تفادي تفجرها، بالتوازي مع خطة عامل للتصدي للأزمة الاقتصادية - المعيشية عبر تحفيز المجتمع الدولي والمغتربين للمساهمة في دعم الفئات الأكثر ضعفا لاجئين ومواطنين وتأمين احتياجاتهم تحت شعار التضامن وليس الشفقة"، داعيا إلى "الالتفاف حول قيم التضامن والتراحم الإنساني التي أثبتت أنها الطريق الوحيد أمام الإنسانية التي تتشارك مصيرا واحدا للانتصار على الوباء وكل الصعوبات الأخرى".
واعتبر مهنا أن "هذه المحنة التي يمر بها العالم، ومن ضمنه لبنان الذي يعاني من أزمة اقتصادية - اجتماعية توازي بل تتعدى بخطورتها فيروس كورونا، يحتاج أكثر من أي وقت مضى إلى تضافر الجهود بين القطاعات العامة والخاصة والإنسانية، في ظل حاجة اللبنانيين إلى بارقة أمل تطمئنهم وتستجيب لضعفهم وهشاشتهم وحرمانهم من حقوقهم الأساسية في الصحة والعمل والغذاء والتعليم وغيرها".
كذلك تطرق إلى دور العيادات النقالة الـ9 التي كانت إحدى الحلول الابتكارية للوصول الى أكثر المناطق تهميشا في لبنان، في مجال إيصال الحق بالصحة والتوعية، مما ساعد في تأهيلها بشكل سريع حاليا لتتولى حماية المخيمات من انتشار العدوى، إضافة إلى قدرتها على لعب دور الوسيط مع المراكز الصحية المتخصصة بالعزل أو بالعلاج من الإصابة بالفيروس، عبر التعامل مع الحالات المشكوك فيها في المناطق الشعبية اللبنانية ومخيمات النازحين، وتحويلها وأخذ العينات بالتعاون مع الجامعة اليسوعية ومستشفى أوتيل ديو ومنظمة Founation Merieux "فوانداسيون ميريو".
وقد ودعا مهنا المواطنين إلى "التعاون والالتزام بالتوصيات الصحية الضرورية كالحجر واجراءات الوقاية، للاستمرار في احتواء تفشي الجائحة، حيث لا يزال هناك خطر كبير في لبنان يتمثل بامكانية ارتفاع أعداد المصابين، خصوصا في حال تفشي الفيروس في المناطق الشعبية، وهو ما يدعو إلى الإسراع بتأهيل وتحضير مراكز العزل في كل لبنان كالفنادق والمدارس، وهو ما باشرته مؤسسة عامل في بعض مراكزها"، آملين "تجاوز هذه المرحلة الحرجة في أسرع وقت ممكن" .
فعامل كانت قد أطلقت مؤخرا غرفة طوارئ (CALL CENTER) بإشراف وزارة الصحة في مستشفى رفيق الحريري الجامعي، بالتعاون مع المفوضية العليا للاجئين، تتألف من فريق من 9 ممرضين وممرضات مسؤولين عن الاستجابة للاتصالات الخاصة بفيروس كورونا طوال اليوم، إضافة إلى إطلاق موقع خاص يرفد الناس بكل المستجدات والتوصيات الخاصة بفيروس "كورونا"، ضمن حملة إعلامية لتوعية المواطنين على مخاطر الوباء وكيفية مواجهة تفشيه وانتشاره عبر منصات وسائل التواصل الاجتماعي، بالتعاون والتنسيق مع البلديات واللجان الشعبية.
اشارة الى أن خطة مؤسسة عامل الدولية، التي تنفذ في كل الأراضي اللبنانية، وضعت بما يتلاءم مع متطلبات الواقع الميداني، بالاستفادة من تجارب الدول الأخرى ومن دروس الاستجابة بالطوارئ التي خاضتها المؤسسة طيلة أربعة عقود من العمل، ولكن مع مراعاة خصوصية المجتمع اللبناني وحاجاته، وبما يتناسب مع توصيات وزارة الصحة، في سبيل تكامل الجهود وسد الثغرات الموجودة في المناطق والأرياف، واستثمار الخبرة المتراكمة طيلة العقود الماضية.