(موقع العهد الإخباري)
منذ طلائع وصول فيروس كورونا الى لبنان، اعلنت "ام تي في" معركتها. قادت القناة على حساب صحة اللبنانيين حربًا لا أخلاقية، فكانت أوّل من سيّس الفيروس من خلال مقدمتها الشهيرة "شكرًا ايران"، ليتبين لاحقا ان اول حالة مصابة بالفيروس كانت من بريطانيا، ثم كرت سبحة العائدين من اصدقاء قناة "المر" الذين قدموا الينا من أحد الاعراس الفرنسية حاملين معهم "كواليتي كورونا" مطابقة لمواصفات القناة.
بكل عناصر البروباغندا، مع ما تحمله من كذب وتضليل تخوض "ام تي في" المعركة ضد وزارة الصحة، ليس كرها بالفيروس ولا حرصا على سلامة اللبنانيين، انما حقدًا على الجهة التي سمت الوزير نفسه. النقد في سبيل التوجيه وتوعية الرأي العام والضغط على الجهات المسؤولة، هي من وظائف السلطة الرابعة، لكن ما نشهده اليوم من تجني ضد الوزير فاق كل نفاق وكشف الاهداف اللامهنية.
وبينما كان الوزير على الارض يتابع تجهيز المستشفيات الحكومية وحاجات المستشفيات الخاصة وينسق مع منظمة الصحة العالمية، لتحضير لبنان المفلس والمتفكك لما أمكن من مواجهة الفيروس، كانت "ام تي في" تتصرف بمستوى "اللقلقات والتنقيرات" التي نسمعها في أزقة الاحياء، لا على شاشات وظيفتها التوعية بدل التعمية. بعد اصابته بالفيروس، تسأل مراسلة القناة احد الاطباء في المستشفى اللبناني - الكندي من خارج السياق: "هل يحق لوزير الصحة اليوم ان يكون موجودًا في المستشفى؟"، بطبيعة الحال ظهرت علامات التعجب والصدمة على وجه الطبيب من هول السؤال الكيدي ليجيب:"ما عندي ملفه الطبي وما بقدر قيم الحالة من بعيد"، لكن مراسلة القناة كانت لها الخبرة الطبية التي تخولها التقييم واصدار الحكم.
ومساء الاربعاء، ظهر مقدم برنامج "باسم الشعب" - المتخرج من الطب حديثا على ما يبدو - بحلقة تحت عنوان "كيف ترجم الأداء السيّء لوزارة الصحة بعد تفشي وباء كورونا؟". وفي مقدمة برنامجه القائم على أسوأ أنواع البروباغندا، أتحفنا بالتجني على وزارة الصحة مطلقا ادعاءات كاذبة وبانيا عليها اوصافاً مهينة. واطلق تساؤلات من منطلق السخرية "كيف ستؤمنون اللقاحات وكيف ستوزعونها وهل لديكم برادات لحفظها؟"، أسئلة لو اراد مقدم البرنامج الحصول على اجابة لها لاستضاف احد مستشاري وزارة الصحة، او لاستضاف المتطوع المشرف على هذا الملف بالتعاون مع وزارة الصحة الدكتور عبد الرحمن البزري ليعيد على مسامعه ما اكده مرارا عبر الاعلام بأن الخطة موجودة وان البرادات مؤمنة، لكن الهدف ليس الحصول على اجوبة بل مجرد ترك تساؤلات في ذهن الرأي العام باسلوب لا مهني بعيد عن قيم الاعلام ورسالته.
الأسوأ، هو اعتماد البرنامج اسلوب المراهقين على مواقع التواصل في تركيب المشاهد والفيديوهات، فقد ركب بشكل مسيئ فيديو لوزير الصحة، جمع فيه بين تصريحاته في بداية الوباء حيث لم تكن اعداد الاصابات تتعدى اصابع اليد، مع جملته الشهيرة "لا داعي للهلع" وقام باسقاطها على المرحلة التي وصلنا اليها اليوم من تفشي للوباء في لبنان، كله بداعي السخرية..
كانت المهنية تقتضي ان يطرح مقدم البرنامج اياه تساؤلات على شاكلة: "من هم الذين شنوا حربا على وجود المتطوعين الى جانب وزارة الصحة في المطار فقط بسبب انتمائهم الديني، ومن الذي فضل بقاء المسافرين العائدين الى لبنان دون تتبع على ان تشارك في التتبع الوبائي محجبات؟ ثم من هم الذين عارضوا وزير الصحة في قراره اقفال البلد قبيل الاعياد لتلافي تفشي الوباء واتهموه بخلفيات طائفية وبات الاقفال مسيساً ومطيّفًا؟".
ان هذا النوع من الاعلام اللامسؤول الذي كان اول من أذكى تسييس الوباء يتحمل مسؤولية كبيرة في ما يحصل للبنانيين اليوم. لكن ماذا ينتظر المشاهد من قناة كانت المطبل الاول للوزير الاسبق غير المتخصص بشؤون الصحة صاحب الأسرّة الوهمية في المستشفيات والفضائح الكبرى؟ لعل هذا النوع من الوزراء هو ما يليق بهذا المستوى من الاعلام المتحسس من وزير يحسن ادارة وزارته بأفضل ما يمكن في بلاد منهار.. يغرق بالطائفيه والفساد من الاعلام الى الوزارات الى اصغر دائرة حكومية.