تفقد رئيس اللجنة الوطنية التقنية لإدارة لقاح كورونا الدكتور عبد الرحمن البزري مستشفى صيدا الحكومي الذي تم إعتماده من قبل وزارة الصحة كمركز رئيسي للتلقيح ضد كورونا، يرافقه وفد تجمع المؤسسات الأهلية في صيدا برئاسة السيد ماجد حمتو، وذلك في حضور رئيس مجلس إدارة المستشفى الدكتور أحمد الصمدي، وممثلين عن بلدية صيدا، مدير غرفة إدارة الأزمات والكوارث في إتحاد بلديات صيدا الزهراني وبلدية صيدا المهندس مصطفى حجازي، وعضوي لجنة الطوارئ البلدية، كامل كزبر والمهندس محمد البابا.
واستمع الدكتور البزري والحضور لعرض من الدكتور الصمدي عن جهوزية المركز وأعمال التأهيل السريعة الجارية، والتي تساهم بها هيئات المجتمع المدني في تجمع المؤسسات الأهلية. كما تفقد أيضا مختبر فحوصات الـ PCR وعاين البراد الخاص الذي سيتم وضع اللقاحات فيه بدرجة تبريد تصل إلى 70 درجة تحت الصفر.
وقد أبدى كل من المهندس حجازي وكزبر إستعداد وجهوزية بلدية صيدا للمساهمة ضمن الإمكانات المتوفرة، لمواكبة أعمال التلقيح والتحضيرات التنظيمة الجارية في هذا الصدد، ونوها بالجهود التي يبذلها الدكتور البزري ورعاية عملية بدء التلقيح في مستشفى صيدا الحكومي.
البزري
واثر الجولة، قال الدكتور البزري: "قمنا بجولة تفقدية في المستشفى مع وفد تجمع المؤسسات الاهلية في مدينة صيدا حيث التقينا رئيس مجلس الادارة المدير العام للمستشفى والطبيب المسؤول والجهاز التمريضي. كما اطلعنا ايضا بداية على أعمال الصيانة التي تقوم بتنفيذها هيئات تجمع المؤسسات الاهلية في صيدا من اجل تحسين وتأهيل المستشفى الحكومي لكي يكون مركزا اساسيا ورئيسيا في عملية التلقيح التي ستبدأ عما قريب".
ولفت إلى أن "أهمية هذا المستشفى انه جامعي وحكومي وانه يخدم منطقة واسعة من صيدا، اضافة الى قربه من مخيم عين الحلوة، حيث بامكاننا تلقيح اهلنا الفلسطينيين، وبالتالي هو من الخيارات الممتازة لأنه يظهر مدى أهمية الخطوات التي نتبعها لعدم التمميز بين لبناني وفلسطيني وسوري واي مواطن آخر موجود على الاراضي اللبنانية".
وتابع "أن الافضلية في عملية التلقيح هي بالطبع بداية للقطاع الصحي، وخاصة القطاع الصحي المواجه للكورونا. ونحن نعلم أن مستشفى صيدا الحكومي لديه وحدة كورونا كبيرة جدا، سواء لناحية العناية الفائقة المركزة أم لناحية الاسرة العادية. ثم هناك المسنون وغيرهم من القطاعات التي سوف نعطيها اولوية تدريجية بحسب المنصة التي ستظهر يوم الخميس بشكل رسمي ويمكن تعبئتها".
واردف "إن أهمية المستشفى أيضا أنه مجهز بطريق خاص لذوي الإحتياجات الخاصة، وبالتالي يمكن تسهيل وصولهم الى هذا المركز وسنعمل مع إدارة المستشفى والأطباء والجهاز التمريضي، اضافة الى تجمع المؤسسات الاهلية لتأمين كافة الاحتياجات الضرورية".
وأعلن أنه "سيتم إجراء عمليات تدريب للجهاز المشرف على أعمال التلقيح يوم الإثنين القادم عبر فريق خاص، بحيث يكون لدينا جهاز طبي متخصص في هذا المجال يمكن الإستعانة به في المستقبل في حالة توسيع عمليات التلقيح وادخال مراكز تلقيحية اخرى".
وتابع "نحن على مستوى المبادرة الوطنية في لبنان ندرس امكانية وجود مراكز تلقيح اخرى في مدينة صيدا، وهذه المراكز سوف نأخذ بالحسبان قدرتها على استقبال المزيد من المرضى. لذلك ندرس امكانية استخدام احد المستشفات الكبرى او الجامعية في المدينة او الاستفادة من امكانيات المستشفى التركي، اذا كانت هنالك من فرصة لتأهيله حيث لا تتوفر فيها اي خطوط امان حقيقية".
ولفت الى انه "إذا كان هنالك من رغبة جدية لدى المجتمع الاهلي والبلدية في المساعدة لتأهيل هذا المركز عندئذ بالامكان البحث بهذا الموضوع، والا فإننا سنلجأ ايضا الى استخدام احد المراكز الكبرى في المدينة لتسريع عملية التمنيع، خصوصا عندما يصل مستوى اللقاحات في لبنان الى مستويات مرتفعة في شهر آذار وبداية شهر نيسان".
وردا على سؤال حول إعداد اللقاحات، قال البزري سيصل الينا مليونان ونصف المليون لقاح "فايزر"، ومليونان وسبعماية لقاح بواسطة منصة الكوفيكس، ومليون ونصف لقاح "استرازينكا " يعني تقريبا ما مجموعه 6 ملايين، في حين نحن بحاجة الى تسعة ملايين لقاح لجميع المقيمين في لبنان.
وقال: "نحن ننتظر ونتطلع بالكثير من الايجابية الى بعض المبادرات سواء كانت مبادرات سياسية او مبادرات خيرية او مبادرات قطاعية للمساعدة في عمليات التلقيح والتمنيع. وهنالك قطاعات كقطاع الاعلام والفنيين المنتجين لديهم رغبة في تمنيع القطاع، وهنالك مقاربة لبعض القوى الامنية ولمؤسسة الجيش، ومقاربات اخرى، ونحن نتعامل بايجابية مع كل المبادرات المطروحة شرط ان تكون تحت سقف المبادرة الوطنية وان نتأكد من نوعية اللقاحات".
وحول مخاوف البعض من اللقاحات والإشاعات المتداولة، أوضح البزري "علينا ان نميز بين حق الناس في التلقيح ومن يريد ان يمنع نفسه ضد فيروس كورونا، وبين من هو من لا يريد ان يمنع نفسه لأن له خياراته الخاصة. لكن النقطة الاساسية هي التمييز بين الاشاعة والمعلومات العلمية والجهات والمصادر المختصة التي تقول ان اللقاح هو لقاح ضروري وان كافة اللقاحات القادمة الى لبنان هي من النوع الممتاز خصوصا التي يتم التعاقد معها من قبل وزارة الصحة".
وأكد "أن لبنان سوف يكون بمصاف الدول الكبرى كالولايات المتحدة واوروبا ودول الخليج وغيرها من الدول التي اختارت احد اللقاحات وهو فايزر. على ان يأتي بلقاحات اخرى في المستقبل القريب. لذلك لبنان الان مقدم على مرحلة جديدة سوف تكون بدايتها ان شاء الله في الثلث الاول او النصف الاول من شهر شباط وتستمر لحوالي 8 اشهر او السنة لكي نستطيع تمنيع اكبر عدد ممكن من المجتمع اللبناني لكي يستطيع اللبنانيون ان يستعيدوا حركتهم الطبيعية او شبه الطبيعية بشكل تدريجي".
وبالنسبة لارتفاع نسبة الوفيات، قال البزري " لدينا في لبنان مشكلة وبائية كبرى نحن مصنفون من الدول الدرجة الرابعة في الانتشار المجتمعي اي ان لبنان لديه اكبر عدد من اعلى اعداد الاصابات بالنسبة لمئة الف مواطن على مدى اسبوعين، ولديه نسبة عالية من الفحوصات المخبرية، اذ ان نسبة الفحوصات المخبرية الايجابية بالنسبة للفحوصات التي تجري يوميا قد تجاوزت 22 % .ونحن نقول ان العشرة بالمئة هي اعلى نسبة مقبولة قبل ان نقرع جرس الخطر، اذ ان هنالك مؤشرات وبائية خطيرة في لبنان. كذلك هنالك مؤشرات جيدة وهي ان لبنان لا زال لديه نسبة وفيات منخفضة جدا مقارنة بالعديد من الدول في المنطقة وحتى في دول العالم. ولكن ارتفاع نسبة الوفيات الان قد يكون ناتج عن ما يسمى الاعلان عن مزيد من الاصابات داخل غرف العناية الفائقة".
وأضاف: "يجب ان نركز على نقطة ان كارثة الكوفيد هي ليست فقط بالوفيات والاصابات ولكن هنالك الكثير من الذين يشفون من الفيروس ولكن لا يتعافون تماما، وعدم التعافي تماما سوف يشكل مشاكل صحية واجتماعية للمصابين. كما اننا اليوم نشهد وضعا اقتصاديا سيئا ومتراجعا والكورونا هي احد مسببات تراجع الوضع الاقتصادي بسبب الاجراءات المتخذة وبسبب تراجع حركة الاعمال في الشوارع. اذاً نحن بحاجة الى الخروج من هذا النفق المظلم واللقاحات هي احد الوسائل الرئيسية والاساسية التي تساعدنا من الخروج من هذا النفق".
وعما إذا كان انخفاض اعداد الاصابات مؤشرا لنجاح الإقفال العام، رأى البزري "ان الاقفال العام ينجح ليس بتخفيض عدد الاصابات وانما اذا استطعنا ان نعلم كيف نتعامل مع فتح البلد بعد الاقفال العام، لأننا اذا فتحنا البلد مرة ثانية وتصرفت الدولة والمواطنين بنفس الاسلوب الذي كانوا يتصرفون به، سوف نناقش اقفالا آخر وآخر، وهذا امر مؤسف جدا".
وعن توقيت الخلاص من كورونا، أجاب البزري "لنتخلص من الكورونا هنالك عوامل بيدنا وعوامل ليست بيدنا. العوامل التي بين يدينا هي اللقاح وان نقنع الناس بالتصرف الجيد. اما العوامل التي ليست لدينا فهي اسلوب تصرف الفيروس. فالفيروسات كائنات ذكية وهي قادرة على تحمل الضغط، والان نشاهد متحورات او متغيرات فيروسية تشكل خطرا اكثر على المواطن في العالم كله، وعلينا ان نراقب، لكن اذا ما تمكنا من تمنيع 80 % من المجتمعات في العالم بين المجتمع اللبناني ربما تكون سنة 2021 وحتى منتصف 2022 هي نهاية المأساة التي تعاني منها البشرية".
وأكد "أهمية المساحات في المركز المعتمد في المستشفى وكذلك المساحة في كل غرفة سيتم التلقيح فيها لأن هناك آلية سيتم إعتمادها في هذا المجال في ظل جائحة كورونا والإجراءات الوقائية التي تم أخذها بالاعتبار أثناء عملية التلقيح داخل المركز واعدا بأنه ستكون له زيارة ثانية قريبة للمركز".
ووجه البزري في الختام الشكر لبلدية صيدا والمجتمع الاهلي الصيداوي تحديدا لانه يقدم خدمات كبيرة، ولكل من يقدم خدمات لهذا المركز لان نجاحنا جميعا هو نجاح مشترك وفشلنا هو فشل جماعي وسنذهب لدور العجزة والمسنين لتلقيحهم لتعذر نقلهم إلى مركز التلقيح، بخلاف المواطن الذي سيكون لديه موعد محدد وسيتقيد به.
الصمدي
من جهته، لفت الدكتور الصمدي إلى "أن زيارة الدكتور البزري التفقدية مع وفد تجمع المؤسسات الأهلية لمستشفى صيدا الحكومي جاءت بعد اعتماده من قبل وزارة الصحة كمركز رئيسي للتلقيح في قضاء صيدا".
وأشاد الصمدي بدور الدكتور البزري الكبير ليس فقط على صعيد صيدا بل على مستوى لبنان ككل في مكافحة هذه الجائحة ومنذ اعتماد المستشفى لعلاج مرضى الكورونا كان يتابعنا بشكل يومي ويعطينا توجيهات سواء من الناحية العلمية أو التنظيمية واللوجستية.
وأكد "بعد نجاح المستشفى في القيام بمهامه كمركز لعلاج الكورونا والتي استطاعت استيعاب معظم الحالات المرضية القادمة من صيدا أو جوارها، ستقوم المستشفى بلعب دور كبير من خلال أداء مهمة التلقيح التي تشكل السبيل الوحيد للخلاص من هذه الجائحة".